في مثل هذا اليوم من عام 1989، وفي أعقاب مذبحة ميدان تيانانمين في الرابع من يونيو- حزيران، أصدرت الصين مذكرة اعتقال لكبير المنشقين الصينيين الذي لجأ إلى السفارة الأمريكية في بكين.والذي تسبب في أزمة دبلوماسية لمدة عام، وكان رفض الولايات المتحدة تسليم المنشق إلى الصينيين دليلاً آخر على اعتراض أمريكا على الإجراءات الصارمة التي تتخذها الصين حيال المعارضين السياسيين.وفي أبريل-نيسان، ومايو-أيار عام 1989، تجمع مئات الآلف من المتظاهرين في بكين للمطالبة بمزيد من الديمقراطية السياسية في الصين الشيوعية.
وفي 4 يونيو-حزيران اندفع رجال الشرطة والجنود الصينيون بأعداد كبيرة مكان الاحتجاج وهو ميدان تيانانمين، وقتلوا المئات وألقوا القبض على الآلاف.
واستخدمت الحكومة الصينية إجراءاتها الصارمة كذريعة لإصدار أمر بالقبض على عالم الفلك المعروف دولياً والمنشق الصيني الكبير (فانج ليزهي) .وعلى الرغم من عدم مشاركة فانج ليزهي في احتجاجات ميدان تيانانمين، إلا أنه كان يدافع دوماً عن المزيد من الديمقراطية السياسية كما كان ينتقد دائماً سياسات الحكومة.وفي فبراير-شباط 1989، منع أكثر من مائة من أفراد قوات الأمن فانج بالقوة من مقابلة الرئيس جورج بوش الأب الذي كان يزور البلاد. ولدى صدور الأمر بالقبض عليه في يونيو-حزيران، اتُهم فانج وزوجته (لي شوكسيان) بارتكاب جرائم تحريضية ودعائية ضد الثورة. وسرعان ما لجأ فانج وزوجته إلى السفارة الأمريكية. وطالبت الحكومة الصينية الحكومة الأمريكية بتسليم الاثنين، لكن أمريكا رفضت. وبعد مرور عام بالضبط، سُمح ل فانج وزوجته بالخروج خارج البلاد ليغادرا السفارة لأول مرة منذ يونيو- حزيران 1989. وكان هذا التصرف جزءاً من الجهود الكبيرة التي كانت تبذلها الحكومة الصينية لإصلاح بعض الضرر الدولي الذي لحق بسمعتها في أعقاب حادث ميدان تيانانمين. كما تم أيضاً إطلاق سراح المئات من المساجين السياسيين الآخرين. وسافر فانج ولي إلى الولايات المتحدة واستقر بهما المقام هناك. واستمر فانج في أنشطته المعارضة للحكومة الصينية.وقد أوضح هذا الحادث مدى إثارة المشاعر لدي الأمريكان والصينيين من جراء حادثة ميدان تيانانمين.
فبالنسبة للأمريكان، لقى الهجوم الوحشي على المتظاهرين ردود فعل غاضبة لدى الغالبية من الشعب، مما حدا بالكونجرس بأن يفرض عقوبات اقتصادية على الحكومة الصينية. وفي الصين، جاء رفض تسليم فانج والانتقادات الأمريكية للحكومة الصينية التي اعتبرت أن هذا الأمر شأن داخلي بحت ليحمل قدراً كبيراً من الاستياء داخل الحكومة الصينية. وظلت قضية حقوق الإنسان في الصين هي القضية الأهم في العلاقات بين أمريكا والصين طوال فترة التسعينيات وحتى مطلع القرن الواحد والعشرين.
|