في الرابعة من مساء اليوم السبت بتوقيت جرينتش (السابعة بتوقيت المملكة) وعلى استاد دراجاو بمدينة بورتو البرتغالية يقص المنتخب البرتغالي شريط بطولة كأس الأمم الأوروبية الثانية عشرة (يورو 2004 ) عندما يلتقي بنظيره اليوناني أمام أكثر من 52 ألف متفرج ينتظر أن تغص بهم المدرجات.
وتتجه أنظار عشاق كرة القدم من كافة أنحاء العالم إلى استاد دراجاو لمتابعة ضربة البداية لثالث أهم بطولة بعد دورات الألعاب الاوليمبية وبطولات كأس العالم التي يتوقع أن تكون البطولة الأقوى في تاريخ كأس الأمم الأوروبية منذ انطلاقها في عام 1960.
ورغم حرص المنتخب البرتغالي من اللقاء في مباراة الافتتاح مع نظيره اليوناني أضعف فرق المجموعة من حيث التاريخ إلا أن المباراة تبدو مغامرة محفوفة بالمخاطر خاصة وأن الفريق اليوناني خاض التصفيات المؤهلة للبطولة بنجاح كبير ونال لقب الحصان الأسود بعدما تأهل على حساب المنتخب الاسباني الذي حجز مكانه في النهائيات بالملحق الفاصل.
لم يسبق للفريقين أن فازا بلقب البطولة من قبل، بل إن تاريخهما يبدو أضعف من فرق عديدة تشارك في البطولة رغم ما حققته البرتغال سابقا من بعض الانجازات على فترات متفاوتة.
وتأتي صعوبة المواجهة من أن كلاً من الفريقين لديه العوامل التي تدعمه في هذه المواجهة.
المنتخب البرتغالي يخوض المباراة على ملعبه وبالتالي ستكون هناك مساندة جماهيرية كبيرة خاصة وأن الجماهير البرتغالية ترى في البطولة فرصة لا تعوض لاحراز اللقب الاول لهم في البطولات الكبيرة.
وكذلك فالاخفاق مرفوض تماما للمنتخب البرتغالي المعروف بلقب (برازيل أوروبا) بعد الفشل الذريع للفريق في نهائيات كأس العالم الماضية عام 2002 التي خرج فيها الفريق من الدور الاول رغم أنه كان أحد المرشحين للفوز باللقب.
كذلك تمثل البطولة نهاية لمسيرة عدد من اللاعبين بالفريق منهم لويس فيجو قائد المنتخب ونجم خط وسط ريال مدريد الاسباني الذي ينوي اعتزال اللعب الدولي عقب انتهاء البطولة بعد مسيرة حافلة مع المنتخب منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي.
في المقابل يبدو المنتخب اليوناني قادرا على تحقيق مزيد من المفاجآت مثل التي حققها في التصفيات المؤهلة للبطولة خاصة وأنه ليس لديه ما يخشى عليه بالاضافة إلى أن المباريات الافتتاحية غالبا ما تنطوي على المفاجآت خاصة وأن الفريق اليوناني أصبح من أكثر الفرق تطورا في السنوات الماضية.
ويلعب مدربا الفريقين دورا كبيرا في اللقاء.
فالبرازيلي لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرتغالي من المدربين الكبار الذين وضعوا بصمة واضحة على المستوى الدولي ويكفي أنه قاد المنتخب البرازيلي للقب كأس العالم الماضية عام 2002 ويسعى لمغامرة جديدة مع المنتخب البرتغالي.
ونجح سكولاري منذ توليه المسئولية قبل عامين في معالجة نقاط الضعف التي سيطرت على المنتخب البرتغالي في الماضي والتي أدت لخروجه المبكر من كأس العالم خاصة فيما يتعلق بخط الدفاع ولذلك يرجع إليه الفضل الاكبر في تزايد الامل لدى البرتغاليين في تحقيق الفوز باللقب رغم الانتقادات التي وجهت إليه على فترات خلال الشهور الماضية.
