Saturday 12th June,200411580العددالسبت 24 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الاولــى"

الطبْع يغلُب على التطبُّع! الطبْع يغلُب على التطبُّع!
بقلم: خالد المالك

عنوان هذا المقال ليس لي..
ولا هو من بنات أفكاري..
ومع قِدم تداوله بين الناس..
فقد ظل حياً وحاضراً وجاهزاً للتطبيق..
بحكم مناسبته كمعنى وكقياس وكدلالة وكتفصيل لنفر سيىء يعيشون بيننا ويتآمرون علينا.
ومناسبة استحضاري لهذا العنوان..
والإشارة إلى دلالاته ومعانيه..
هو مواءمته وجاهزيته للتطبيق على شخصية وسلوك العقيد القذافي..
بكل تقلبات وشطحات هذا الرجل المريض..
وبكل نزواته التي يعاب على أمتنا أن مثل هؤلاء يصنّفُون ليس في صفوفها والمنتمين لها فحسب وإنما من بين قياداتها وزعاماتها.
والرجل المريض هذا بتصرفاته وسلوكه وأكاذيبه..
وبتقمُّصه لأكثر من شخصية للتمويه عن النوايا العدوانية التي يحاول أن يخفيها..
هو ذاته الذي يكشفه غباؤه وجهله وحماقاته يوماً بعد يوم على حقيقته بحيث لم يعد لديه ما يخفيه..
من خلال اختطاف وتصفية الأبرياء الذين يدعوهم لزيارة ليبيا مثلما فعل مع موسى الصدر ورفاقه..
أو تفجير الطائرات بركابها الأبرياء من جنسيات مختلفة ومن دول عدة فيما عرف بقضية لوكربي.
ومريضنا صاحب الامتياز والتميز بالتقليعات الغريبة..
في ملابسه المزركشة والمتنوعة..
وخيمته المتنقلة من دولة لأخرى...
وتلك الحارسات على راحته وأمنه من النساء الليبيات اللاتي يحتجن هنّ إلى من يحرسهن ويبعدهن عن الكلاب الضالة..
وما إلى ذلك من حركات وتصرفات وتعامل تفتقر جميعها إلى الكياسة لو جاءت من رجل عادي، فكيف بها من رجل قادته المؤامرات - وهي كل مؤهلاته - الى زعامة دولة.
وليبيا...
بتاريخها والرموز الكبيرة من رجالاتها...
وبثرواتها الكبيرة..
وبالأهمية التي تشكلها كدولة ضمن دول المغرب العربي..
ها هي وعلى مدى 35 عاماً من حكم هذا الرجل المريض تفقد كل شيء..
سمعتها في الأوساط الدولية..
وثرواتها التي بددها العقيد..
ورجالاتها المشرّدين في أصقاع الدنيا ..
بينما يتفرغ القذافي في خيمته مع مخابراته في حبك المؤامرات ضد الآخرين.
أكتب هذا الكلام عن حالة هذا المريض..
الذي أدار ظهره للعرب..
وشاح بوجهه عن المسلمين..
ولوح بمؤامراته ضد كل مخلص لأمته ودينه..
وتصرف بما أنهى به أي دور مشرف يمكن أن تقوم به ليبيا..
بينما هو يتلذذ بمشهد جثث الأبرياء، وقد قتلها بمال الشعب الليبي المغلوب على أمره، وبالتعاون مع الإرهابيين والعملاء ومصاصي الدماء..
مثلما اعتاد أن يستمتع بالدماء البريئة، كلما نجحت خطواته التآمرية في إسالتها دون وجه حق.
لهذا، فما نقلته وسائل الإعلام عن جديد القذافي..
وعن مؤامرته الجديدة..
وعن استهدافه لحياة سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز..
وعن هذا السيناريو النتن للإجهاز على حياة أحد القادة العرب المشهود لهم بالكفاءة والإخلاص والتسامح..
هو امتداد لعشرات المؤامرات التي قادها هذا الفكر المتخلف لهذا الرجل المريض..
منذ اختفاء موسى الصدر ومرافقيه..
إلى إسقاط الطائرات..
وتفجير السفارات..
وملاحقة الرموز الليبية المعارضة..
ودون أن يسلم القادة والمسؤولون العرب من شره ومؤامراته.
والأيام القادمة ستكون حبلى بالكثير من المفاجآت والأسرار التي لن يغطيها ارتماء هذا المريض في أحضان الولايات المتحدة الأمريكية..
واستسلامه المهين والمذل في تقديم ثروة الشعب الليبي لذوي مَن قتلهم بمؤامراته كتعويض لهم عن جرائمه..
ثم دعوته أخيراً الأمريكيين للوقوف على أسرار ترسانته من الأسلحة ذات القدرة على التدمير الشامل وتسليمهم ما لديه من معدات ومستندات وبرامج نووية، وفتح بلاده للتفتيش لوكالة الطاقة الذرية، وإقفال مصانع إنتاجها في سبيل الإبقاء على حياته وحكمه بإرضاء أمريكا وبريطانيا.
أبا متعب..
ويشاء الله أن يكشف للعالم هذا الرجل المريض من جديد على حقيقته بعد أن أعلن توبته لأمريكا وبريطانيا لا إلى الله..
فلا عليك..
إن قوبل ما فعلت له من أريحية ومساعدة بمثل هذا العمل الجبان..
فهذا قدر الشرفاء أمثال عبدالله بن عبدالعزيز.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved