Saturday 12th June,200411580العددالسبت 24 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

هم جاء بهموم هم جاء بهموم

في العدد (11573) في يوم السبت، السابع عشر من هذا الشهر، قرأت مقالاً لأخي (خالد بن عبدالله المطوع)، بعنوان (هموم العربية وأشجانها) قد استوقفني لعدة لحظات، فرأيت فيه ما حفزني على إبداء الرأي؛ ذلك أنه عرض شائق وماتع، لاسيما أنه يتحدث عن وضع اللغة العربية في عصرنا هذا.
يتألم أخي خالد - كغيره - من فتور اللغة العربية، وأن لها أعداء متعددين قد حاولوا أن يحولوها إلى لغة عامية تكتب بالأحرف اللاتينية، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، ويرى الخطر الآن أنه قادم من الفضائيات والمسلسلات التلفزيونية وغيرها، واستخدام بعض الكلمات الأجنبية التي قد تم تعريبها، أما الكلمات التي لم يتم تعريبها فعلينا جميعاً أن نشارك في تعريبها، ويقع هذا العبء بالدرجة الأولى على المؤسسات والجهات المعنية، وقد أبدى بعض الحلول المناسبة للوقوف ضد هذا التيار الجارف، إلا أني رأيته يقع فيما ينهى عنه، فقد استخدم بعض الكلمات الأجنبية التي لا تنتظر التعريب على لغة من ينتظر، بل هي معربة وقد وقفت على سوقها، من مثل قوله: (الاستراتيجيات) والرديف لها الطرائق أو الأساليب، ومثل (الإلكترونية، الإنترنيت)، تعريبها الشبكة العنكبوتية، كما أن بودي أن يُعرض عن استخدام المعرب في أسلوبه لوجود المرادف لها، كقوله: (مبرمجة وكذا البرمجيات) فهي فارسية معربة.
أما المضمون فقد رأيته يفصل بين العرب والمسلمين في قوله (صحوة عربية وإسلامية، العرب والمسلمون)، وعلل أهمية اللغة العربية للمسلمين أنها لغة فيها (تقام الفروض والواجبات الدينية) وهي أيضاً لغة (القرآن العظيم)، هذا جيد، إلا أن غير المسلمين من العرب لم يأت لنا بأهمية اللغة عندهم، فهي ليست بلغة دين، إذ أن العرب غير المسلمين - في أغلبهم - يتحدثون في طقوسهم الدينية بلغات أجنبية، وهذا معروف، فليت صاحب المقال ذكر أهمية اللغة العربية لغير المسلمين العرب، أهي تكمن في أنها لغة قومية ليس غير، أم أن لها وضعاً آخر؟ علماً أن كثيراً من العرب غير المسلمين يتقنون اللغة الإنجليزية إذا سلمنا بأنها لغة، وإلا فهي لهجة متفرعة عن اللغة الأم وهي اللغة اللاتينية، ولا ننساق خلف كثرة مؤلفاتهم من الكتب العربية، فمنهم الشعراء والأدباء وغيرهم، السؤال جد مهم، ما فائدة اللغة العربية لمن لا يعنون بها كثيراً؟ إذ إنهم يميلون إلى العامية المستهجنة السوقية بلا تورع، ذلك أنه لا رابط يربطهم بلغتهم كما المسلمون في فروض دينهم وقرآنهم الكريم.
الأمر الآخر هو أن أخي خالد سرد بعض الأسباب الكفيلة برد اللغة العربية إلى نصابها الأول، وأهم هذه الأسباب على حد قوله (صنع الحضارة المعاصرة)، فكم كان بودي لو استطرد قليلاً في هذه الجزئية لنعرف عنه كيفية هذه الصناعة، ذلك أنه لم يزدني مقاله إلا هموماً على هموم اللغة العربية، فلعله يعاود الكرة ليفصح عن هذه المسوغات التي تأتي لنا بالحضارة حتى نعلي شأن لغتنا العربية، فنعيش على أمل قد يتحقق، وأشكر أخي على أسلوبه الرصين، فإني - علم الله - قد استفدت منه كثيراً.

أحمد بن عبدالعزيز المهوس


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved