* الرس -احمد الغفيلي:
* مكث الحزماويون ما يزيد على اربعين عاما تخللها محاولات جادة للصعود ومغادرة دوري الارياف واللحاق بفرق اخرى حطت رحالها في دوري الدرجة الاولى بل وبعض منها وصلت لمحطة الكبار رغم انه لم يمض على تسجيلها رسمياً سوى بضع سنوات.
* وقبل ان يحل اليأس ويصل الحال بالحزماويين للقناعة بأن حلم الصعود صعب المنال ولا مفر لهم من انتظار اعوام اخرى قادمة والبقاء بجانب اندية الظل والتي يحمل الحزم لقب عمادتها لكونه الاقدم وعمره الزمني شارف لوداع العقد الخامس حيث تم تأسيسه عام 1378هـ وحصل على الموافقة الرسمية لقيده في 30-7-88هـ.
برع الحزماويون في اقناع عساف العساف لاعتلاء هرم القيادة ادارياً ليبدأ ابو مشهور اولى خطوات العمل الجاد المنظم ويتحرك في كل الاتجاهات ويتعاقد مع جهاز تدريبي متمكن ويدعم صفوف الاصفر بنجوم محلية معروفة ويوفر كافة المتطلبات ويبث روح الرغبة في العمل ويستعين بخبرات وتجارب من سبقوه ويحيل اروقة النادي من حالة الركود لما يشبه خلية نحل تعج بالمتلهفين للمساهمة طوعياً في تشييد مرحلة جديدة وما هي الا سنوات لم تتجاوز اصابع اليد الواحدة والحلم يترجم لحقيقة والحزم يقف في صف الاندية الباحثة عن بطاقة الصعود لاندية النخبة بعد ان توج بطلاً للثالثة ووصيفاً للثانية على مدار عامين.
هذا النجاح دفع النصراويين لمحاولة كسب ابي مشهور والذي لم يجد مفراً من تقديم ورقة الاستقالة بعد ان اوصل ناديه لما يتمناه عشاقه وتخطى به العقبات وسلم الراية لشخصيات رياضية لا تقل براعة وفكرا عنه كعبدالله الشارخ وعلي العايد وعبدالله العساف اكملوا المسيرة الا ان الظروف وكثرة الالتزامات المادية لم تعينهم على الاستمرارية ولاسيما بعد ان اثمرت جهود النصراويين بدخول ابي مشهور لمنظومة التشكيل الاداري الرسمي وتكليفه بمهام الاشراف على فريق كرة القدم ليبتعد تدريجيا عن المشاركة في تتبع ومباشرة القرار بناديه الحزم وان بقي داعماً مادياً ومعنوياً.
* وكنتيجة طبيعية كان اثر ابتعاده سلبياً وبدأت مؤشرات مخيفة اقلقت الجماهير الحزماوية وسيطر عليها هاجس الخوف من الهبوط والذي بدأ وكأنه امر مسلّم به هذا الموسم ولاسيما بعد ان انهى الحزم مشوار الذهاب قابعاً في المركز قبل الاخير وبخمس نقاط هي مجمل حصيلة ما جمعه في احدى عشرة مباراة.
* الا ان الخوف والقلق في نفوس الحزماويين لم يدم طويلاً وبوادر انفراج الازمة لاحت في الافق بوقفة تاريخية جادة حمل لواءها رجل الاعمال خالد البلطان ليعيد الروح والتفاؤل ويعيد للحزم توازنه ويعبر به لبر الامان بعد ان بذل وضخ اموالا طائلة تجاوزت المليونين وجلب كادرا تدريبيا متكاملا ودعم حظوظ البقاء بقيد لاعبين من ذوي الخبرة كبندر خليل وزايد والمطرود ومالك مرضي وحفز اللاعبين بمكافآت مجزية الهبت الحماس والتنافس ليصل لهدفه وينجو الحزم ويعلن بقاءه لموسم آخر اكد البلطان ووعد ان يكون استثنائياً ينافس فيه على بطاقة الصعود وهو ما جعل الحزماويين ينتظرون بلهف وشوق انطلاقته.
* وكأن الحزماويين على وعد مع تسلل وسيطرة الخوف كلما تجلت بشائر ودلالات ايجابية فقبل ان تمضي ايام على اعلان البلطان مشروعه التطويري وطموحاته عبر ظهوره كضيف في قضية الاسبوع وفور عودته اذا بأعين النصراويين تحيطه وتعيد الكرة وتحاول بجدية استمالته واغراءه بخلافة الرمز النصراوي لتبدأ اسئلة الحزماويين حائرة ما بين موافقة البلطان او رفضه ودخول شريك سينال قسطا أكبر من الاهتمام والدعم والذي بدأت اولى ثماره تتلقفها ايدي النصراويين بتحويل مسار وصيف هدافي دوري الدرجة الاولى لمصلحة النصر خلاف ما كان مخططا لها وهو ما حز في انفس الحزماويين والذين اعلنوا صراحة وقبل خمسة اعوام عن علاقة ازلية تاريخية ممتدة تجمعهم بالنصر بالغ بعضهم بوصفها لحد اعتبار اصفر الرس فرعاً لاصفر الرياض وهو ما يوجب ان يتكفل الاخير بدعم الاول وان يكون للحزماويين الاولوية في الاستفادة من كوادر ادارية وفنية وعناصرية كما هو طبيعة علاقات مماثلة جنت منها الاندية الاقل حضورا وشهرة وفوائد لا حصر لها من اندية كبيرة كالشعلة والجبلين والنجمة وارتباطها وجدانياً بالزعيم والانصار وهجر بالقلعة وأحد والقادسية والربيع بالعميد فيها المصلحة مشتركة في وقت كل ما جناه الحزم اقتحام خصوصياته وتأخير وعرقلة خطوات التطوير بتجريده من ابرز داعميه.
|