* لندن - واس:
بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وايرلندا تم أمس افتتاح توسعة مركز ومسجد لندن الاسلامي الذي ساهمت المملكة العربية السعودية بدعم مالي سخي في استكمال بنائه.
وشارك في حفل الافتتاح معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وفضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام وعدد من أعضاء مجلسي العموم واللوردات البريطانيين وسفراء الدول الاسلامية المعتمدين في لندن ورؤساء الجمعيات والمراكز الاسلامية في بريطانيا وجمع غفير من المهتمين بالعمل الاسلامي في لندن. وبدئ الحفل الذي اقيم بهذه المناسبة بالقرآن الكريم. ثم ألقى سمو الأمير تركي الفيصل كلمة عبر فيها عن سعادته وارتياحه لحضور افتتاح توسعة المركز الذي سيكون دعما لابناء الجالية المسلمة في بريطانيا.
وأكد سموه ان الاسلام دين التوحيد الذي يجمع ويوحد بين الناس ولا يفرقهم مشيرا إلى ان من أهم مبادئ الدين الحنيف العمل والبذل مستشهدا بالآية الكريمة {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (105) سورة التوبة.
وقال: سموه إن أول عمل غير رسمي قام به عندما بدأ مهامه في العاصمة البريطانية كان حضور اجتماعات مجلس الأمناء لهذا المركز مبيناً اعجابه بالاهداف التي وضعت له والعزم والتصميم على تحقيقها من خلال هذا المشروع.
واعرب الأمير تركي الفيصل عن ارتياحه لقيام مجلس الأمناء بالاتصال بسفارة خادم الحرمين الشريفين لطلب المساعدة والدعم في اتمام بناء المسجد.
وأوضح سموه أن هذا كان مبعثاً لارتياحه لأن المسلم دائما ما يلجأ إلى أخيه المسلم وهكذا هو الاسلام موؤكدا ان هذا المركز والمسجد يمثل ما يجب ان يكون عليه المسلمون.
وقال سموه: إن سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى بريطانيا فخورة وسعيدة في ان تساهم في هذا المشروع الاسلامي كما هي سعيدة بالتعامل مع أبناء الجالية المسلمة في بريطانيا لان الاسلام دين يجمع بين الناس ولا يفرق بينهم. ودعا الأمير تركي الفيصل في ختام كلمته إلى تضافر الجهود الاسلامية دائما وقال ان التعاون البناء في اقامة هذا الصرح أمر يقتدى به.
كما أعرب معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في كلمة القاها في الحفل عن سعادته للمشاركة في حفل الافتتاح.
وقال اننا نشعر بالفخر والاعتزاز لقيام أي مشروع اسلامي يرمي لخدمة الاسلام وخدمة الجاليات الاسلامية في أي بلد كان.
وأوضح معاليه أن رسالة المراكز الاسلامية والمساجد في الاسلام رسالة عظيمة يجب أن نمتثلها وان نجعلها دائما هي القائدة لنا مشيرا الى أن رسالة المسجد تتمثل بأنه مكان لعبادة الله وحده واقامة الصلوات وللتأليف بين المسلمين واقامة التعليم الاسلامي اضافة الى كونه رابطة قوية لنشر روح الاسلام بين الافراد والجماعات التي تقطن فيه أو تأتي اليه.
وأكد معاليه أن المساجد والمراكز الاسلامية لا بد وأن تكون مصدرا لتوحيد الناس بنبذ الخلافات واجتماعهم على كلمة سواء لانهم أمة واحدة.. فيجب أن يكونوا أخوة متحابين حيث يقول الله جلت قدرته: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}.
وأضاف معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ قائلا ان هذه المراكز الاسلامية يجب ان ينظر اليها الناس على انها مؤثرة وفاعلة في تأثير الناس في المجتمع الذي يعيشون فيه فالمسلم بطبيعته ايجابي مؤثر فاعل للخير لان الله يأمره {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
وقال معاليه اذا كانت رسالة الحرمين الشريفين في مكة والمدينة هي جمع كلمة المسلمين والتآخي بينهم واذابة الفروقات المصطنعة بينهم سواء كانت مذهبية أم عرقية واجتماعهم على كلمة واحدة.. فاننا نتطلع لان يكون كل مسجد في العالم مثالا لنبذ هذه الفروقات واجتماع الناس على كلمة الله دون تفريق بينهم.
وأضاف ان المسلم المتصل بالمساجد والمراكز الاسلامية أو من يعمل من خلالها يكون متأثرا بها سواء في عمله الايجابي أو في أقواله أم توجهاته المختلفة منوها بالتعاون الايجابي المثمر بين الجاليات الاسلامية في شرق لندن في خدمة الجالية المسلمة وفي خدمة البلد الذي يعيشون فيه.
وقال معاليه ان المسلم عزيز قوي وهو كذلك رحيم فيه الرحمة والراحمون يرحمهم الرحمن ولذلك نجد ان المسلم لا يرى نفسه دائما الا انه عبد لله جل وعلا متواضع يخضع رأسه وقلبه لله سبحانه وتعالى وهذا يعني انه لا يرى نفسه الا مؤثرا التأثير الحسن والتأثير الفاعل الطيب في اي مجتمع يعيش فيه.. ليس عنده انحراف وتطرف يجعله يسير ضد مصلحة الناس لان الله جل وعلا يقول {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً}.
وأكد معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد أن رسالة المسجد رسالة محبة وسلام وقال: لهذا لا مجال بأي حال من الاحوال أن تتحول رسالة المراكز الاسلامية ورسالة المسجد إلى مصدر تطرف أو مصدر للارهاب الذى يكون فيه اعتداء على الانسان في نفسه أو ماله أو في مقدراته بغير وجه حق.
وأوضح معاليه : أن الافكار الارهابية المتطرفة بعيدة كل البعد عن رسالة القرآن الكريم وعن رسالة المسجد لان الله جل وعلا يقول للمؤمنين ولاهل الكتاب (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق).
وأضاف معاليه قائلا: ولهذا فإننا نرى أن وجود هذه المساجد والمراكز الاسلامية عنصر مهم لمحاربة الارهاب ومحاربة الغلو والتطرف لان هذه المساجد تحكي رسالة الاسلام وتنقل رسالة الاسلام وهذا بعيد كل البعد عن تلك الافكار المتطرفة والارهابية التي يدعو اليها المنحرفون.
وأعلن معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد تبرع المملكة العربية السعودية لمشروع مركز لندن الاسلامي بمبلغ مليون دولار امريكي.
ونوه معاليه بالدور الذي يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وايرلندة في متابعته وحرصه على إتمام هذا المشروع وعلى حرص ادارة هذا المسجد والقائمين عليه.
وقال معاليه: نحن في المملكة العربية السعودية في وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد يسرنا التعاون دائما مع المسلمين في كل مكان وفق انظمة البلاد والانظمة والجمعيات المصرح لها.
وقد وجه ولي العهد البريطاني صاحب السمو الملكي الامير شارلز كلمة متلفزة في حفل افتتاح توسعة مركز لندن الاسلامي اعرب فيها عن سعادته وتهانيه للجالية الاسلامية باكتمال بناء المركز.
واعرب سمو الامير شارلز عن اسفه البالغ لعدم تمكنه من مشاركة المسلمين في المنطقة بفرحتهم بهذه المناسبة العزيزة وذلك لتكليفه القيام بتمثيل والدته ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية في مراسم تشييع الرئيس الامريكي الاسبق رونالد ريغان.
ونوه الامير شارلز بالتبرعات المختلفة التي قدمت الى مسجد ومركز لندن الاسلامي مشيدا بالعمل الدؤوب الذي قامت به الجالية الاسلامية في المنطقة لصالح مسجدهم ومركزهم الاسلامي.
كما تليت في الحفل رسالة من جون بريسكوت نائب رئيس الوزراء البريطاني نوه فيها بجهود الجالية الاسلامية البريطانية في اثراء المجتمع البريطاني.
كما تليت رسالة مماثلة من وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلونكيت اشاد فيها بمنجزات الجالية الاسلامية في بريطانيا.
وتحدث في الحفل الذي استغرق اكثر من خمس ساعات الامين العام للمجلس الاسلامي البريطاني الذي يضم تحت لوائه اكثر من 400 جمعية ومؤسسة خيرية اسلامية بالاضافة الى عضوة مجلس اللوردات البريطاني البارونة المسلمة عودين ووكيلة وزارة الداخلية فيونا ماك تاغريت التي نوهت بتعاليم الاسلام كما تحدث عدد من رؤساء المجالس البلدية والقروية والشخصيات الاسلامية والرسمية البريطانية في المنطقة وغيرهم.
ويتكون المشروع الذي وضع حجر اساسه في شهر نوفمبر من عام 2001م من ستة طوابق الارضي منها يضم قاعة كبيرة للصلاة للرجال فيما خصص الطابق الاول مصلى للنساء وخصص الطابق الثاني لمدرسة ثانوية خاصة بالبنات والطابق الثالث به مكتبة وقاعة للحاسب الآلي.
ويعد مركز لندن الاسلامي ثاني أكبر وأقدم مسجد في لندن حيث يضم جامعا يستوعب أكثر من عشرة آلاف مصل ويخدم سبعين الف مسلم في منطقته.
وقد اسهمت حكومة المملكة العربية السعودية بدعم مالي سخي لاستكمال بنائه اضافة الى ما وصل المسجد من دعم من الحكومة البريطانية وصندوق التنمية الاقليمي الاوروبي وبلدية ومجالس المنطقة.
|