الإعلان الصاخب والضجيج الإعلامي الذي رافق إعلان العقيد معمر القذافي عن تخليه عن دعم الأعمال الإرهابية، والكشف عن برنامجه للحصول على أسلحة الدمار الشامل، لا يشابهه إلا الكشف عن تورطه في قيادة مؤامرة لاغتيال زعيم عربي مسلم كان الوحيد من بين القادة العرب الذي عمل ونجح في إيجاد مخرج له ينقذ الشعب الليبي من شر أعماله.
سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ظل طوال أزمة لوكربي هو وكل القيادة والدبلوماسية السعودية يعملون لتجنيب الشقيقة ليبيا والشعب الليبي مخاطر ضربة عسكرية رداً على أفعال العقيد القذافي.
والحمد لله فقد نجح الأمير الشهم في تحقيق ما عجز عنه الآخرون ليُفاجَأ العالم بأسره بأن (رد الجميل) من قبل العقيد القذافي، كان مغايراً لكل المعايير الأخلاقية والعقلية والسلوكية، ففي الوقت الذي يزعم فيه (قائد الإرهاب الدولي) تخليه عن الإرهاب يحيك المؤامرات ويدبر الدسائس لأقرب الناس إلى شعبه، وكأنه يعاقب الشعب الليبي بإساءته للذين يدافعون عنه حتى يبتعدوا عنه ويتركوه يواصل عبثه.
كيف يقنع الإنسان بسلامة عقل هذا المرء وهو يعلن على الملأ ومن خلال حملة إعلامية تخليه عن الإرهاب وفي نفس الوقت ينسج مؤامرة لاغتيال من أبعد طوق الخطر عن عنقه..؟!!
أفعال لا نجد لها تفسيراً مثل كل الأفعال التي قام بها العقيد معمر القذافي في أعماله السابقة سوى القناعة التي ترسخت لدى العامة والخاصة بأن شخصية العقيد القذافي، شخصية غير سوية لايمكن التنبؤ بأي عمل يقوم به ولذا فإنه من الصعب أن يثق بأقواله وتصرفاته أي شخص.
|