Friday 11th June,200411579العددالجمعة 23 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "لقاءات"

رئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء في منطقة الرياض لـ(الجزيرة ): رئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء في منطقة الرياض لـ(الجزيرة ):
افتتاح مكتب للجنة في إصلاحية الحائر ليقوم بمهامه عن قرب

لقاء: عبدالرحمن المصيبيح
كان من واجب مجتمعنا السعودي المسلم بما يمتلكه من قيم ومُثل اسلامية وعربية اصيلة ان يسارع الى مد يد العون والرعاية الانسانية والمادية لاولئك الذين وجدوا انفسهم خلف الاسوار في السجون نتيجة ذنب اقترفوه، فإن المجتمع يظل مطالباً بأن يمد له الطوق ليعينه على التوبة والعودة الى الطريق القويم قدر الطاقة وألا يدعه فريسة سهلة للغواية والانحراف خاصة اذا كان عائلاً لاسرة فعلى المجتمع ان يرعى ذوي السجين خلال فترة سجنه ومن أجل تحقيق هذه الرسالة الإنسانية الخيرة النبيلة، فقد أقرت حكومتنا الرشيدة إنشاء اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم، برئاسة معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور علي بن إبراهيم النملة، ثم تشكلت لجان وطنية في مناطق المملكة لكي ترعى السجناء وأسرهم في المناطق، وكان من بينها اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بمنطقة الرياض والتي تأسست في 9-1-1424ه.ولكي نتعرف على الدور الذي تلعبه اللجنة، والمنجزات التي حققتها منذ إنشائها وما هي الخطط التي تعدها للمستقبل من أجل تقديم العون والرعاية للسجناء والمفرج عنهم وأسرهم.. كان ل( الجزيرة) هذا الحوار الثري مع الأستاذ عبدالله بن سليمان المقيرن رئيس اللجنة والناشط في مجالات العمل الخيري والإنساني حيث يرأس في نفس الوقت لجنة أصدقاء الهلال الاحمر بالرياض، ويشغل كذلك منصب نائب رئيس لجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض، ويرأس لجنة العمل التطوعي، كما يشارك في عضوية العديد من اللجان والجمعيات الخيرية.
أهداف اللجنة
* هل لنا أن نتعرف بداية على أهداف اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بمنطقة الرياض؟
- تهدف اللجنة الى رعاية وإصلاح نزلاء السجون والإصلاحيات خلال فترة محكوميتهم، ومساعدة من ليس لديهم حرفة على تعلّم مهنة، تمكنهم من الحصول على فرص عمل شريف بعد خروجهم من السجن للتكسب منها، والوفاء بمتطلبات الحياة، ومعاونتهم على الاندماج والتفاعل الايجابي مع المجتمع حتى يعودوا أعضاءً صالحين فيه، وان نهيىء لهم الطريق القويم الذي يعصمهم من الانجراف مرة أخرى الى عالم الانحراف أو الجريمة.
كما أن اللجنة تبذل قصارى جهودها لمساعدة ورعاية أسر السجناء وابنائهم خلال فترة محكومية عائلهم وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، وخاصة فيما يتعلق بمواصلة التعليم والعمل وتعزيز أي عمل منتج لدى الأسرة لتحسين مواردها خلال فترة غياب عائلهم من أجل ضمان تماسك الأسرة أثناء الظروف الصعبة التي تعيشها وحتى يتم الإفراج عن عائلها.
وأود أن أشير أيضاً الى انه يدخل في نطاق عمل اللجنة وجهودها القيام بمتابعة ظروف السجين بعد الإفراج عنه وعودته الى الحياة العامة، فلا بأس ان تواصل اللجنة جهودها لمساعدة المفرج عنهم وتشجيعهم على مواجهة أعباء الحياة بعد تجربة السجن، ومساعدتهم على الاندماج مع المجتمع، والقيام بعمل منتج شريف، وإذا لم يكن لديهم فرص عمل مناسبة فإن اللجنة تنوي بذل جهودها لمساعدة المفرج عنهم في التدريب على حرفة ملائمة تعينهم على مواجهة أعباء الحياة، أي أن عمل اللجنة الإنساني والخيري تجاه فئة السجناء لا يتوقف بمجرد خروجهم من السجن، وإنما يستمر الى ما بعد الإفراج عنهم حتى تطمئن اللجنة الى استقرار أوضاعهم الاجتماعية والوظيفية والمادية.
