1- التصنيع والتجديد
يقاس التقدم الاقتصادي للأمم بالمستوى الصناعي الذي وصلت إليه.. وأهم من المستوى التصنيعي نفسه كمقياس للتقدم.. هناك القدرة على التجديد والابتكار.. هذه القدرة هي التي تضمن محافظة الأمم على تقدمها الاقتصادي وتقنيته بما هو جديد باستمرار...
وقد أخذت المملكة العربية السعودية في تحقيق مستوى طيب من التقدم الاقتصادي نفسه في جميع المجالات وفي الحركة التصنيعية التي بدأت تعم أجزاء المملكة.. ولايكفينا كدولة نامية ان نقلد الغير وننقل عنهم.. ثم نصبح تابعين لهم.. علينا أن نجدد وأن نبتكر وان نشجع التجديد والابتكار...
2- المكيف الصحراوي الجديد خطوة نحو التجديد والابتكار
هذه أول محاولة لنا في بلدنا النامي.. هذه محاولة تهدف إلى التجديد والابتكار وتتمثل هذه المحاولة في المكيف الصحراوي الجديد.
والتجديد في هذا المكيف بمقارنته بالأنواع المعروفة يتمثل فيما يأتي:
1- معالجة مشكلة التمليح (ترسب الأملاح على القش).
2- تخفيض استهلاك الماء.
3- تخفيض استهلاك الكهرباء.
4- تخفيض الوزن الاجمالي للجهاز.
5- تحقيق المرونة في الاستعمال.
3- المكيف السعودي الجديد
لقد بدأت عمليات التطوير منذ ثلاث سنوات بتحديد نقاط الضعف في المكيف الصحراوي من النوع المعروف.. وتتلخص عيوب هذه الأجهزة فيما يأتي:
أولاً: ان كل من أتيحت له فرصة اقتناء واستعمال أحد المكيفات الصحراوية المعروفة يدرك مشكلة التمليح واثرها على تخفيض قدرة الجهاز على التكييف وعلى رفع تكاليف الصيانة.. فالأملاح تترسب في كميات كبيرة تجعل من الضروري تغيير القش سنويا إذا كان الهدف هو الحصول على قدرة تبريد كافية وعلى هواء نقي.
ثانياً: يستهلك المكيف الصحراوي مقاس ثلث حصان حوالي نصف متر مكعب من الماء خلال اليوم الواحد (24ساعة).. ولهذا اثره على فاتورة الماء من جهة وعلى كفاية التبريد عندما ينقطع الماء من الجهة الأخرى.
ثالثاً: بالرغم من ان استهلاك الكهرباء في حالة المكيف الصحراوي يقل عنه في حالة المكيف الفريون الا ان الاستهلاك لازال كبيرا.. فالمكيف مقاس ربع حصان يحتاج إلى خمسة ريالات وربع كل أربع وعشرين ساعة أو حوالي 150 ريال شهرياً وذلك في حالة التشغيل المستمر.
رابعاً: وبالاضافة إلى ما تقدم تتصف الأجهزة الصحراوية المعروفة بثقل وزنها وعدم مرونتها وضرورة تثبيتها في مكان واحد.
تلك هي عيوب المكيفات الصحراوية المعروفة والتي يشيع استعمالها.. وإذا كان الهدف هو معالجة هذه العيوب, فلابد من دراسة كل مشكلة على حدة ثم البحث عن الوسائل والطرق التي تعالجها.
ان نتيجة ثلاث سنوات من الدراسات والاختبارات والتطوير والابتكار هي جهاز جديد للتكييف الصحراوي عولجت فيه كل العيوب التي فصلت اعلاه.. وهذا هو:
(جهاز التكييف الجديد)
4- الاختبارات والتجارب التي أجريت على الجهاز
وقد أجريت العديد من الاختبارات على هذا الجهاز من قبل جهات فنية متخصصة.. وكانت نتيجة هذه الاختبارات تقارير ايجابية تزكي الجهاز الجديد..
جاء في خطاب مدير إدارة التدريب الموجه لمعالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية مايلي:
إننا عرضنا ذلك (أي المكيف الصحراوي الجديد) على الخبراء المختصين.. وقد أعجبوا به ثم رأوا نقله إلى المركز وفحصوه ثم عملوا له الرسومات المرفقة..)
تاريخ الخطاب 28-10-1389هـ ورقمه 1734
وجاء في تقرير المستر ج. سكنر لمركز التدريب المهني:
1- بفحص جهاز التكييف لمدة ست ساعات في غرفة لم يجر تكييفها قبل وبرفقة صورة عن الرسم البياني لتشغيله.
2- وبعد فحص استهلاك الكهرباء تبين ان جهاز التكييف هذا يستهلك كهرباء بما قيمته 3 ريالات طوال 30يوماً.
