Saturday 12th June,200411580العددالسبت 24 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

المنشود المنشود
أكاديمية الأزياء
رقية الهويريني

مع الزخم الإعلامي الهائل، وتعدد الفضائيات، ودخولها كل بيت، وتخصيص برامج بمسمياتٍ مختلفة تجعل من عروض الأزياء وسيلة لنشر الرذيلة والفساد، وبالتالي ظهور كثير من المصممين العرب وغيرهم على الساحة، مما جعل هناك تشويشاً على الأصول الأساسية، حتى أصبحت كل امرأة ترغب في الحصول على جمال النجمات اللاتي يظهرن على الشاشات، بينما جمال الأنثى يكمن في حيائها، وحشمتها!! وهذا الأمر يُشَكِّل انحرافاً خطيراً في اتجاهات المرأة العربية والمسلمة، مما لا يجعل هناك مجالاً للتدخل والتعامل مع ذوقها الخاص، أو إعطاء فرصة لتسمع آراء المصممات في الموديل الذي قامت باختياره ويكون على المصممة التنفيذ فحسب!!
والملاحظ الآن تفكك واختفاء القاعدة التي كانت تتبعها المرأة السعودية والمتمثلة بالتميز والانفراد بطلب موديل جديد أو ما يطلق عليه تجاوزاً (صرعة أو صرخة) ولم يسبق تنفيذه من قبل، وتشترط عدم تكراره بعدها، بينما الآن كثر التقليد الأعمى، فلو ظهرت مغنية أو ممثلة بفستان ذي مواصفات خاصة بها لطلبت المرأة (المسلمة) مثله، ولو ظهرت تلك المغنية أو غيرها بفستانٍ آخر أيضاً لطلبته بألوانه وبجميع مواصفاته، متناسية إن كان يناسبها (شرعاً أو شكلاً).. كما أن طريقة الماكياج المتبعة اليوم في الأفراح والمناسبات خاطئة وغير مناسبة، ولا تتماشى سوى مع عروض أزياء معينة، فمن المؤسف أن ترسم المرأة المسلمة وجهها على شكل نمرٍ أو قط! بينما الأخرى تضع إشارات مبهمةً على إحدى عينيها! مع أن المبالغة في اللبس وماكياج الصباح سواء لطالبة الجامعة أو المرأة العاملة يتنافى مع الأناقة؛ فالأناقة لا ترتبط بالرداء الغالي فقط، بل بالانسجام والتناسق بين ارتداء قطعة وأخرى، سواء كان زياً أو إكسسواراً أو منديلاً يُربط حول العنق، أو حذاءً تلبسه في القدم، ولابد أن يتناسب ذلك كله مع طريقة وضع الماكياج الذي تبرز به السيدة جمالها.
والحقيقة أننا قد نتفق على أن الجمال والحسن المحمود هو الذي يُظهر المرأة على سجيتها وعقلها الراسخ وشكلها البريء، مع عدم المبالغة في الزينة.
وحقيقةً، أود أن أشيد بالزي المحتشم للمرأة السودانية التي حافظت عليه على مدى قرون، وتظهر به حتى مذيعات الأخبار على الرغم من اختلاف الأيديولوجيات في السودان، بيد أنه مع الاختلاف يبقى الزي (الثوب والجلابية) للرجل والمرأة هما النقطة التي يلتقي عندها السودانيون,. فهما معاً يحتفظان بمعالم الوحدة الوطنية رغم المشكلات السياسية والحرب الأهلية، فالزي القومي يجعل من النساء والرجال في السودان الأكثر تميزاً، وقاسماً مشتركاً أعظماً للتفريق بين السوداني وغيره ممن يشابههم السحنات والمنشأ في العالم.. وقد اتفقت كل القبائل السودانية على لبس الثوب والجلابية منذ أمدٍ بعيد مؤكدة، أن هذا الاتفاق اللا إرادي حافظ على هوية البلاد وساهم في تماسك وحدتها رغم المحن!
والملاحظ أن نساء (البجَّا) يحرصن في طريقة لفهن للطرحة على تغطية جزءٍ كبيرٍ من الوجه حتى لا تكاد تظهر إلا عينٌ واحدة لمزيدٍ من الستر!
ومما يُدهشُ -حقيقةً- ظهور مسمياتٍ لمهنٍ رجاليةٍ جديدة فيها اعتداءٌ سافر على حقوقنا - نحن السيدات- مثل (مصمم أزياء)!! ومن المعروف أن الأقدر على تجسيد أناقة المرأة هي المرأة ذاتها، حيث تفهمها بطريقة مختلفة عن الرجل، ويمكن لها أن تقدم إبداعاً يجعل حتى الدميمة تبدو أنيقة وفي أبهى حلةٍ وأجملها!!
وعلى الرغم من شدة إقبال المرأة في مجتمعنا على الموضة، والمَبَالغ الضخمة التي تنفقها المرأة السعودية على مشاغل الخياطة والتصميم وأماكن التجميل، فإنه لا توجد لدينا أكاديمية نسائية متخصصة لدراسة هذا العلم، أو معاهد للتدريب على تصميم الأزياء والتجميل تراعي قوانيننا وتناسب تقاليدنا، حيث يلاحظ عدم وجود كوادر مدربة لتغطية النقص الحاصل في البلد مما يجعل الحاجة مستمرة لليد الوافدة، وما يترتب على وجودها من مخاطر لا تخفى على الجميع! ولابد من حفز الفتاة السعودية على الانخراط في هذا المجال، والتشجيع على إقامة معارض للعرض والتسويق المتزامنة مع الدعاية والإعلان، وسهولة الوصول للزبائن عبر قنواتٍ شرعيةٍ ووفق نمطٍ اجتماعيٍ راقٍ.
وهي دعوةٌ لسيدات الأعمال فقط: إليكن.. نافذة وقناة لعمل المرأة في إطارٍ شرعي وقبولٍ اجتماعي، ولكن.. يُمنع دخول الرجال!

ص.ب 260564 الرياض 11342


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved