تعليقاً على ما نشر في الجزيرة حول مبادرة الدولة عبر وزارة الشؤون الاجتماعية بإنشاء (صندوق الفقر) ودعمه ووضع الخطط للحد من الفقر في مجتمعنا.. أقول معقباً: كل كائن في هذا الكون يكافح من أجل البقاء ويبحث عن مصدر الرزق بالطريقة المتاحة له حسب تكوين الله له في الشكل والحجم والصفات والقدرات، ولله في خلقه شئون، وبنو البشر من مخلوقات الله العجيبة التي تؤثر في الأرض وتتأثر بها وكل موقع في هذه الصورة يتميز سكانه عن غيرهم من حيث مصدر الرزق وكيفية إكتساب قوت يومهم ونحن كنا في الماضي نعتمد في كسب قوت يومنا من ألبان الماشية أو الحبوب بالزراعة البسيطة أو ما تنتجه النخيل من تمور أو بالصيد سواء في الصحراء وما تحويه من أنواع الحيوانات والطيور أو في السواحل البحرية وما يجلبه الصيادون من البحر من انواع الاسماك ومع النهضة الشاملة في بلادنا في المملكة العربية السعودية وتطور التعليم وكثر المصانع وتأثر أجواء المملكة بالجفاف الذي نتج عنه شح المياه قلت معها مصادر الغذاء القديمة واخذ الناس يمارسون اوجه النشاطات المختلفة داخل المدينة واستحالة العيش في الصحراء في هذا الظروف التي غيرت الطبع والطبيعة وفرضت واقعاً لابد من التسليم به في أسلوب وكيفية البحث عن متطلبات الحياة في هذه الظروف.. وفي هذا تختلف شرائح المجتمع تبعاً لوضعها الأسري والمادي والثقافي مما يجعل لكل فئة قدرة معينة في التكيف مع الواقع لتوفير احتياجاتها الضرورية.. وحيث إنه توجد أسر فقيرة لا تستطيع العمل في أي مرفق لظروفها الصحية او الاسرية ولا تستطيع توفير اجار لموقع يمكن من خلاله اكتساب قوت يومها ولذلك فإن مثل هذه الشريحة تأخذ بأقل الاسباب المشروعة والشريفة لتوفير متطلبات الحياة من خلال البيع والشراء بالقرب من المساجد وممرات الاسواق او في الطرقات على سيارات مثل اولئك الذين يبيعون الخضار والفواكه شباب غير قادرين على الحصول على عمل في أي مرفق، وأمام الحاجة امتهنوا هذا الاسلوب او من كبار السن المعوزين الذين يبحثون عن توفير متطلبات اسرهم او السيدات المعوزات من ارامل وغيرهن من ذوات الظروف الخاصة اللواتي يبحثن عن مصدر رزق شريف لاطفالهن وذلك ببيع المقتنيات النسائية ولوازم الاطفال داخل ممرات الاسواق وبشكل بسيط لا يؤثر على اصحاب المحلات.. وجميع اصحاب تلك الظروف يفتقرون للحماية من المضايقة والملاحقة من اصحاب المثاليات في التنظيم وحماية المواقع العامة من الامتهان ولم يدركوا بأن اولئك المقلين قد حاصرتهم ظروف الحياة الصعبة فليس امام اي منهم الا الاخذ بأيسر الطرق الشريفة المباحة في شريعة الدين الحنيف حتى لا يكونوا عالة على انفسهم ومجتمعهم.. فهل يعاقب من يستنشق الهواء في الساحات العامة او يفضل ان يوجه إلى افضل الطرق لاستنشاقه فيها لقد تأثرت ويتأثر كل ذي نفس شريفة مما يلاقيه الفئة المشار اليها من تنكيل وملاحقة ومصادرة بعض مقتنياتهم.. والبعض يبعثر ويرمى في حاويات النفايات واشر من ذلك اقتياد اصحاب السيارات وايقافهم حتى تتلف بضائعهم بحجة التعدي على المرافق.. فالمرافق العامة ملك الدولة وهذا المواطن من هذه الدولة وظروفه اجبرته على هذا الوضع والاجدى بالمسئولين ان يقوموا بأعمال تنظيمية بدلاً من اتلاف الموارد وايقاف اصحابها او مضايقتهم بطريقة او بأخرى ونعلم جميعاً بأن حكومتنا حفظها الله تعمل على مساعدة الفقراء والمحتاجين ولا يمكن أن يقبلوا بمثل هذا التصرف الناتج عن مجتهد على غير بصيرة.. فهل يستشعر المسئولون بظروف الضعفاء واصحاب الظروف الخاصة ومساعدتهم في تيسير امورهم وتسهيل السبل في طريقهم للحصول على مصدر لقوت يومهم واسرهم بالكد والعمل الشريف حسب استطاعة كل شخص والاجر والثواب لمن عمل خيراً ابتغاء وجه الله ومساعدة المستحقين وعدم مضايقة من يسعى لاكتساب لقمة العيش بطرق شريفة تغنيه عن السؤال مادام عمله مباح شرعاً لستر الحال.
مبرك النامي / الرياض |