* كتب - مندوب (الجزيرة):
ضعف مصادر التمويل المنتظم، واعتماد الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم على الهبات والتبرعات والدعم الحكومي هو أخطر ما يواجه مسيرة جمعيات التحفيظ ويحد من قدرتها على أداء رسالتها في خدمة القرآن الكريم، بسبب العجز عن تأمين المعلمين والمشرفين الأكفاء، وتقديم الحوافز التشجيعية للمجيدين من الطلاب، وغيرها من الأمور التي تستلزم تأمين مصادر تمويل دائم لا تتأثر بالمتغيرات أو تخضع للصدفة والاحتمالات.
وسعياً لإيجاد حل لهذه المشكلة التي باتت تؤرق جمعيات التحفيظ وتهدد بتجميد أنشطة كثير منها، وبمناسبة انعقاد الملتقى الأول لجمعيات التحفيظ بالطائف الذي سيعقد في السابع والعشرين من شهر ربيع الثاني الجاري طرحنا القضية على عدد من رؤساء جمعيات التحفيظ بمناطق المملكة في محاولة للوصول إلى آلية أو ورقة عمل قابلة للتنفيذ.
مستوى أرقى
بداية يؤكد الشيخ أحمد صلاح جمجوم رئيس الجمعية بمنطقة مكة المكرمة أن افتقار جمعيات ومدارس التحفيظ إلى مصادر دائمة ومنتظمة للتمويل هو السبب في ضعف الأداء في بعض الجمعيات وتأخرها في الرقي إلى مستوى أفضل للعلو بمكانة الجمعية ومتطلباتها ومعلميها وطلابها. كما يحول دون استقطاب أفضل المعلمين والقراء المتميزين، نظراً لقلة الموارد والرواتب والمكافآت وينعكس ذلك على مستوى الطلاب بلا شك.
إضافة إلى أن عدم وجود الدعم المادي لجمعيات ومدارس التحفيظ يؤخر الجمعية عن التطور السريع، في ظل التقنيات الحديثة.
وحول الآليات المقترحة لتوفير مصادر تمويل دائمة ومتجددة يقول الشيخ جمجوم: لابد من عمل أوقاف خاصة بكل جمعية تعود عليها بالنفع، كذلك الاستثمارات بأنواعها وعمل المشاريع الناجحة والتي يمكن للجمعيات الاستفادة منها مادياً ومعنوياً.
آليات مناسبة
من جانبه يقول د. محمد سالم بن شديد العوفي رئيس الجمعية بالمدينة المنورة أن لكل مؤسسة حكومية كانت أم أهلية، خيرية أم استثمارية أهدافاً تسعى لتحقيقها، وتحقيق هذه الاهداف -كما لا يخفى - يتطلب وضع الخطط والآليات المناسبة، وهذه بدورها تحتاج إلى دعم مالي وإداري، وعمل متواصل. لذلك فإن الخطأ الكبير الذي تقع فيه بعض جمعيات تحفيظ القرآن الكريم اعتمادها الكلي على الهبات والتبرعات، لأنها لا تمثل دخلاً ثابتاً يمكن الجمعيات من وضع الخطط والآليات المناسبة، ومن الآثار المترتبة على اعتماد جمعيات ومدارس التحفيظ على الهبات والتبرعات من المؤسسات والأفراد وغيرها- دون وجود مصدر منتظم ودائم- عدم وضوح الرؤية التي يتم على ضوئها التخطيط والتوسع في المدارس والحلقات، كذلك عدم قدرة الجمعيات على التخطيط السليم، ووضع الخطط والمناشط التي تتناسب مع قدراتها المالية، وتأخر دفع رواتب المدرسين والمدرسات وهذا له سلبيات كثيرة.
مقترحات عملية
ويقول الشيخ سعد بن محمد الفريان رئيس الجمعية بالرياض: يترتب على عدم انتظام الدخل لأي مؤسسة أمران: ضعف العمل وقلة الإنتاج، وعدم وضع خطط مستقبلية.
لذا فإن قلة الموارد المالية للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم يترتب عليه الأمران معاً.. أما الآلية المقترحة لتوفير مصادر تمويل ثابتة فيمكن تلخيصها في: رفع الإعانة السنوية التي تأتي من الدولة، وحيث إن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم تعتبر أهم مصدر للتربية والتعليم فلو فرغ مجموعة من منسوبي التعليم رجالاً ونساء للعمل في الجمعيات سواء في الإدارة أو الإشراف لكان ذلك معيناً لها بعد الله سبحانه وتعالى. وضع خطة عامة من قبل الوزارة لتوجيه الجمعيات لفتح مصادر جديدة للتمويل ودعم الوزارة لها إلى جانب تفعيل قرار مجلس الوزراء بتخصيص جزء من ريع الأوقاف لتدعيم الجمعيات.
توسيع افقي ورأسي
أما الشيخ الدكتور علي بن محمد العجلان رئيس الجمعية بالقصيم فيقول:الآليات المقترحة لتوفير مصادر تمويل دائمة ومتجددة لجمعيات التحفيظ يكون بإيجاد المشاريع الاستثمارية المدروسة التي تساعد على توفير موارد للصرف منها على أنشطة الجمعيات. كذلك إحياء سنة الوقف من خلال توعية الناس بهذا الأمر وإشعارهم بأن هذه سنة سجلها التاريخ منذ الصدر الأول إذ تسابق الخلفاء والملوك وأثرياء المسلمين على وقف العقارات من أجل التعليم عامة وتعلم كتاب الله خاصة وشواهد ذلك مثبوتة في كتب التراث مما يدل على أن المسلمين أدركوا منذ وقت مبكر الحاجة إلى موارد تكفل القائمين على تعليم القرآن وتعين على قيامهم بهذه المهمة. فلابد من تضافر الجهود من لدن مجالس إدارات الجمعيات لإيجاد آلية لتنمية موارد الجمعية وتفعيل ذلك بما يؤدي إلى زيادة الدخل لتستطيع هذه الجمعيات القيام برسالتها على أكمل وجه.
دعم مطلوب
ومن ناحيته يقول الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد رئيس محاكم منطقة تبوك ورئيس الجمعية بالمنطقة: لا شك أن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم تبني خططها الاستراتيجية على حجم الميزانية الموجودة لديها والموارد المالية التي تغطي نفقاتها وهذا يعني أنه لابد من وجود مصادر دائمة ومنتظمة للتمويل لاستمرار نشاطات تلك الجمعيات، والاعتماد على الهبات والتبرعات بالإضافة إلى الدعم الحكومي يؤدي إلى تفاوت الموارد المالية من سنة إلى أخرى ويترتب على ذلك ضعف نشاط الحلقات من آن لآخر بسبب تفاوت الموارد المالية وربما يؤدي إلى توقفها كذلك عدم استطاعة الجمعية للتخطيط لفترات طويلة مستقبلية بسبب عدم وجود ميزانية واضحة طويلة الأمد، وبالتالي عدم تحقيق التطور المنشود في الجمعية، لان التطور يحتاج إلى دعم متواصل ومستمر.
ويقترح الشيخ الحميد عدداً من الآليات لتوفير مصادر تمويل دائمة ومتعددة لجمعيات التحفيظ هي: بناء اوقاف يعادل دخلها نفقات ومصاريف الجمعية بهدف الاستغناء عن جمع التبرعات في المستقبل لضمان الاستمرار في إقامة الحلقات والتوسع فيها والإنفاق عليها، وتشجيع الناس على دعم الجمعية بواسطة الاستقطاع الشهري المستمر عن طريق البنوك، وشراء الجمعية لبعض الأسهم الاستثمارية المطروحة التي تتعامل ضمن الضوابط الشرعية الإسلامية.
مسؤولية الإعلام
ويقترح الشيخ عيسى بن محمد الشماخي رئيس الجمعية بجازان أن تسعى جمعيات التحفيظ إلى إيجاد أصول ثابتة مثل العقارات وغيرها تضمن لها موارداً ثابتة سنوياً مع الاهتمام بالجانب الإعلامي للجمعيات وحث المحسنين على دعمها ومساندتها، إضافة إلى ضرورة زيادة الدعم المادي من قبل الوزارة لتجنب الآثار المترتبة على عدم وجود مصادر ثابتة لتمويل الجمعيات وضعف الجانب المادي الذي يؤدي إلى عدم التوسع في فتح حلقات جديدة وربما توقف الكثير من الحلقات القائمة، وقلة الحوافز التي تشجع الطلاب على الاستمرار في الانتظام بهذه الحلقات.
آثار سلبية
ويعدد الشيخ إبراهيم بن علي العبيدان رئيس محاكم منطقة نجران ورئيس الجمعية بالمنطقة الآثار المترتبة على ضعف تمويل جمعيات التحفيظ فيقول: تتنوع هذه الآثار من جهة نقص المادة وتأثيرها السلبي على مدرس الحلقة من حيث تفريغ وقته وجهده للتدريس وإعطائه ما يتعيش به وعدم إشغاله بطلب الرزق مما يؤثر سلباً على تشتيته بين التدريس وطلب الرزق وعدم تركيز الجهد في التدريس والخروج بالثمرة المرجوة. إضافة إلى أن ضعف الموارد المالية سيؤثر على قلة المعلمين وحدوث نقص حاد في حلقات التحفيظ من حيث أعداد المعلمين وعدم القيام بدورات تدريبية وبرامج تأهيلية للمدرسين تساعدهم للارتقاء التربوي والتعليمي مما ينعكس على الطلاب سلباً.
وتمتد هذه الآثار إلى الطالب أو الدارس من حيث عدم قدرة جمعيات التحفيظ على تنظيم الدورات والبرامج والدروس التربوية المساعدة والمساندة لحفظ كتاب الله كذلك غياب التشجيع المادي لقيام التنافس الشريف وذلك بالتحفيز من خلال الهدايا والمكافآت يضاف لذلك ما يترتب على هذا النقص من مصاعب تواجه إدارة الجمعية والإشراف التربوي فيقل عدد الموجهين والمشرفين للمتابعة والإشراف على الحلقات والبرامج من المتفرغين والمتعاونين خاصة في القرى والأماكن النائية لقلة المواصلات والمكافآت وغيرها وفقدان مركزية العمل المطلوبة، كذلك قلة الوسائل المساندة من أجهزة وسيارات وباصات لنقل الطلاب وفيها تسهيل عمل الإدارة وتوجيه العمل بالنفع للحلقات والمدرسين والطلاب، وعدم تكريم الحفظة بالمكافآت وتحفيز غيرهم من الطلاب وعمل حفل تكريمي لهم وتوجيه الحفظة من خلال التشجيع المادي للتدريس في الحلقات، لا سيما أن حافظ القرآن لا يجد مجالاً للتوظيف بهذه الشهادة.
أما الآليات المقترحة لتوفير التمويل الدائم فيقول الشيخ العبيدان: لابد من توفير مصادر دخل ثابتة واستثمارية للجمعيات من خلال: تنظيم عمل الحلقات تحت إدارة واحدة قوية مادياً ومسؤولة عن جميع المتطلبات وتوفيرها وإيجاد السبل الكفيلة بذلك، وعمل مشاريع استثمارية عقارية وتجارية وصناعية مدروسة بشكل جيد من حيث الجدوى الاقتصادية وتكون هذه المشاريع مشاريع دخل ثابتة للجمعية، استشارة التجار وذوي الخبرة عند القيام بمشاريع للجمعية، وإيجاد الأفكار الجديدة والجيدة التي تكفل الدخل المادي الجيد لعمل الجمعيات واستمراريته، وضع الأشخاص المناسبين في أماكنهم المناسبة من حيث تخصصاتهم وجديتهم والإبداع والتجديد في العمل وخاصة الاستثماري، وعمل أوقاف خاصة بالجمعيات.
تبرعات وهبات
ويرى الشيخ خالد بن صالح العمر رئيس الجمعية بالجوف أن التبرعات والهبات التي تتلقاها جمعيات التحفيظ في كثير من الأحيان لا تكفي لتغطية مناشطها وهو ما يحتم على هذه الجمعيات أن تجد لها مصادر دخل ثابتة ومناشدة أهل الخير والإحسان إلى المساهمة في إعانة الجمعية وذلك من خلال التبرعات أو وقف جزء من المال أو الممتلكات على نشاط الجمعية حتى يمكنها القيام بأداء رسالتها والقيام بدورها في مواجهة الحملات الهجومية من جانب تلك القوى المعادية للإسلام.
مشاريع استثمارية
من ناحيته يقول الشيخ ناصر بن فراج الفريدي رئيس الجمعية بحائل: لا شك أن المصادر الثابتة للتمويل مهمة جداً والاعتماد على التبرعات والهبات لا يخدم الجمعيات لا سيما في الفترة الحالية لكون الجمعيات ومؤسسات العمل الخيري قد تزايدت أعدادها وكثر الطلب على التجار وأهل الخير من أجل ذلك فمن الأفضل للجمعيات السعي في إقامة مشاريع استثمارية تخدم أهدافها إما عن طريق الشراء أو الوقف أو المساهمات الوقفية الخيرية، وهذا يتطلب بالاساس تضافر الجهود للتعريف بالدور الجليل الذي تقوم به جمعيات التحفيظ في العناية بالقرآن الكريم.
أوقاف خيرية
ويؤكد الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد الزهراني رئيس الجمعية في الباحة: إن إيجاد حلول لمشكلة ضعف مصادر التمويل الدائم لجمعيات التحفيظ يتطلب أولاً التعريف بأهداف ومناشط هذه الجمعيات على أوسع نطاق من خلال وسائل الإعلام حيث إن جمعيات التحفيظ تعتمد على الله ثم على تبرعات المحسنين أفراداً ومؤسسات ولابد أن تعمل كل جمعية على إيجاد مصادر تمويل ثابتة لها عن طريق إنشاء أوقاف خيرية استثمارية يرجع ريعها لصالح الجمعية كذلك الاستثمار في المحلات التجارية.. إضافة إلى الاستقطاع الشهري من الموظفين والموظفات ولو بالقليل.
جوائز وحوافز
ويلخص الشيخ محمد بن محمد البشري نائب رئيس الجمعية بعسير الآثار المترتبة على افتقار الجمعيات إلى التبرعات والهبات فيما يلي:
- العجز عن الوفاء بما يطلب منها وخاصة ما يتعلق بالجوائز والحوافز التي تدفع الطلاب إلى الحلقات حيث إن طلاب الحلقات بحاجة إلى تشجيع أكثر من غيرهم وخاصة في هذا الوقت الذي كثرت فيه الفتن والملهيات والمغريات التي تجذب الشباب إليها، وعدم القدرة على مواكبة التطور واستخدام التقنيات الحديثة والوسائل المتعددة والمتنوعة في الارتقاء بمستوى التعليم بل ومستوى المتابعة الإشرافية والإدارية بجمعيات التحفيظ، وعزوف الطلاب عن الحلقات والالتحاق بالنوادي ودور اللهو والأنشطة الأخرى وخاصة التي تمنحهم الجوائز والهدايا والهبات.
أما عن الآليات المقترحة لتوفير احتياجات الجمعيات فيقول الشيخ البشري: أول ما نراه هو اعتماد ميزانية مناسبة للجمعيات من قبل الجهات المختصة وتوفير الدعاية الكافية عن طريق وسائل الإعلام والأئمة للتعاون مع الجمعيات ببذل الغالي والثمين في هذا المجال المبارك ومن ثم إيجاد مشاريع دائمة ووقف خيري في سبيل الاستفادة من ذلك لصالح حلقات تدريس القرآن الكريم للبنين والبنات.
حماس مفقود
أما د. علي بن إبراهيم اليحيى رئيس الجمعية ببريدة فيقول: من الآثار المترتبة على افتقار الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم إلى مصادر دائمة ومنتظمة للتمويل، اضطراب تلك الجمعيات في مسيرتها، بسبب اعتمادها على مصادر غير مستقرة من هبات وتبرعات غير مستقرة، تقوى تارة، وتضعف تارات أخرى، مما يعيقها عن أداء رسالتها وتحقيق أهدافها المنشودة.
كما لا يخفى ما ينجم عن ذلك الفتور وضعف الحماس لدى المعنيين في الجمعية من موجهين وطلاب في حال نقص الموارد وضحالتها.
لذلك من الأفضل الاستعانة بآليات أخرى ثابتة للتمويل كالوقف الخيري والسعي لإيجار أملاك تدر عائدات على الجمعية.
