ورحل الشيخ محمد السعوي.. فرحمك الله يا أبتاه. لقد كان يوم وفاتك أشد يوم مر عليّ، فليس هذا الخبر بالهين ولكن ليس لي إلا أن أقول {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} ورحمك الله رحمة واسعة يا أبتاه.. لقد كنت يا أبي قدوة حسنة لنا قبل الآخرين فمنذ أن وعيت على الدنيا وأنا أراك خُلقاً كريماً يمشي على هذه الأرض.. لقد كنت حريصاً على تربيتنا التربية الحسنة فجلستك معنا لا تخلو من نصيحة ودية أو توجيه مع رحمة.. كنت أعجب من عظم بِرّك لأمك مع كثرة الأشغال المنوطة بك. فلقد كنت ذا صدر رحب معها حليماً إذا غضبت حنوناً عليها عطوفاً معها.. تدخل تقبّل رأسها وتخرج تقبّل رأسها.. عاشت معك سنين طويلة.. لم تغضب منك يوماً قط، بل كانت دائماً تدعو لك، ورحلت عن الدنيا قبلك بشهر ونصف وهي راضية عنك.. واراد الله لك مجاورتها.. فدفنت بجانبها.. فهنيئاً لك يا أبتاه!!!.
أبتاه.. رحلت عن الفقراء والمساكين ففقدوك فأنت الأب الحنون لهم، تعطف عليهم.. تمنحهم السعادة.. حتى اليتامى لم تنسهم فكان لهم حظ وافر منك.. فقد كنت يا أبي من ذوي النفوس الزاكية والهمم العالية والجهود الطيبة والأفعال الحسنة والخصال الحميدة والآداب السامية مع الجميع صغاراً وكباراً.
فالله اسأل أن يجمعني بك في الفردوس الأعلى من الجنة مع الأنبياء والصالحين والشهداء.. ومالي إلا أن أقول {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} حسبنا الله ونعم الوكيل، سبحانك اللّهم استغفرك وأتوب إليك.
|