معالي وزير التعليم العالي
الدكتور خالد بن محمد العنقري حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد
فلا يخفى على معاليكم أهمية البحوث والدراسات في معالجة مختلف القضايا والمشكلات، في كافة المجالات الشرعية، والتربوية، والاجتماعية، والفكرية، والسلوكية، بما يعود على المجتمع بالنفع والفائدة، ويرفع من درجة الوعي بين أفراده، وينهض بمستواهم الحضاري.
ويفترض في مراكز البحوث والدراسات في الجامعات، والكليات، والمراكز البحثية، ومراكز خدمة المجتمع، أن تولي القضايا المعاصرة عناية أكبر من غيرها. ولأن هذه البلاد المباركة تتعرض لموجات حادة من الإرهاب والهجمات الإعلامية والأعمال التفجيرية من قبل منظمات عالمية، وجماعات تنتسب للإسلام، وترفع شعار الجهاد فإن من الأهمية بمكان أن يوجه الباحثون وطلاب الدراسات العليا والدكتوراه في التخصصات الشرعية، والتربوية، والاجتماعية، والنفسية، لدراسة هذه الظواهر المقلقة، والأفكار الضالة التي تسللت إلى عقول شبابنا في غفلة منا.
فلابد من طرق موضوعات مثل: الجهاد، والغلو والتطرف، والإرهاب، والبيعة، والطاعة، ووحدة المسلمين، والعلاقات الاجتماعية، والوسطية، وفقه الأولويات في الدعوة، وفقه النوازل والفتن، والإصلاح: حقيقته ووسائله، والمسؤولية في تربية النشء، والعلاقات الدولية ونحوها، وأهمية إجراء دراسات نفسية، واجتماعية لسبر أغوار نفسيات معتنقي الأفكار الهدامة، وطرائق تفكيرهم، للوصول إلى الأسباب النفسية والفكرية والاجتماعية التي دفعتهم لاعتناق تلك الأفكار الغالية المدمرة، أو الأفكار المتفلتة المتميعة، حتى يمكن إعادة بناء الشخصية المتزنة لأفراد المجتمع، وإعطائهم الحصانة الفكرية والنفسية ضد الفيروسات الفكرية المنتشرة في كثير من الوسائل الإعلامية والوسائط الاتصالية.
فلعل معاليكم يدرك أهمية المبادرة إلى ذلك الآن أكثر من أي وقت مضى، ووزارتكم المباركة مطالبة بدور حيوي في ذلك، بحكم مسؤوليتها عن الجامعات، وهي قادرة على تحقيق ما يتطلع إليه ولاة الأمر في هذه البلاد وكل مخلص من مواطنيها والمقيمين فيها.
لكم منا كل التقدير والاحترام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابن الوطن |