ركيزة أساسية
ويتفق المهندس عبدالعزيز بن عبدالله حنفي رئيس الجمعية بجدة مع القول بحاجة العمل الخيري إلى الدعم المادي المستقر والمنتظم باعتباره ركيزة أساسية لضمان فعاليته وتنفيذ الخطط والبرامج والأنشطة التي تكفل تحقيق الأهداف المنشودة حيث إن تذبذب الموارد المالية أو نقصها لسبب أو ظروف مرحلية يؤثر بشكل مباشر في العمل الخيري بقدر حجم العجز في الميزانية ويؤكد رئيس الجمعية بجدة أن العائق أمام الجمعيات في الانتشار والتوسع هو عائق مادي بالدرجة الأولى رغم أن الدولة لم تدخر وسعاً في تقديم العون والدعم المادي والمعنوي كذلك تتلقى الجمعيات دعماً سخياً من أهل الخير ورجال الاعمال من أبناء هذا البلد المعطاء إلا أن الظروف المالية والتقلبات الاقتصادية تؤثر بلا شك على استمرارية وحجم الدعم من التجار، لذلك فالجمعيات بحاجة إلى الاستقرار المالي لارتباط ذلك بتحقيق الاستقرار في العمل والإنجاز والطموح أيضاً وهناك بعض الآليات التي يمكن للجمعيات التركيز عليها في هذا المجال منها الوقف الإسلامي والذي أهمل في السابق مع أنه أهم عنصر يضمن ديمومة التدفق المالي لتغطية المصروفات كذلك الاستثمارات في الصناديق المصرفية الإسلامية ومشاريع الاستقطاعات.
مصروفات ضرورية
ويقول د. أحمد بن موسى السهلي رئيس الجمعية بالطائف: لا شك ان معظم الهيئات والمؤسسات الخيرية ومنها جمعيات تحفيظ القرآن الكريم تقوم على دعم ومؤازرة أهل الخير من أبناء هذا البلد المبارك المعطاء لها وهي تستقبل التبرعات العامة والصدقات والأوقاف الخيرية سواء كانت تعليمية أو استثمارية وتصرف ما يرد إليها في دعم وتلبية مصروفات أنشطتها المختلفة التي تقوم بها فعلى سبيل المثال: فإن فتح حلقات جديدة أو حتى متابعة الحلقات القائمة تحتاج إلى مصروفات كرواتب المعلمين والمشرفين وتوفير الاحتياجات الاساسية للحلقة بالإضافة إلى المكافآت والجوائز التشجيعية وهكذا.. فإذا كانت الجمعيات تعتمد اعتماداً كاملاً على ما يرد من تبرعات فقط.. فهذا خطأ وعدم معرفة لما يتطلبه الواقع.. لأن المقصود من أعمال الخير هو الاستمرارية وربط المؤسسة بالمجتمع وذلك بتقديم الخدمات التي أخذت على عاتقها إيصالها أو تقديمها لهم، فالمسؤولية مسؤولية الجميع، ويمكن زيادة الدعم بعدد من الآليات المقترحة لتوفير مصادر تمويل دائمة ومتجددة أهمها وأنفعها الاهتمام بتفعيل الأوقاف الخيرية (عامة أو تعليمية أو استثمارية) وذلك بعمل برامج وندوات وأنشطة لتعريف المجتمع بأهمية الوقف وكذلك الفائدة المرجوة منه للوقف أو الوقوف عليه.
واقع صعب
أما الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الخليفي مدير الجمعية بالبكيرية فيرى أن أخطر الآثار المترتبة على ضعف مصادر تمويل جمعيات التحفيظ هو عجزها عن استيعاب أعداد أكبر من الدارسين والدارسات كذلك العجز عن الارتقاء بمستوى المعلمين والمعلمات العاملين بها وغياب الحافز التشجيعي للطلاب والمعلمين على حد سواء.
ويقترح الشيخ الخليفي عدداً من الآليات للتغلب على اضطراب مصادر التمويل منها: منح الدولة أملاكاً وعقارات ثابتة بحسب نشاط ونفقات كل جمعية، وتوفير موظفين تتكفل بهم الوزارة، وطلب إعارة بعض الكوادر للجمعيات من وظائفهم الرسمية، وتفعيل الأوقاف التي تشرف عليها وصرفها للجمعيات والإنفاق منها عليها.
|