أتعجب من قدراتنا على القفز على الحقائق والشواهد برشاقة تفوق رشاقة أبطال قفز الحواجز (!!).
** فعلى الرغم من النقلة النوعية المباركة في المكاشفة والطرح الأمين والتي باركتها وتبنتها قيادتنا الرشيدة على أكثر من صعيد، منها السياسي والاجتماعي والاقتصادي بفضل تفهم ولاة الأمر (حفظهم الله) لضرورات ومتطلبات المرحلة.. إلا أن الكثيرين منا ما يزالون يعيشون حقب البدايات بما تمثله من عناوين وممارسات تخلفية بغيضة.. حتى لو كانت الأمور تتطلب الإخلاص والأمانة في عرض القضايا أياً كان حجمها..
وأعني هنا الوسط الرياضي بكافة فعالياته.. والذي يرفض مواكبة مجمل تلك المعطيات والمتغيرات الإيجابية.. ويصر على تفضيل التشبث بعادات وممارسات عفا عليها الزمن (!!).
** هاكم بعض الأمثلة البسيطة..
** لعلكم لاحظتم بالتأكيد حجم الطروحات التي انهالت خلال فترة وجيزة تمحورت كلها حول تقييمات تجربة الحكم الأجنبي في ملاعبنا من خلال ثلاث مباريات فقط.. وكيف أن غالبيتها نزعت إلى نجاح التجربة بكل المقاييس, وأكدت عليه رغم ما شابها من أخطاء لا تختلف عن الأخطاء التي حدثت وستحدث، ليس في ملاعبنا وعلى أيدي حكامنا فحسب.. وإنما في بقية ملاعب العالم وعلى أيدي أكثر الحكام شهرة وأوفرهم حظوة.
** إن المتابع الحصيف للأحداث منذ بدايتها يدرك أن تلك التضحيات قد جانبها الصواب إلى أبعد مدى.. ليس لأن ثمة أخطاء مشتركة وستظل مشتركة بين الحكم السعودي والحكم الأجنبي.. وليس لأن التجربة لم تأخد مداها الافتراضي من حيث عدد المباريات ومن ثم الحكم إما بالسلب أو بالإيجاب.. وإنما لأن الطرف الأساسي، والراعي الرسمي لأول وآخر مسمار تم وضعه في نعش الثقة بالحكم الوطني لم يكن داخل التجربة.. بمعنى أن التجربة برمتها وما تلاها من تقييمات.. بعضها متسرع، وبعضها عاطفي، والبعض الآخر ظل يدور في فلك صاحب نظرية تحطيم الحكم الوطني من أجل تمرير فشله على الدهماء.. كل هذه الأمور جاءت كما قلنا في غياب الطرف صاحب القرار النافذ في مسألة الحكم على نجاح أو فشل التجربة، لا من واقع المعطيات الماثلة.. وإنما من واقع ومدى استفادته هو منها سواء كان من خلال ما تحقق لفريقه من مردودات..
أو من خلال ما أوقعته من أضرار باطراف أخرى يحرص في العام الأول على أن تتضرر.. وهنا مربط الفرس (!!).
** لذلك أجزم بأن تلك التقييمات لا تعدو عن كونها مجرد حبر على ورق.. ولو قدر وتبنى عرّاب المشكلة في قادم الأيام وجهة نظر مخالفة تماماً لما تبنّوه من قناعات عبروا عنها صراحة لتحولوا بمقدار (180) درجة.. أو التزموا الصمت المطبق في أحس الأحوال (!!).
** أيضاً قضية المنشطات وما واكبها من (عك) على كافة المستويات.. وكيف أننا عجزنا عن التعامل معها إلا من خلال طريقة أشبه ما تكون بالصلح القبلي، وكأنه لا يوجد أية لوائح أو ضوابط تتحكم في مثل هذه الأمور (؟!!).
** ولأننا في وسطنا الرياضي ما نزال نعيش حقبة (الخمبقة) و(الخمخمة) ها هو سادس الترتيب يطالب بمشاركة خارجية رغم ما يعانيه من كسور ورضوض وعاهات بدنية ونفسية وبالتالي حاجته لعقد من الزمن لعلاجها وتجبيرها أكثر من حاجته إلى مشاركة لا يتعدى مردودها البهرجة الإعلامية (وهنا بيت القصيد).. وكل مؤهلاته أنه يمتلك صوتاً جهورياً وحظوة إعلامية ذات أهداف متعددة (!!).
** نحن بحاجة ماسة إلى مواكبة التطورات الإيجابية، وذلك بالتوجه مباشرة إلى صلب القضية أو المشكلة بدلاً من اللف والدوران حولها.. والتخلي عن تبادل هدايا المواقف على حساب أمانة الطرح وصدق المقصد.
بصمة
لن يستقيم الظل والعود أعوج.
|