Saturday 12th June,200411580العددالسبت 24 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

مزيداً من مراكز الكلى يا أهل الخير!! مزيداً من مراكز الكلى يا أهل الخير!!

عشتُ زمناً لا أرى فيه غير صورة رديئة لا أحبها لنفسي ولا أحبها لأخي المسلم في أي موطن: الانتماء إلى الإسلام والبعد عن العمل بأحكامه والتحلي بأخلاقه وآدابه، التهالك على المصلحة الخاصة وإهمال المصلحة العامة، والكسل الذهني والبدني عن الطموح إلى الخير في كل ذلك، وبخاصة عند المقارنة بالأمثال الجيدة في أمريكا - مثلاً - ودول الغرب عامة: الدفاع المدني التطوعي، جيش الإنقاذ، بيوت الشباب المسيحي، بيوت الشابات المسيحيات، المأوى والمطعم الخيري في الحدائق العامة داخل البلاد، والإرساليات التبشرية أو الإنسانية خارج البلاد.
فإن كان ذلك لخدمة الدين فلماذا لا يخدم المسلم دينه؟ وإذا كان خدمة للإنسانية فلماذا لا يخدم المسلم إنسانيته؟
وبعد أن ميز الله هذه البلاد المباركة بنعمة الدين، وأذن بظهور التوجه العالمي للتدين في الغرب ثم الشرق، بدأت الصورة تتحسن في بلاد المسلمين بظهور مؤسسات خاصة للدعوة والإغاثة، وإن شابها الاهتمام بالأدنى عن الأعلى وبالمهم عن الأهم وبالدنيا عن الدين؛ تقليداً للغربيين. وتبقى القيادة أبداً في يد المقلد، والتبعية للمقلد أبداً إلا أن يشاء الله غير ذلك.
ولقد كتبتُ من قبل للإشادة العابرة ببعض النماذج القدوة في أمريكا وفرنسا وأيرلندا وعمان دنيوياً، وفي بلاد الدعوة الى التوحيد والسنة من أفراد وشركات ومؤسسات دينية ودنيوية.
وبين يدي مثل صالح للقدوة في هذه البلاد المباركة حثَّني على التنويه به ما قرأته في جريدتي الجزيرة والاقتصادية - متأخراً كعادتي لإصراري منذ ثلاثين سنة على مقاطعة الجرايد - عن مراكز وأجهزة غسيل الكلى التي يتعاون المواطنون مع وزارة الصحة على نشرها في أرجاء هذا الوطن الكبير المبارك.
وكما سبق آل الجميح في شقراء وآل سليمان في عنيزة وحسن الشربتلي في جدة الى التعاون مع دولة التوحيد والسنة في خدمة مواطنيها بالسقيا والاطعام، سبق المواطن المثالي الاستاذ عبدالرحمن بن صالح الشثري (من حوطة بني تميم) الى قيادة المحسنين من المواطنين للتعاون مع الدولة لتوفير مراكز وأجهزة غسيل الكلى في كل مكان يحتاج اليها من المدن الكبيرة والصغيرة.
فقد منَّ الله عليه بتوقف كليتيه عن العمل، وفي كل أقدار الله لعبده المؤمن منن ونعم لا يدركها ولا يجني ثمرتها خيراً في الدارين الا من رضي بقسمة الله له، (فمَن رضي فله الرضا، ومَن جزع فله الجزع)، (إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه)، (إن الله إذا أحب عبداً عجَّل له العقوبة في الدنيا)، (إن من أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم).
ومع توفر أسباب العلاج له - ومنه غسيل الكلى - فقد تبين له بحسه الاجتماعي وخلقه الكريم وهمته العالية ما يعانيه من ابتلوا بهذا المرض في الحواضر، فكيف بالمناطق النائية والأطراف.
وقد أذن الله له بالشفاء، ولكنه لم ينْسَ غيره من المرضى الذين لم يهبهم الله ما وهبه من المنصب والجاه والغنى وكثرة المحبين، فسطر نداءً مؤثراً في جريدة الجزيرة يستثير همم أولي الهمم وعزائم أولي العزائم من المواطنين، فوجد استجابة تفوق كل التوقعات بفضل الله وتوفيقه، وتسابق المواطنون يتقدمهم - كالعادة - ولاة أمرهم لتوفير مئات المراكز والأجهزة بإشراف وزارة الصحة وادارتها وتشغيلها وصيانتها.
ولا يزال العطاء مستمراً، ولا يزال رائد هذا المشروع العظيم الأستاذ عبدالرحمن الشثري يصرف أكثر اهتمامه ووقته وجهده في سبيل خدمة هذا المشروع؛ إرضاءً للخالق، وعوناً للمخلوق.
ومع استمرار هذا التعاون القدوة المميز بين الدولة ومواطنيها يتبين من تقرير موجز قدمه لقرائه الصحفي الاستاذ عبدالوهاب الفايز رئيس تحرير جريدة الاقتصادية - وهو من نوادر الصحفيين في تسخيره صحيفته لخدمة الدين ودولة الدعوة إليه - يتبين من هذا التقرير أن (جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي) تعتزم الوصول بهذا العمل العظيم إلى آفاق جديدة بالتعاون مع وزارتي الصحة والعمل تشمل ما يلي:
1- دعوة المحسنين من المواطنين الى التطوع ببذل الوقت والجهد - بعد التطوع ببذل المال - لخدمة المريض وذويه ابتداءً من التوجيه والتثقيف والتوعية فيما يتعلق بهذا المرض، وانتهاء الى الإعانة المالية التي قد تحتاجها اسرة المريض لانقطاعه عن عمله.
2- دعوة المحسنين من المواطنين الى التمويل المنظم المستمر للمراكز والأجهزة التي يتسابق المواطنون الى التبرع بها من حيث التشغيل والصيانة وتوفير كافة احتياجاتها.
3- دراسة واقع هذا المرض في البلاد المباركة: أسبابه وعدد مرضاه وطرق الوقاية منه وطرق علاجه، ليكون المواطن أكثر قدرة على تجنب المرض وتخفيف ضرره.
وإذا كان لأخي الأستاذ عبدالرحمن الشثري الفضل الأول - بعد فضل الله عليه وبه - في السبق إلى تنبيه المواطنين الى حاجة مرضى الكلى إلى مزيد من المراكز والأجهزة العلاجية في شرق البلاد وغربها وشمالها وجنوبها - من جهة - وتيسير تركيب الأجهزة وتشغيلها وصيانتها وادارتها من قِبَل وزارة الصحة - من جهة اخرى - فإن اهتمام جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية بالعمل المؤسسي لضمان استمرار هذا المشروع الخيري العظيم وحسن ادائه وتعدد خدماته لهو فضل من الله على الجمعية والقائمين عليها وعلى المشروع والقائمين عليه من أول يوم، وفضل من الله بها وبهم على خير أمة اخرجت للناس بعد القرون المفضلة، وكان لآل سعود في القرون الثلاثة الأخيرة الصدارة والأسوة الحسنة في أمور الدين وأمور الدنيا في مملكتنا الغالية خاصة وغيرهما عامة، أعزهم الله وأعز بهم دينه، وحفظهم ذخراً للاسلام وقدوة صالحة لأهله.

سعد الحصين


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved