* المدينة المنورة - مروان عمر قصاص ومحمد الدبيسي:
ضمن خطة (الجزيرة) لمواكبة فعاليات اللقاء الثالث للحوار الفكري الوطني الذي تبدأ فعالياته اليوم السبت بالمدينة المنورة ولتحديد مدى تفاعل المعنيين من مثقفين وإعلاميين ومواطنين مع هذا الحدث الوطني ولقياس الرأي العام حول هذا الحوار ومعرفة مدى متابعة المواطنين لفعاليات هذا الحدث وأهميته في إحداث الإصلاح المطلوب والذي تدعمه القيادة الرشيدة وتسعى لتحقيقه على مراحل (كما يريده العقلاء) حتى يكون منسجماً مع المتغيرات وطبيعة البيئة الاجتماعية وثقافتها ومتدرجاً في ترسيخ قيمة الحوار وفضيلته وإيجابياته وحتميته في واقعنا المعاصر للنقاش مع الآخرين حتى نستطيع التعامل مع الآخر بوضوح بدلاً من اعتماد الأفكار المنحرفة التي تفترض وجوب عدائنا للآخر خارجياً وحتى داخلياً إذا لم يتفق مع طرحهم المنحرف وإيجاد إطار داخلي فاعل له في نطاقنا المحلي.
وقد اخترنا عينة عشوائية من مثقفين وإعلاميين ومواطنين موظفين وطلبة تعليم عال وكان عددهم حوالي (65) شخصية ما بين رجل وامرأة وحرصنا على تحديد مفاصل رئيسية في موضوع الحوار لاستبانة الآراء حولها وهي كما يلي:
- هل تتابع الحوار الوطني؟
- هل نجح الحوار الوطني في تعميم ثقافة الحوار بين المواطنين؟
- هل ترى الحوار وسيلة جيدة وآلية مناسبة للإصلاح المنشود؟
وكانت نتائج الاستفتاء جيدة نوعا ما ففي الإجابة على السؤال الأول أكد أكثر من 45 من العينة أنهم يتابعون الحوار الوطني أي بنسبة 69% وجاءت الإجابة على السؤال الثاني إيجابية من نسبة كبيرة من العينة حيث أكد عدد كبير منهم ان الحوار نجح إلى حد ما في تعميم ثقافة الحوار وترسيخه مشيرين إلى أن المشاركين والمشاركات يمثلون كافة أطياف المجتمع وشملت تنوعاً مذهباً وفكرياً ووظيفياً وتعليمياً حيث أجاب (بنعم) على السؤال 53 فرداً أي بنسبة 81% من العينة بينما أكد 35 فرداً أي بنسبة حوالي 54% من العينة أن الحوار ربما يكون وسيلة للإصلاح بينما رأى عدد آخر انه غير كافٍ لإحداث الإصلاح دون وجود آليات أخرى مساندة لتفعيل هذا التوجه مثل إيجاد سقف زمني تنفيذي لتفعيل النتائج والتوصيات وترسيخ قيمته في مفردات المناهج التعليمية والمناشط الثقافية والفكرية والإحاطة النسبية بالقضايا الملحة التي تحتاج للحوار حولها مثل قضايا العمالة ونظام العمل المطبق على الرعايا الأجانب من الأشقاء العرب والمسلمين المقيمين بيننا وغيرها.
وقد عرضنا نتائج الاستبيان هذه على الدكتور محمد صنيتان الباحث والكاتب المتخصص في علم الاجتماع السياسي الذي قال (ان نتائج الاستبيان تؤكد جاهزية هذه العينة وتقبلها لمفهوم الحوار وإدراكها لأهميته وتطلعها إلى الخروج بنتائج إيجابية تأخذ دورها في التنفيذ ليستشعر المواطنون على اختلاف ثقافاتهم وأقاليمهم ان الحوار آلية ناجحة تحيط ولو بشكل نسبي بقضاياهم ومشاكلهم وترسخ فكرة المواطنة كمشترك سامٍ يجمعنا جميعاً على اختلاف مذاهبنا وثقافاتنا ومناطقنا، كما انه يستوجب وجود مراكز علمية لقياس الرأي العام وتوجهاته ومدى تماسه مع هذه القضايا ومراكز الرأي العام من أهم مرتكزات مؤسسات المجتمع المدني والمجتمعات المتحضرة.
وأضاف الدكتور ابن صنيتان انه آن الأوان لمراكز الأبحاث في الجامعات ان تشترك وبفاعلية وجدية في مثل هذه القضايا وان تتولى دراسة ومعالجة قضايا المجتمع بحكم اختصاصها العلمي وعلى القائمين على مركز الحوار الوطني ان يوجدوا مكانا في خططهم لرؤى واقتراحات تلك المراكز العلمية لتحقيق التكامل في جهود هذه المؤسسات الحيوية.
|