تاريخ التقرير 4-11-1969
وجاء في تقرير السيد اس جونسون الخبير الميكانيكي والاخصائي بالمياه والرسوب بوزارة الزراعة والمياه:
ونظرا لأن ابتلال حشوات الترشيح محدود ومقيد, فإنه لا يتكون عليها ترسيبات كبيرة من الاملاح داخل الحشوات وإذا تم تصنيع هذا النوع من المكيفات وانتاجها بالمملكة بأسعار اقتصادية فإنه سيجد له سوقا رائجة حيث رأس المال اللازم صغير ونفقات تشغيله وسهولة استعماله هما المعيار الرئيسي لنجاحه.
(تقرير شخصي أعده الخبير حسب رغبة المصمم).
وجاء في تقرير المعهد الملكي الفني:
(...ويتم عمله حيث المروحة تسحب هواء يمر خلال الواجهات المبطئة بالاسفنج حيث يتم ترطيب الهواء وبذلك تتخفض درجة الحرارة بدرجة مقبولة ويكون استعمال هذا النوع داخليا وفي الأماكن الجافة للتحكم في نسبة الرطوبة وحتى تعطي تبريدا أكثر.
وإنه في حالة تصنيعه في مصنع على آلات خاصة فسيكون أحسن في التصميم من الوقت الحاضر وسيعطي فائدة أكثر أما من ناحية استهلاك التيار الكهربائي فهو بسيط حيث انه عبارة عن استهلاك مروحة عادية..)
تاريخ التقرير 26-2-1390هـ
وجاء في تقرير المهندس الدكتور محمود فوزي, رئيس قسم الهندسة الميكانيكية بكلية الهندسة بجامعة الرياض:
1- ان المبدأ الذي تعمل بموجبه هذه المبردات سليم وصحيح..
2- من مزايا هذه المبردة انها استغنت عن المضخة ولوازمها وبهذا انخفضت قيمة المبردة وقل مصروفها الكهربائي اليومي غير ان طريقة تصريف الماء الفائض لازالت بدائية يحتاج لمزيد من الدراسة.
تاريخ التقرير 27-2-1390هـ.
(وقد أعيدت دراسة طريقة تصريف الماء وتم تحسينها).
وجاء في خطاب مدير عام الصناعة والكهرباء الذي يلخص نتائج التجربة التي أجرتها اللجنة الفنية بوزارة التجارة والصناعة على الجهاز ما يأتي:
1- درجة كفاءة الجهاز على التبريد من واقع تقرير اللجنة على أساس ما سجلته الترمومترات من درجات حرارة مختلفة (مقبولة).
2- استهلاك المكيف للكهرباء عبارة عن استهلاك مروحة عادية.
3- رفعت نتيجة الاختبار إلى سعادة رئيس ديوان مجلس الوزراء لعرضه على المقام السامي.
تاريخ الخطاب 8-4-1390هـ ورقمه 20- 19-1009ص.
5- الترخيص بإنشاء مصنع المكيف السعودي الجديد
بناء على الدراسات الاقتصادية التي قدمت لوزارة التجارة والصناعة رخصت الوزارة بتاريخ 12-6-1390هـ بانشاء مصنع لانتاج (المكيف الجديد).
ثم وافقت وزارة التجارة والصناعة على تأجير المشروع أحد المباني الجاهزة بالمنطقة الصناعية بمدينة الرياض وهذا المبنى هو أحد مبنيين أقيما خصيصا للصناعات الناشئة, وتبلغ مساحة المبنى 375 متراً مربعاً.
6- الإنتاج التجريبي واختبار السوق
وقد انتج خلال هذا العام 100 جهاز من مقاسات مختلفة كما أقيم عرض في الرياض خلال الفترة من 6-3-1391هـ حتى 25-3- 1391هـ وبيع ثمانون جهازا بهدف اختبار السوق والتعرف على ملاحظات المشترين ورغباتهم لادخال التحسينات اللازمة في ضوء هذه الملاحظات.
وقد تمت متابعة الأجهزة التي بيعت وجمعت ملاحظات المشترين وأدخلت العديد من التحسينات على الجهاز.
7- الإنتاج النمطي للأسواق
يقدر ان المصنع سيتمكن من بيع مالا يقل عن 500 جهاز خلال الموسم القادم فلقد أبدت عدد من المؤسسات الخاصة رغبتها في الحصول على كمية من المكيف الجديد كذلك أبدت بعض الجهات الحكومية رغبة مماثلة ومن الناحية الأخرى وحيث ان سعر الجهاز المكيف ينافس بمقارنته بالمكيفات الصحراوية الأخرى التي لم تصمم على نفس الأسس وحيث انه يتلافى كل العيوب ونقاط الضعف التي توجد بها، من المقدر ان عددا كبيرا من اصحاب الدخول المتوسطة سيقدم على شراء هذا المكيف الصحراوي الجديد.
|