الأمير سلمان دعم اللجنة
* نعلم أن اللجنة تحظى برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، كما أنها كانت قد شرفت بعد تشكيلها بوقت قصير بلقاء سموه حيث أكد سموه على دعمه وتشجيعه للجنة لتتمكن من إنجاز رسالتها على الوجه الذي يخدم المجتمع.. كيف رأيتم ذلك؟
- الواقع أن الأمير سلمان، باعتباره راعيا للخير ومحبا للعطاء الإنساني النبيل ويحث عليه دائماً، حرص على استقبال اللجنة فور تشكيلها ليشجعها على النهوض بمسؤولياتها الخيرة، كما أكد سموه الكريم على تقديم كل الدعم والتشجيع للجنة، وذلك انطلاقاً من مبدأ التكافل الاجتماعي وقيم التراحم بين أبناء المجتمع السعودي، وتوثيقاً للروابط الأخوية التي تجمع بينهم مصداقاً لما تحض عليه تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي ينظر للمجتمع(كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر)، وهي قيم إسلامية رفيعة سارت عليها المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- والتي يقوم دستورها على الكتاب الكريم والسنة المطهرة.
ولاشك ان هذا الاستقبال ترك في نفوس أعضاء اللجنة ابلغ الاثر، بل انه كان بمثابة تكريم وتشجيع لهم في آن واحد، ودافع لهم على بذل أقصى ما يستطيعون من جهد لرعاية السجناء وأسرهم، واكثر من ذلك ان كلمات التشجيع والدعم التي استمعها اعضاء اللجنة من سموه الكريم شحذت نفوسهم، واعلت هممهم من اجل المزيد من العطاء لفئة السجناء واسرهم، وبلوغ الاهداف والغايات النبيلة التي أنشئت اللجنة من اجلها، خاصة وان الامر يتعلق بالاسر والافراد الذين يشكلون الخلية الأساسية للمجتمع، ومن المؤكد ان صيانة الخلية الاولى لنسيج المجتمع وهي الاسرة يحقق اعظم النتائج للحفاظ على سلامة وتماسك المجتمع وحمايته من مظاهر التفكك والضعف.
ولم يكن غريباً ان يبادر سمو الأمير سلمان باستقبال اللجنة رغم مشاغله الضخمة واعبائه الجسام، فهكذا دائماً عوّدنا سموه على دعم وتشجيع كل عمل هادف وبناء، يسهم في تعزيز المجتمع وصيانة الوطن، كما يحث دائماً على دعم العمل الخيري والإنساني.. ولِمَ لا وسموه آثر رغم مسؤولياته أن يمنح رئاسته الفخرية للجنة اصدقاء المرضى بالرياض، ولجنة الهلال الاحمر بالرياض، ويشد دوماً على يد القائمين عليها لخدمة المجتمع.
ولم يكتف سموه بهذا اللقاء بل حرص على استقبال اعضاء اللجنة مرتين اخريين خلال فترة وجيزة منذ تأسيسها رغم مشاغل سموه الضخمة، وهو تأكيد كذلك على اهتمام اولي الامر في هذه البلاد المباركة بتشجيع اعمال الخير وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي والتراحم بين أبناء المجتمع السعودي المسلم.
كما أود أن أشكر صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض لاهتمام سموه الكريم بدعم اللجنة وتشجيعه لكل اعمالها من اجل تحقيق اهدافها الخيرة، وقد شرف سموه الكريم اللجنة باستقبالها مرتين، حيث أكد سموه على ضرورة بذل اللجنة أقصى جهودها لخدمة ورعاية السجناء، كما وافق سموه على رعاية حفل افتتاح مركز التدريب والتأهيل بإصلاحية الحائر والذي تكفل الشيخ حمد بن محمد بن سعيدان بإنشائه وتجهيزه والذي سيقدم برامج تدريبية للسجناء خلال فترة سجنهم تمكنهم من اكتساب خبرة أو مهنة مفيدة تعينهم على الكسب الشريف عقب خروجهم من السجن.
تعزيز التكافل الاجتماعي
* وكيف وجدتم اهتمام وتشجيع معالي الدكتور علي بن إبراهيم النملة وزير الشؤون الاجتماعية باللجنة، خاصة وأنه يرأس اللجنة الرئيسية الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم والتي يندرج تحتها كافة اللجان الوطنية في مناطق المملكة؟
- الواقع أن اللجنة الوطنية بالرياض حظيت منذ الموافقة النظامية على إنشائها بدعم واهتمام كبيرين من معالي وزير الشؤون الاجتماعية كما وجدت كل تشجيع من معاليه كي تؤدي رسالتها على الوجه الأمثل والذي يمكنها من تحقيق كافة أهدافها الإنسانية، وهذا ليس بغريب على معاليه بحكم ما عرف عنه من حب للعمل الخيري سواء بحكم موقعه كوزير وراع للأنشطة الاجتماعية والخيرية بالمملكة من واقع حبه الشخصي والفطري للعمل الخيري وخدمة المجتمع السعودي وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي بين كافة أبناء الشعب السعودي وهي قيم متغلغلة والحمد لله في أعماق مجتمعنا.
ولهذا فإن معالي الدكتور النملة حرص على استقبال اللجنة الوطنية لرعاية السجناء بالرياض عقب تشكيلها حيث أكد معاليه خلال اللقاء على أهمية تعزيز الجهود لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم، والعمل على مساعدتهم للوقاية من الوقوع في دائرة الانحراف وتقديم الدعم المادي والمعنوي اللازم لهم حتى يكونوا مواطنين صالحين ومنتجين، واعتبر معاليه إن إنشاء اللجنة الوطنية لرعاية السجناء واللجان الوطنية في المناطق ومنها لجنة الرياض سيكون خطوة مهمة لدعم هذه الجهود وتحقيق الغايات المأمولة، وتشجيع العمل الاجتماعي وخدمة جميع السجناء والمفرج عنهم وأسرهم أثناء محكوميتهم وبعد خروجهم من السجن والعمل على تهيئة الفرصة لتقديم عون المجتمع لهم والوقوف بجانبهم لتمكينهم من البعد عن طريق الانحراف حتى يكونوا أعضاءً صالحين في المجتمع.
ولا يفوتني هنا أن أنوه بالجهود الداعمة للجنة رعاية السجناء بالرياض التي بذلها اللواء الدكتور علي بن حسين الحارثي مدير عام السجون نائب رئيس اللجنة الوطنية الرئيسية لرعاية السجناء، والتي ساهمت منذ البداية في تسهيل عمل لجنة الرياض داخل السجون، وهو ما ينم عن حرصه الشديد على إنجاح عمل اللجنة بما ينعكس إيجابياً على أوضاع السجناء والمفرج عنهم وأسرهم، ولا شك أن التعاون الذي يقدمه المسؤول ايا كان موقعه للأنشطة الخيرية والإنسانية هو من أهم عوامل النجاح لتلك الأنشطة التي تخدم المجتمع.
إنجازات اللجنة
* رغم أن عمر اللجنة ما زال قصيراً، إلا أننا ندرك حجم الإنجازات التي حققتها اللجنة خلال هذه الفترة القصيرة، فهلّا تعرفنا على أبرز هذه الإنجازات؟
- أولاً بخلاف الزيارات التي تشرفت اللجنة بالقيام بها الى سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وسمو نائبه الأمير سطام بن عبدالعزيز، وأيضاً زيارة معالي وزير الشؤون الاجتماعية، فقد قامت اللجنة بزيارات متعددة للمسؤولين ذوي العلاقة بأمور السجناء فضلاً عن زيارة السجناء أنفسهم في سجن الملز، وإصلاحية الحائر بالرياض، ووقفت اللجنة خلال زياراتها للسجون والسجناء على أهم المشكلات التي تواجههم، وتعرفت على أوضاعهم داخل السجون واحتياجات السجون وسبل تأمينها، كما تعرفت على المشكلات التي تواجه أسر السجناء مادياً وتعليمياً وصحياً واجتماعياً ووظيفياً، وكذلك العقبات المتوقع أن يواجهها السجناء بعد قضاء محكوميتهم والإفراج عنهم.
كما قامت اللجنة بتكثيف لقاءاتها مع المسؤولين في القطاعات المختلفة في الدولة بهدف العمل على تحسين أوضاع السجناء وتقديم الرعاية الكاملة لهم وتوفير احتياجاتهم، وتقديم الدعم المادي لأسرهم، وفي مقدمتهم سمو الأمير الدكتور عبدالعزيز العياف آل مقرن أمين مدينة الرياض، والدكتور عبدالعزيز الدخيل مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض، والدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض (بنين)، وبحثت معهم سبل تحسين البيئة الداخلية للسجون وتطوير الخدمة الصحية للسجناء، وتعزيز التعاون بين اللجنة وإدارة التعليم لخدمة السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بالرياض، وتم الاتفاق على آليات معينة لهذا التعاون.
وفي هذا الإطار فقد أعدت اللجنة بالفعل خطة إستراتيجية لتطوير اعمالها وخدماتها للسجناء وذويهم، وقامت بوضع الاطار العام للخطة الإعلامية والعلاقات العامة لدعم أنشطة اللجنة، واعدت كذلك خطتين لتنمية مواردها المالية، الأولى قصيرة المدى، والثانية طويلة المدى، وكما سبق أن اشرنا وكما تعلمون فإن اللجنة ليس لها ميزانية أو اعتمادات مالية من أي جهات حكومية، وانما تعتمد في تنفيذ برامجها وانشطتها على مواردها الذاتية التي تحصل عليها من تبرعات رجال الاعمال واهل الإحسان والخيرين من أبناء الوطن ولعلي اشير في هذا الخصوص الى ان اعضاء اللجنة تبرعوا بأكثر من مائتي الف ريال لدعم موارد اللجنة.
ومازلنا بصدد الحديث عن أبرز المنجزات للجنة فأضيف: أنه تم الاتفاق مع لجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض على معاملة السجناء المرضى معاملة إخوانهم المرضى الآخرين وتقديم الإعانات المادية والعينية لهم، وأيضاً قامت اللجنة بتأمين أربع (4) سيارات إسعاف لسجون الرياض لنقل السجناء في الحالات التي تستدعي ذلك لعلاجهم، كما اتفقت اللجنة مع جمعية البر بالرياض على أن تقوم بتأمين الاحتياجات الأساسية لأسر السجناء مثل سداد إيجار السكن وفواتير الكهرباء وتوفير كسوة العيد لهم نظراً لأن اللجنة ما تزال في طور تجميع التبرعات وتكوين مواردها.
وأقرت اللجنة كذلك صرف مبالغ فورية لسجون منطقة الرياض لمساعدة السجناء المحتاجين عند انتهاء فترة محكوميتهم، وفي إطار سعي اللجنة للتخفيف عن السجناء وتمكينهم من ممارسة أنشطة رياضية، فقد قامت بالتعاون مع الإدارة الهندسية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب بإعداد دراسة لتأهيل ملعب السجن، وطلبت عروضاً من المؤسسات المتخصصة للنظر في إمكانية تنفيذ المشروع.
وهناك إنجاز مهم آخر تعتز اللجنة بتحقيقه ويتمثل في إجراء مناقشات مع محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني حول سبل تقديم الدعم التدريبي والمهني والفني من قبل المؤسسة الى السجناء وقام معاليه على إثر ذلك بزيارة للسجن وجّه خلالها بافتتاح ورشة للإلكترونيات داخل السجن، وكذلك دعم برامج التدريب داخل السجون بالرياض بما تحتاجه من مساعدات مادية وبشرية.
توفير الرعاية الصحية
وأود أن أضيف أن اللجنة تدارست سبل المساهمة في توفير الرعاية الصحية لمن يحتاجها من أفراد الأسرة، وتسهيل دخولهم للمستشفيات لتلقي العلاج اللازم وفق الحاجة، ودعم برامج الأسر المنتجة لضمان توفير مورد مالي منتظم لأسرة السجين مثل مهن الخياطة أو الحرف اليدوية والأعمال الأخرى المشابهة لمساعدتها في مواجهة متطلبات العيش الكريم أثناء فترة غياب عائلها.
وعلى صعيد متصل واستمرار لجهود اللجنة في رعاية السجناء فقد قامت اللجنة بزيارة للسجناء في سجن الملز وإصلاحية الحائر بمدينة الرياض وتعرفت على الأوضاع الاجتماعية والإنسانية للسجناء لتقديم الدعم الممكن لهم ولأسرهم أثناء محكوميتهم وبعد الإفراج عنهم، وتحرص اللجنة على القيام بالزيارات الميدانية للتعرف على الظروف والأوضاع الاجتماعية والإنسانية الخاصة بالسجناء وأسرهم، حتى نتمكن من تحديد أوجه الدعم الذي نستطيع تقديمه اليهم ولاسرهم خلال فترة محكوميتهم ثم بعد الإفراج عنهم.
