« الجزيرة » ذكرتنا بالمنتزه الذي أفل (الخرج) منتجع سياحي عالمي لم يستثمر بعد

قرأت (زمان الجزيرة) صفحة الذكريات الجميلة التي اهدتها لنا جريدة (الجزيرة) ضمن اعدادها المتتابعة حيث استوقفني موضوع ممتع وشيق عن (منتزة الخرج) وذلك بعدد الجزيرة 11572 في 10-4-1425هـ هذا المنتزه الذي أفل وغاب واختفى وراء السحاب ولا اعلم ما سر اخفاقه واندثار آثاره فالعصر الحاضر بحاجة ماسة لمثله وامثاله لماذا يغيب عن خارطة الخدمات البلدية في الخرج مدينة الماء والخضرة والتربة الخصبة لماذا نعده ذكرى ولدينا الامكانات والقدرات لكي نعيده كما كان لماذا لا ندع فرصة للقطاع الخاص ان تتبناه وان تعيد الأحلام التي مضت وأفلت.
ان احداً في الماضي لا يزور الخرج الا وقد وضع في برنامج زيارته رؤية المشتل ذي الاشجار الوارفة الظلال وذلك المسبح الكبير الذي يزوره الآلاف من المتنزهين من العاصمة بل ان البعض يذهب خصيصاً لذلك المنتزه الجميل ليقضي فيه عطلة نهاية الاسبوع ليروح عن نفسه واسرته بين جنبات الاشجار والاعشاب الخضراء والمياه المتدفقة.
لقد كنت ممن عايش الواقع الجميل لمشتل الخرج الذي يعد من اشهر المنتزهات في المملكة وكانت نظرات الملك عبدالعزيز يرحمه الله ثاقبة عندما اختار الخرج ليكون منتجعاً للاستجمام بها وأقام فيها قصره الذي مازال شامخاً.
لقد كانت لي ولغيري ذكريات جميلة وكنت اتذكر ذلك المسبح الكبير عندما كان ينظف باستمرار حيث يفرغ ماءه ويترك للشمس فترة لتبدأ عملية ملئه.. ثم القفز من مكان مرتفع الذي يتنافس فيه اصحاب الهوايات ومحبو السباحة ولا يكفي القفز من أعلى المسبح بل نشاهد البعض يقفز من اعلى البناء (السطح) وعلى رؤوسهم من هذا البعد الشاهق انها ذكريات جميلة كادت تنسى إلا أن جريدة (الجزيرة) اعادت نشر ما سبق ان نشرته بالعدد 264 في 22-8- 1391هـ فكان حديثي ذا شجون وكان للقلم صرير مع الذكريات لاعود واذكر بلدية الخرج بأن تعيد للمشتل حضوره وقوته فالخرج بحاجة الى هذا المنتزه ووضعه كمشروع ضخم مستقبلي او اعادته عبر القطاع الخاص وطرحه في منافسة فقد سمعت ذلك ولم نر شيئا حتى الآن وحبذا ان تتكاتف الجهات الحكومية مع القطاع الخاص ويقدم هدية لابناء الخرج من خلال الجهود الذاتية التي يتم التنسيق لها مع بلدية الخرج التي تتولى الاشراف والصيانة اننا في الخرج بحاجة الى اعادة تنسيق الحدائق القائمة وانشاء حدائق جديدة في الاحياء تضم ملاعب اطفال ومقومات المنتزهات فنحن في الصيف وصيفنا طويل فيجب ان تشجع السياحة الداخلية ويجد المواطن والمقيم متنفساً له في مدينته بدلاً من الترحال الى مدن أخرى وبهذه المناسبة احب أن اطرح مقترحاً رائداً جديراً بالاهتمام والدراسة والتخطيط وهو انشاء (منتزه الخرج الوطني السياحي) ليكون معلماً حضاريا في المنطقة والذي سوف يحقق نتائج ايجابية سياحياً واقتصادياً
ان الخرج تحلم بقيام مدينة سياحية عالمية على اراضيها الخصبة فهي موطن الحضارات والآثار وموقع مميز للاستجمام وما شهدته الخرج من توسع عمراني وارتفاع معدلات النمو السكاني يحتم قيام ذلك وليكون موقعه على طريق ( السيح الدلم) بدءاً من عيون الخرج ومروراً برمال الضاحي الى مشتل الدلم الشرقي في زاوية جبل اللدام على شكل مثلث وسط المحافة يضم حوله بلدان الخرج ويتكون من مسطحات خضراء وبحيرات مائية وحديقة حيوانات وشاليهات ومدنا ترفيهية يتبناها القطاع الخاص وتشرف عليها هيئة السياحة مع بلديات الخرج
وفي الختام نرجو أن تكون الفكرة واقعاً ملموساً فبالعزيمة والاصرار تتحقق الآمال راجياً ان تجد هذه الفكرة القبول لدى المسؤولين فدولتنا الرشيدة لا تألوا جهداً في تحقيق ما نصبوا اليه ويسعد المواطن وينهض بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة ونكون نحن من يصنع السياحة ويصدرها لا يستوردها كما آمل من بلدية الخرج وبلدية الدلم وبلدية الهياثم توجيه جهودها الى اعادة تنظيم وترتيب الحدائق لان الصيف حار جداً والخرج مشهورة كواحة زراعية وسط الجزيرة العربية فما ان تذكر الخرج الا ويبرز في الأفق منظر تلك الرياض الخضراء التي كانت وما زالت ينبوعاً لا ينضب من الخضرة والجمال.