في المقابل نجح الالماني أوتو ريهاجل المدير الفني للمنتخب اليوناني في وضع بصمته سريعا على الفريق وقاده بنجاح في رحلة التصفيات ليترجم بذلك الصحوة التي عاشتها الكرة اليونانية في السنوات الماضية من خلال تألق أنديتها في البطولات الاوروبية.
وأضفى ريهاجل على الفريق اليوناني الرغبة في تحقيق الفوز وهو ما وضح خلال التصفيات حيث خسر الفريق في أول مباراتين ثم حقق الفوز في المباريات الست المتبقية.
ويترقب الجميع لمعرفة أي المدربين سيكون صاحب اليد العليا في مباراة الافتتاح رغم أن المشكلة التي تواجه ريهاجل حاليا هي الاصابات في صفوف الفريق في الايام القليلة الماضية مثل حارس المرمى الاساسي نيكولايديس لكن ما زال الامل قائما في شفاء المصابين أو بعضهم للحاق باللقاء غدا.
التقى المنتخبان البرتغالي واليوناني من قبل عشر مرات ففازت البرتغال أربع مرات وخسرت مرتين وتعادلا في أربع مواجهات علما بأن أربع مواجهات فقط كانت رسمية.
7فازت البرتغال 4 - 2 وتعادلت 2 - 2 في تصفيات كأس العالم 1970 ثم فازت اليونان 3 /2 وخسرت صفر - 1 في تصفيات كأس الامم الأوروبية 1992.
وكانت المواجهة الاخيرة بين الفريقين في مباراة ودية في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2003 وتعادلا 1 - 1 على ملعب أفييرو وسجل فاسيليس لاكيس هدف التقدم لليونان في الدقيقة 47 وتعادل باوليتا للبرتغال في الدقيقة 60 وأهدر فيجو ضربة جزاء للبرتغال في الدقيقة 30 من المباراة التي شهدت طرد جورج كاراجونيس لاعب اليونان في الدقيقة 30.
يذكر أن البرتغال لم تخسر أي مباراة في الدور الاول بالبطولات الاوروبية التي خاضتها من قبل حيث فازت في ست مباريات وتعادلت في ثلاث وترغب في الاحتفاظ بسجلها خاليا من الهزائم في الدور الاول بينما لم تفز اليونان بأي مباراة في نهائيات كأس أوروبا التي شاركت فيها مرة واحدة من قبل عام 1980 حيث تعادلت في مباراة واحدة وخسرت اثنتين.
الجدير بالذكر أيضا أن الهدف الاول في البطولة الحالية والذي قد تشهده المباراة بين البرتغال واليونان سكون رقم 350 في تاريخ البطولة حيث شهدت تسجيل 349 هدفا خلال دوراتها الحادية عشرة الماضية علما بأن أول هدف سجل في البطولة كان لليوغسلافي ميلان جاليتش في مرمى فرنسا في بطولة 1960 بينما كان آخر هدف سجل في البطولة هو هدف الفرنسي دافيد تريزيجيه في مرمى إيطاليا في نهائي البطولة الماضية عام 2000.
روسياx اسبانيا
من المؤكد أن المباراة الافتتاحية لكأس الأمم الأوروبية الثانية عشرة لكرة القدم (يورو 2004) بين المنتخبين البرتغالي واليوناني تحظى بكل الاهتمام.
لكن البطولة ستشهد اليوم مباراة أخرى بنفس المجموعة (الأولى) ربما تكون أكثر منها قوة حيث تجمع بين المنتخبين الاسباني والروسي.
وتقام المباراة على استاد الجارفي في مدينة فارو ويديرها الحكم السويسري إيرس ماير.
تحظى المباراة بأهمية كبيرة لانها تجمع بين فريقين لكل منهما شهرته وتاريخه الحافل في البطولة بما يفوق الفريقين الآخرين في المجموعة.
ولذلك فإن مباراتهما قد تلعب دورا كبيرا في شكل الترتيب بالمجموعة علما بأن الفريقين لم يتأهلا للنهائيات إلا عن طريق الدور الفاصل.
احتل المنتخب الاسباني المعروف بلقب (الماتادور) المركز الثاني في مجموعته بالتصفيات خلف اليوناني لكنه نجح في التأهل عن طريق الدور الفاصل بالتغلب على النرويج 2 -1 ذهابا و3 - صفر إيابا.
أما المنتخب الروسي المعروف بلقب (الدب) فقد احتل المركز الثاني في مجموعته خلف سويسرا وتأهل على حساب منتخب ويلز بالتعادل معه سلبيا في مباراة الذهاب والفوز عليه 1- صفر في الاياب.
ونجح المنتخبان الروسي والاسباني في كتابة اسميهما ضمن لوحة الشرف للبطولة مبكرا حيث حصل الفريق الروسي تحت اسم الاتحاد السوفيتي على اللقب في البطولة الاولى التي أقيمت بفرنسا عام 1960 بينما فاز الماتادور الاسباني باللقب الثاني في البطولة التي أقيمت على ملعبه عام 1964 بالفوز على الاتحاد السوفيتي 2 -1 في المباراة النهائية.. ومنذ ذلك الحين لم يفز أي من الفريقين باللقب.
ورغم الفارق الكبير في المستوى بين المنتخبين لصالح المنتخب الاسباني في الوقت الحالي إلا أن المباراة بينهما لن تكون من طرف واحد كما يرى البعض.
المنتخب الاسباني سيجد مساندة كبيرة من الجماهير التي زحفت لحضور لقائه نظرا لقرب المسافة حيث إن أسبانيا تشترك في الحدود مع البرتغال وبالتالي يشعر المنتخب الاسباني وكأن البطولة على أرضه.
كذلك فإن الفريق يضم العديد من النجوم الذين يسعون لتعويض ما فاتهم في كأس العالم الماضية عام 2002 التي خرج منها الفريق من دور الثمانية أمام المنتخب الكوري رغم أن الفريق كان من أبرز المرشحين لاحراز اللقب.
وفي مقدمة هؤلاء نجم الهجوم راؤول الفتى الذهبي للكرة الاسبانية.
ويسعى راؤول إلى وضع بصمته مبكرا على البطولة بأهدافه القاتلة خاصة وأن القلق يساور جماهيره بعد ظهور راؤول بمستوى بعيد عن حالته المعهودة خلال الموسم الماضي مع فريق ريال مدريد في الدوري الاسباني ودوري أبطال أوروبا.
ويملك الفريق مهاجما آخر من طراز فريد هو فيرناندو مورينتيس هداف موناكو الفرنسي والفائز بلقب هداف دوري أبطال أوروبا الذي اختتم مؤخرا حيث تضع الجماهير الاسبانية الامل عليه مع راؤول في حسم المواجهة مبكرا اليوم.. لذلك من المؤكد أن يتحمل الدفاع الروسي عبئا كبيرا في اللقاء.
لكن ذلك لا يعني أن الفريق الروسي لن يستطيع هو الآخر تحقيق مفاجأة والفوز على منافسه خاصة وأنه لا يملك ما يخشى عليه بالاضافة إلى أنه يحلم بالتأهل على الاقل إلى الدور التالي لتعويض إخفاقه في كأس العالم الماضية عام 2002 والتي خرج فيها من الدور الاول بعد أن تعرض في هذا الدور لهزيمة تاريخية لن تنساها جماهيره أمام المنتخب الياباني.
وعلى عكس طرفي المباراة الافتتاحية فإن المدربين المشرفين على المنتخبين الاسباني والروسي من المدربين الوطنيين.. يدرب الفريق الاسباني المدير الفني إيناكي سايث ويدرب المنتخب الروسي المدير الفني جورجي يارتسيف.
وكان المنتخبان الاسباني والروسي قد التقيا من قبل ست مرات ففازت إسبانيا في ثلاث مرات وخسرت واحدة، وتعادلا مرتين وكانت المواجهة الاخيرة بين الفريقين ودية في 23 أيلول - سبتمبر 1998 .
|