* نعيش لنرى ما لا يعقل.. ونكذب ما خالف مثالياتنا.. وتمتد بنا الأيام لنكتشف أن كل ما كنا نراه هو حقيقة.. ولكن ذلك عادة ما يكون بعد فوات الأوان.
* يحدثني صاحب الرأس الأبيض.. أن الصداقة هي سموّ في علاقة.. وصدق في مشاعر.. ولكنها في الحقيقة أقرب ما تكون للخيال لا تمت للواقع بصلة.. قد تقرأها في رواية أو تسمع بها في قصيدة.. أو قد يتحدث عنها شخص في مصحة نفسية..
* للأسف الشديد أنني اكتشفت صحة ذلك الكلام عندما انفلق الرأس بالفأس.. وبعد أن أصبح الزمان المطرقة والسندان رأسي.. وبعد أن أصبحت الصداقة سجائر مشتعلة تسمو عندما تلامس جسدي.
* الصداقة في هذا الزمن هي الصفاقة.. والإيمان بها هو العته.. والسير خلفها هو الضلالة..
* حاورني عقلي محاولاً إيجاد تعريف للصداقة متسائلا: أهي أن تضع في جيبي نقوداً عندما أتوقع منك ذلك؟!
أم أن تقول لي ما أريدك أن تقول لي؟!
* أم أن تلازمني جل وقتي.. وتعيش معي تفاصيل حياتي؟!
* أم أن تكسر الحواجز بيننا لدرجة أن تقول كل ما تريد وفي أي وقت تريد؟!
* أم أن تعتب عليّ في كل شي وفي أي شيء؟!
* أم تريدني أن أكون نسخة خرجت من آلة التصوير عندما وضعوك عليها؟!
* أم تتصرف بكل ممتلكاتي وكأنها لك؟!
* أم أن يكون بيننا عمل وتجارة ومادة تخرج من محفظتي إلى محفظتك؟!
* اختلطت الأمور وتغيرت المفاهيم.. وصار الحابل نابلاً والنابل حابلاً.. وانقلب العقب على الرأس.. فأصبحت الصداقة هي المصلحة.. وعلى قدر المصلحة تتحدد درجة الصداقة.
* ويبقى السؤال معلقاً..
* يا ترى ما هي الصداقة؟!!
* وهل في هذا الزمان صديق؟!!
وقفة:
أنشد مخارق عند المأمون قول أبي العتاهية:
وإني لمحتاج إلى ظلّ صاحب
يروق ويصفو إن كدرت عليه
فقال له المأمون أعد، فأعاده سبع مرات، فقال المأمون: يا مخارق، خذ مني الخلافة، وأعطني هذا الصاحب.
|