ولاشك ان اللجنة ستبذل كل طاقاتها من اجل بلوغ الغايات الإنسانية النبيلة دعماً ورعاية لفئة السجناء والمفرج عنهم وأسرهم، ولا جدال في أن الدور المعضد والمساند من قبل أهل الخير ورجال الأعمال للجنة دعماً لمواردها والتبرع لها بما تجود به أنفسهم سيكون له أبلغ الأثر، وأفضل العون والتشجيع لجهود اللجنة التي تعتمد في مواردها على تبرعات أهل الخير والعطاء.
مساهمة طيبة
* كان للجنة رعاية السجناء بالرياض مساهمة طيبة في مجال إطلاق سراح عدد من سجناء الحق الخاص الذين عجزوا عن سداد مبالغ مستحقة للآخرين، وهو عمل نبيل أن تساهم فيه اللجنة تعزيزاً لقيم الأريحية والتكافل بين أبناء المجتمع ومساعدة المحتاجين خاصة اولئك الذين تعرضوا للعقوبة بالسجن.. هل يمكن أن نعرف القارىء الكريم بجهود اللجنة في هذا المجال؟
- أشكرك لأنك أتحت لي الفرصة للحديث عن هذا العمل الإنساني الخير، وأقول إن اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بمنطقة الرياض ساهمت في الإفراج عن دفعتين من سجناء الحق الخاص وعودتهم الى منازلهم وذويهم الاولى في شهر رمضان المبارك من العام الماضي، والثانية مع بداية العام الهجري الحالي 1425هـ ، بعد أن قامت اللجنة بتعاون عدد من المحسنين بالوفاء بالحقوق الخاصة على هؤلاء السجناء لأصحابه ويقوم فريق الغارمين باللجنة بصفة مستمرة بدراسة ملفات سجناء الحق الخاص والإفراج عنهم بصفة مستمرة طوال العام وقد قامت اللجنة بالإفراج عن اكثر من ستين شخصاً من مطلوبي الحق الخاص.
ولاشك ان هذا العمل الذي يدخل البهجة في نفوس المفرج عنهم وذويهم لهو أمر يسعد كافة الخيرين الذين جادوا بأموالهم للسداد عن هؤلاء المعوزين كما يسعد أعضاء اللجنة بل والمجتمع ككل، ولهذا فإن اللجنة ستواصل جهودها على هذا الطريق من أجل مساعدة سجناء الحق الخاص في سداد الحقوق التي عجزوا عن سدادها لأصحابها للإفراج عنهم وعودتهم الى ذويهم وابنائهم ولم شمل العديد من العائلات.
وأود أن أوضح في هذا المجال أن اللجنة تقوم بجهود إطلاق سجناء الحق الخاص وفق ضوابط شرعية تتمثل في أن يكون المبلغ المستحق على السجين غير مرتبط بجريمة ارتكبها، وألا يكون الدين قد استغل في أمر غير مشروع، كما يراعى كذلك عمر السجين والفترة التي قضاها في السجن، ولهذا فإننا نأمل من هؤلاء الاخوة المفرج عنهم أن يستفيدوا من هذه الفرصة ويتعلموا الدرس وألا يقدموا على عمل يضعهم في موقف يعجزون فيه عن سداد المستحقات المالية لأصحابها وحتى لا يعرضوا أنفسهم مرة أخرى لدخول السجن.
كما أود أن أشكر رجال الأعمال والمحسنين الذين بادروا بالتبرع بما جاد به الله عليهم من فضل للمساعدة في سداد الحقوق المستحقة على هؤلاء السجناء لأصحابها مما ساهم في إطلاق سراحهم وخروجهم من السجن، وهو دليل يثبت أن رجال الأعمال السعوديين يحبون عمل الخير ويمدون أيديهم لمساعدة المحتاجين وخاصة أولئك الذين عجزوا عن أداء الحقوق المالية لأصحابها فانتهى بهم الحال الى السجون، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن تكون أعمالهم هذه رابحة مع الله عز وجل وخالصة لوجهه الكريم وأن تكون في ميزان حسناتهم.
إنشاء مركز التدريب
* كان من الأعمال الناجحة التي تحسب للجنة وبمساهمة شاملة من أحد الخيرين من رجال الأعمال ذلك الإنجاز المتمثل في إنشاء مركز التدريب والتأهيل بإصلاحية الحائر بالرياض الذي تكفل بإنشائه وتجهيزه الشيخ حمد بن محمد بن سعيدان، والذي وافق سمو الأمير سطام بن عبدالعزيز على رعاية حفل افتتاحه.. فيا حبذا لو قدمتم فكرة مفصلة عن هذا المشروع؟
- الواقع أننا نعتز بإنجاز هذا المركز الذي سيتيح الفرصة لنزلاء إصلاحية الحائر للتدريب في عدة تخصصات تشمل صيانة الحاسبات الآلية، وصيانة الأجهزة الإلكترونية، وصيانة أجهزة التكييف والتبريد، وهي تخصصات روعي فيها أن تكون ملبية لحاجة السوق الفعلية وتعين المتدربين على الحصول على فرص عمل شريف ومجز يتكسبون منه بعد انتهاء فترة محكوميتهم، ومساعدتهم على أن يعودوا للمجتمع كعناصر فاعلة منتجة ومحصنة ضد منزلقات الانحراف أو الجريمة.
وقد اكتمل العمل في تجهيز المركز وتم تزويده بالتجهيزات الفنية والمعدات والأثاث اللازم تمهيداً لبدء تشغيله وتنفيذ الدورات التدريبية، حيث سيتم البدء ببرامج التدريب بالمركز بعد تزويده بالكوادر البشرية الفنية والتدريبية والإدارية، وأود ان اتقدم ببالغ الشكر والتقدير للشيخ حمد بن سعيدان الذي تبرع بإنشاء وتجهيزات المركز من كافة أجهزة ومعدات واثاثات لازمة لتشغيله وادعو الله ان يجزل له العطاء ويجعل عمله هذا خالصاً لوجهه الكريم وفي ميزان حسناته.
كما أشكر محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص لتكفل المؤسسة بتشغيل المركز والالتزام بتزويده بالكوادر البشرية الفنية والتدريبية والإدارية وتولي عملية التدريب للسجناء، وإنني اثق بأن هذا المركز سيكون صرحاً تدريبياً وتأهيلياً لفئات السجناء وجزءاً من عملية الإصلاح والتهذيب النفسي الذي نود أن نكرسه كمجتمع لهؤلاء السجناء وخاصة أولئك الذين انزلقت أقدامهم في مهاوي انحراف السلوك وربما كان عدم امتلاكهم لمهنة تكفل لهم العيش الكريم سبباً في حدوث الانحراف، وآمل ان يتم تعميم مثل هذه المراكز في أكثر من موقع لخدمة السجناء في المملكة.
وأنتهز هذه الفرصة لأتوجه بأسمى مشاعر الشكر والتقدير للأمير سطام لموافقة سموه الكريم على رعاية افتتاح المركز وهو دليل على رعاية سموه وتشجيعه لكل ما يخدم السجناء ويسهم في إصلاح المجتمع، وأعتقد أن من واجب المجتمع بمختلف فئاته ونسيجه أن يمد يد العون لمساندة فئة السجناء على البعد عن الانحراف وأن نعمل على تحصينهم ضد مغريات الانحراف، ولهذا كانت رغبة الدولة- أعزها الله- في تأسيس اللجان الوطنية لرعاية السجناء لتكون يداً حانية ممدودة بالخير والعطاء لهؤلاء السجناء والمفرج عنهم وأسرهم.
التسهيل وإنجاز أعمال السجناء
* نعلم أن اللجنة قامت مؤخراً بتشغيل مكتبها الذي افتتحته في إصلاحية الحائر.. ما هو المغزى من وراء إنشاء هذا المكتب، وهل لديكم توجه لافتتاح مكاتب في السجون الأخرى؟
- بالفعل تم افتتاح وتشغيل مكتب اللجنة في الحائر وتهدف الفكرة إلى تسهيل أمور واحتياجات السجناء عن قرب وسرعة إنجاز معاملاتهم، كما يخدم المكتب في نفس الوقت أسر السجناء، وروعي أن يعمل المكتب بشكل يومي، على أن يكون وقت الزيارة ضمن فترة العمل حتى يتسنى لأسر السجين أن يقدموا طلباتهم أثناء الزيارة لتخفيف المشقة عنهم، وأن يكون همزة وصل بين الإصلاحية واللجنة وأسر السجناء فيما يتعلق بالمشكلات المادية أو الصحية أو التعليمية أو غيرها من المجالات التي يمكن للجنة أن تقدم مساعدتها من خلالها.
وأرجو أن نوفق في افتتاح أكثر من مكتب بالسجون لأداء هذه المهمة التي تسهل على السجناء وأسرهم عرض طلباتهم واحتياجاتهم على اللجنة مباشرة، ولاشك أنها آلية مناسبة لتفعيل عمل اللجنة، وأشكر بهذه المناسبة تعاون إصلاحية الحائر وجهودها الحثيثة الداعمة للجنة والتفهم الواعي للأهداف الإنسانية النبيلة التي أنشئت اللجنة من أجلها ولا يفوتني في هذا الجانب أن أشيد بدور جمعية البر في رعاية اسر السجناء حيث يتم تحويلهم عن طريق مكتب اللجنة الى فروع الجمعية المختلفة بمدينة الرياض والتي تتولى تقديم الدعم والرعاية لهم.
رعاية السجينات
* كان لقيام اللجنة بإنشاء الفرع النسائي لتغطية أنشطة الاهتمام بالسجينات وتوفير كافة احتياجاتهن خلال فترة سجنهن وبعد الإفراج عنهن أبلغ الأثر في نفوس السجينات ومختلف شرائح المجتمع، وليكون عمل الفرع مكملاً للعمل الذي تقدمه اللجنة للسجناء الرجال، وكان اختيار صاحبة السمو الملكي الأميرة نورة بنت أحمد بن عبدالعزيز رئيسة للفرع أمراً صائباً وموفقاً.. كيف ترون ذلك؟
- لقد سعينا لإكمال عملنا بتشكيل الفرع النسائي ليتمكن من ملء فراغ رعاية وخدمة السجينات وتقديم نفس المساعدة التي تقدم للسجناء الرجال من قبل اللجنة للسجينات من خلال الفرع النسائي الذي سيحرص على بذل قصارى جهده من أجل توفير وسائل الرعاية الممكنة لفئة السجينات وأبنائهن، والعمل على مساعدتهن لعدم العودة الى السجن مرة اخرى، وتذليل العقبات التي تواجههن ومساعدتهن مادياً ومعنوياً خلال فترة محكوميتهن، وكذلك بعد انتهائها وعودتهن الى منازلهن، وكذلك رعاية أسر السجناء والسجينات.
وأتوجه بهذه المناسبة الى صاحبة السمو الملكي الأميرة نورة بنت أحمد بن عبدالعزيز بالشكر والتقدير لموافقتها على رئاسة هذا الفرع ليمارس دوره في رعاية السجينات والمفرج عنهن بمنطقة الرياض، ولاشك أن رئاسة سموها ستعطي الكثير من الدعم لعمل الفرع بما ينعكس في صورة عون ورعاية للسجينات والتخفيف عنهن تجسيداً لقيم التكافل الاجتماعي والتراحم بين أبناء المجتمع السعودي التي يستمدها من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، كما أشكر السيدات عضوات الفرع لجهودهن ومبادرتهن للمشاركة في هذا العمل الإنساني الخير وأدعو الله أن يكون في موازين حسناتهن.
وقد زاول الفرع أعماله بالفعل وقامت سمو الأميرة نورة يرافقها عضوات الفرع بزيارة لسجن النساء بالرياض تفقدن خلالها أوضاع السجينات وتعرفن عن قرب على احتياجاتهن وظروفهن النفسية والإنسانية والاجتماعية حتى يتمكن الفرع من تحديد أوجه الدعم الذي يمكن تقديمه لهن ولأسرهن خلال فترة محكوميتهن، وأتمنى التوفيق لسموها وللعضوات في دعم هذا العمل الإنساني الخير الذي يأتي مكملاً لجهود اللجنة.
سعداء بدعم العمل الخيري
* فيما يتعلق بتبرعات رجال الأعمال وأهل الخير للجنة.. هل تشعرون بالرضا لمستوى هذه التبرعات من قبل المحسنين خاصة وأن اللجنة ليس لها موارد مستقلة، أو اعتمادات حكومية على ما نعتقد.. فضلاً عن أن نجاح اللجنة في تحقيق أهدافها يتأثر كثيراً بمدى توفر الموارد المالية للجنة والتي تعتمد أساساً على التبرعات.. مارأيكم؟
- الواقع أنكم وضعتم أيديكم على نقطة هامة.. فاللجنة تندرج في إطار العمل التطوعي الذي يعتمد بالأساس على المبادرات الإنسانية لأبناء المجتمع دون تكليف خزينة الدولة أعباء إضافية، وجميل أن يبادر أبناء المجتمع وخاصة رجال الأعمال والقادرين لتعزيز نشاطات العمل التطوعي الذي يعود على المجتمع كله بالخير والنفع، وجميل أيضاً أن يتواصل مبدأ التكافل الاجتماعي التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف والتي اشتهر بها مجتمعنا السعودي المسلم.
وهذا يعني أن الجميع مطالب بالمبادرة بما تجود به أنفسهم لدعم العمل الخيري والتطوعي أياً كان في أرجاء الوطن، بل إن المملكة اشتهرت ولله الحمد بنشر مظلة الخير هذه الى المسلمين في العالم وغيرهم من البشر أياً كانت ديانتهم، والذين يتعرضون لكوارث، ولهذا فإنني على يقين أن أصحاب المبادرات الخيرة لن يتقاعسوا عن دورهم المعطاء، وانهار الخير في بلادنا الغالية سوف تظل بحول الله تتدفق الى آخر الزمان.
وإنني أنتهز هذه الفرصة لأناشد أهل الخير والمحسنين من رجال الأعمال والقادرين على المبادرة بالتبرع للجنة لتستطيع القيام بالدور المنوط بها لخدمة السجناء والمفرج عنهم وأسرهم والمساهمة في الإفراج عن سجناء آخرين للحق الخاص خاصة وأن اللجنة لا تملك ميزانية أو موارد حكومية إنما تعتمد على تبرع أهل الخير، داعياً الله سبحانه وتعالى أن تكون أعمالهم هذه تجارة رابحة مع الله عز وجل خالصة لوجهه الكريم وأن تكون في ميزان حسناتهم.
شكر وتقدير
وبهذه المناسبة التقت ( الجزيرة) بعدد من السجناء الذين عبّروا عن شكرهم وتقديرهم للجنة الوطنية لرعاية السجناء على جهودها واهتمامها بهم.
وقال السجين م.ع : اولاً اشكر جريدة (الجزيرة) على هذا اللقاء وحقيقة منذ ان تم ايجاد هذه اللجنة وهي تقوم بدور كبير وفاعل نحونا وكان لهذه الجهود الاثر الكبير في تخفيف معاناتنا كما اشكر سمو أمير منطقة الرياض وسمو نائبه على اهتمامهما وحرصهما. وكل ما نتمناه من رجال الاعمال والمال والموسرين الاستمرار في دعم اعمال هذه اللجنة لتؤدي رسالتها على اكمل وجه. وقال م. خان من باكستان: اولاً نشكركم على هذا اللقاء وانا سعيد بما قدم لنا واي عمل خير لا شك سيكون من صالحنا واشكر اللجنة على مبادرتها.
وقال النزيل و.م: اقدر جهود اللجنة الوطنية واشكرها على اهتمامها وحرصها واتمنى لهم التوفيق والسداد.
وتتلقى اللجنة تبرعات أهل الخير والمحسنين من رجال الأعمال والقادرين على حسابيها لدى شركة الراجحي المصرفية الأول لتلقي التبرعات برقم (7- 444444 )، والثاني للزكوات برقم (4-444445 ).
وفي ختام هذا الحوار المثمر مع الأستاذ عبدالله المقيرن سألناه عما يريد أن ينهي به الحوار.. فأجاب قائلاً: إنني أدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفق اللجنة الوطنية لرعاية السجناء في منطقة الرياض وباقي المناطق في تحقيق الغايات الإنسانية النبيلة التي أنشئت من أجلها، ولتأكيد أريحية مجتمعنا السعودي وقيمه الإسلامية الرفيعة التي تحض على التكافل والتراحم والبذل والعطاء من أجل نجدة فئة منا ربما قادتها سلوكيات غير قويمة في لحظة غضب أو ضعف وربما لأسباب غير مقصودة أو مخطط لها إلى غياهب السجون.
ولاشك أن ما تلقاه اللجنة من دعم ومساندة كاملين من سمو الأمير سلمان وسمو نائبه الأمير سطام، وكذلك ما تلقاه من عون من معالي وزير الشؤون الاجتماعية رئيس اللجنة الوطنية الرئيسية بالمملكة سوف يمكن لجنة الرياض من تحقيق أهدافها الخيرة ورسالتها النبيلة بإذن الله.
ودعوني أكرر دعوتي لرجال الأعمال وأصحاب المبادرات الخيرة، أن يسارعوا للتبرع للجنة بما تجود به أنفسهم، سائلاً الحق سبحانه أن يجعل ذلك العمل خالصاً لوجهه تعالى وفي ميزان حسناتهم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved