Saturday 12th June,200411580العددالسبت 24 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الإصدار الدولى"

النفط والحرب ومصير المجتمعات الصناعية النفط والحرب ومصير المجتمعات الصناعية

ريتشارد هاينبرج مؤلف كتاب (الحفلة انتهت: النفط والحرب ومصير المجتمعات الصناعية) يعتبر من ابرز المتخصصين في شؤون مصادر الطاقة والتغيرات الثقافية الناتجة عنها، وقد استهل كتابه بتلك المقولة القديمة بأن (النفط والسياسة لا ينفصلان)، ثم خاض في البداية التاريخية للنفط وبروز أهميته مع الحرب العالمية الأولى عندما كان لا يزال النفط في مراحله الأولى، وكيف كان النفط عنصرا أساسيا في الضغوط الألمانية على الشرق الأوسط، وقد صرح رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك أن (قطرة من النفط تساوي قطرة من الدم)، ثم دخلت اليابان الحرب العالمية الثانية من أجل السيطرة على نفط إندونيسيا، كما استهدف هتلر مدينة باكو عاصمة أذربيجان للسيطرة على بحر قزوين بسبب حاجته الماسة للنفط لدعم آلته العسكرية الجبارة.
ويشير الكاتب إلى أن الإنتاج المحلي الأمريكي للنفط في تناقص مستمر منذ أكثر من ثلاثين عاما، وعبر الكثير من السياسيين الأمريكيين أن وصول الولايات المتحدة إلى مصادر النفط الأجنبية هو من المصالح العليا للأمة، ولذلك قامت أمريكا بالكثير من التدخلات العسكرية من أجل السيطرة على منابع النفط حول العالم.
وهذا الكتاب يلقي الضوء على حالة العالم اليوم والذي أصبح أكثر اعتمادا على النفط أكثر من أي وقت مضى، فالنفط رخيص التكاليف، كما أنه المحرك الأساسي لرخاء العالم ونموه الاقتصادي، ولكن يشير المؤلف إلى أن النفط هو وقود أحفوري، أي أنه قد تكون في الماضي منذ ملايين السنين لذلك فهو قابل للنضوب والنفاد، وبتلك الصورة فإن النفط قد بدأ في التناقص مع أول قطرة سحبت من المخزون العالمي، في حين يشير الكاتب إلى أن نفاد النفط تماما من العالم لا يزال أمامه وقت طويل للغاية، ولكن الأهم من ذلك هو تاريخ بلوغ ذروة النفط العالمي ومن ثم بداية التناقص، مما قد يؤثر على كافة أوجه الحياة المعاصرة، وذلك للأهمية الحيوية للنفط في كل من المواصلات والتجارة والزراعة أيضا.
ثم يعرج الكاتب إلى التركيز على تأثر نمو سكان العالم على تناقص النفط، وأن عدد السكان قد بلغ 6 أضعاف سكان العالم مع بداية اكتشاف النفط، ثم يتساءل عن شكل العالم مع بداية استهلاكنا للنصف الثاني والأخير من المخزون العالمي بعد بلوغ ذروة الإنتاج النفطي العالمي، ويشير إلى أن استهلاك العالم لذلك النصف الثاني لن يكون مثل استهلاكه للنصف الأول وذلك بسبب الزيادة الهائلة في عدد السكان وزيادة الاعتمادية على النفط في كافة أوجه الحياة المعاصرة.
الكتاب يبدأ بمناقشة موضوع الطاقة في مجمله، ويوضح بمصطلحات شفافة خصائصه وقوانينه الطبيعية، فهو لا يمكن تصنيعه أو تدمير مخزونه، أو حتى تحويل مواد أخرى لتصبح نفطا.
ويقوم المؤلف بتقديم خيارين من أجل مواجهة الكارثة القادمة بسبب قلة مخزون النفط العالمي، الخيار الأول هو أن يقوم المجتمع العالمي بمحاولة تحويل الاعتماد على النفط كوقود أحفوري إلى صور أخرى من الوقود من مصادر أخرى بقدر الإمكان وفي أسرع وقت وبطريقة سهلة لا تحدث مشاكل اقتصادية عالميا، أما الخيار الثاني هو قيام الدول الكبرى بالحفاظ على مصادرها وتأمين أكبر قدر من المخزون العالمي للحفاظ على رفاهيتها وحضارتها قبل أن تنهار تلك الحضارة.
ويشير الكاتب إلى أن الولايات المتحدة يبلغ عدد سكانها 5% من إجمالي سكان العالم ولكنها تمتلك معظم الأسلحة والآلات العسكرية العالمية، ثم يقول الكاتب في النهاية إنه طالما أن أمريكا في حالة حرب الآن وتحتل العراق، والعراق يعد ثاني أعلى مصدر للنفط في الشرق الأوسط، فإن الدول الغربية قد اختارت بالفعل أحد الخيارين!.

الكتاب :The Party's Over: Oil, War
and the Fate of Industrial Societies
المؤلف:Richard Heinberg
الناشر: New Society Pub; -April 15, 2003


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved