** بدأت إجازة الصيف.. وبدأ معها.. هموم ومشاكل وعقبات السياحة الداخلية والخارجية.
** مكاتب السياحة في حالة تسابق وحالة استنفار.. والهيئة العليا للسياحة.. لها أكثر من عين.. وأكثر من أنف.. وأكثر من أذن.. وأكثر من يد.. وأكثر من ذاكرة.. تبحث وتدرس وتراقب وتتابع وتحلِّل.
** تجمع المعلومات.. وتذهب هنا وهناك.. وتجزم أنّ الطريف.. ليس مجرد طريق طويل.. وليس مجرد.. أنه شاق.. بل إنه مفروش أيضاً.. بالأشواك والمشاكل والعقبات والصعاب.
** استطاعت الهيئة بجدارة.. استقطاب الكوادر والعقول والمتمكنين والمبدعين.. وأعطتهم فرصة العطاء والإبداع وقالت.. هاتوا ما عندكم..
** واستطاعت أيضا.. أن تتواصل مع هيئات وجهات ومؤسسات مماثلة في أكثر من بلد.. ويبدو.. أن المشوار أمامها.. طويل.. لأن قضية السياحة في بلد كالمملكة يبدأ من الصفر.. قضية كبيرة.
** ومشكلته.. أنه يبحث عن دور عاجل وقوي وسريع للهيئة العليا للسياحة.
** يتساءل .. أين الهيئة.. في الفنادق.. والرحلات.. والمصايف.. والمطاعم.. والاستراحات.. والطرق.. وكأنّ الهيئة.. تنحصر مسؤوليتها في بعث مندوب مع كل عائلة أو فرد يسافر.. لينجز له مهامه.. ويسهّل عليه تنقله وسكنه وحاجياته.
** الهيئة اليوم تسعى جاهدة لمسابقة الزمن.. ولتجاوز عقبات وصعاب ومشاكل في أكثر من اتجاه.. وليست مسؤوليتها.. حل مشاكل المصايف والمصطافين.. وحل مشاكل غرف الفنادق وتذاكر السفر والحجوزات.. وإن كان هذا.. من اختصاصها.. أو جزءاً منه على الأقل.. لكن الواقع يقول.. إنّ الهيئة أمامها مسؤوليات أكبر وأشمل وأعظم وأوسع وأعمق وأبعد.
** الهيئة.. تخطط لمائة سنة قادمة.
** الهيئة.. تخطط لصناعة سياحة محلية.
** الهيئة.. ترسم لأبعد مما نتصوّر ونتخيّل.
** الهيئة.. تخوض تحدياً كبيراً وكبيراً للغاية.
** أقول هذه المقدمة.. وأنا أرد أو أعتب على اتصالات ورسائل كانت تشتكي من غلاء غرف الفنادق والشقق السكنية وتقول.. إن الأسعار نار.. وأن السكن.. ليس في مستوى إمكانية (60%) من الناس.. وأن بعض الشقق أو الأجنحة يصل سعرها في اليوم إلى (3000) ريال وأن الأسعار في تصاعد مخيف.. وأنه لم يعد هناك شقق أو غرف أو أجنحة بـ(150) ريال أو مائتي ريال.
** يتساءل هؤلاء.. أين نذهب.. إذا كانت كل التحويشة المعدة للسياحة والتمشية والسفر (3000) ريال فقط لا غير.
** أليس من حقِّنا.. أن نسافر ونتمشّى مع أولادنا؟
** ثم يتساءل هؤلاء.. أين دور الهيئة العليا للسياحة؟ وكيف هو غائب؟ ولماذا لم تعمل شيئاً؟
** هؤلاء.. وكما يبدو.. لا يفهمون الدور الحقيقي للهيئة الناشئة.. هيئة السياحة - الآن - وهي تحت الإنشاء.
** هؤلاء.. يتخيَّلون أن الهيئة عبارة عن موظفين اجتمعوا وقالوا (وين الفنادق.. وين الشقق المفروشة.. ووين الطائرات.. هاتوهم نحاسبهم ونفرض عليهم سعراً محدداً) بمعنى.. نفرض عليهم (تسعيرة) مثل تسعيرة الخبز والألبان والغاز.. والكهرباء.
** الهيئة تخطط لصناعة سياحة محلية ممكنة لعقود قادمة.. وأمامها سيل من المعلومات التي يجب أن تدرس وتحلَّل لتخرج الهيئة بنتائج للمستقبل.
** الهيئة.. ليست مركز شرطة.. ولا فرع بلدية وإدارة لحماية المستهلك.. تبعث بمراقبين ومندوبين يلاحقون المغالين في الأسعار.
** اسألوا عن دور الهيئة بعد سنوات.. ولا تنتظروه مجرد دور رقابي ومطاردة للتجارة.. بل انتظروا صناعة سياحة كبرى في بلادنا.
** اسألوا عن دور الهيئة.. بعد أن تكتمل الدراسات والأبحاث وتستقر الأمور فيها.. وتعرف الهيئة.. الممكن وغير الممكن.. والمتاح.. وغير المتاح.
** الهيئة.. تعمل ليل نهار وبدون توقف ولكن.. لا تنتظروا شيئاً قريباً..
** السياحة (يا الرَّبِعْ) ليست (طقْ خْيامٍ) في منطقة الثمامة.. أو إيجاد ألعاب ومراجيح وصَحَنْ دوّار و(جَرْ.. ربابة).
** السياحة.. سترونها بحول الله.. بس (اصبروا).
|