قالت إحداهن بصوت كئيب، وتنهدت تنهُّد المظلوم: أسأل الله أن ينتقم منها ويفجعها في نفسها وأهلها ومن تحب، من هي تلك التي قامت بتصويري دون علمي في إحدى الزواجات ثم نشرت صورتي ليتداولها شياطين الإنس حتى وقعت في يد زوجي الذي ثارت الغيرة في رأسه، فهدم بيتي وفرَّق بين ضناي وولدي؟! ليت أبا مهند لم يفعل .. ليته تريَّث، وسمع عذري، آهٍ آهٍ لو علمت من هي..؟ لدمرتها كما دمرتني ثم انفجرت باكية.
أخرى ضبطت من قبل رجال الهيئة في قضية أخلاقية ساقطة.. كانت بداية سقوطها صديقة خبيثة صورتها ودبلجت صورتها في وضع عارٍ ثم هددتها فسترت نفسها بعيب لم تفعله بفضيحة أكبر فكانت كالمستجير من الرمضاء بالنار.
تلك القصص من عشرات القصص والمآسي التي صنعها جهاز الجوال المزود بالكاميرا في المناسبات وقصور الأفراح لا سيما مع تجرؤ كثير من البنات والنساء في أيامنا هذه في لبس الملابس العارية في الزواجات والحفلات وقد نقل القرطبي رحمه الله في تفسيره (ان نسوة من بني تميم دخلن على عائشة رضي الله عنها عليهن لباس رقاق فقالت: (ان كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات ، وإن كنتن غير مؤمنات فتمتعن به) ونقل أيضا- ان امرأة دخلت على عائشة رضي الله عنها وهي عروس وعليها خمار قبطي معصفر فلما رأتها قالت( لم تؤمن بسورة النور امرأة تلبس هذا) وقيل في الحكمة (كفى بالمرء عيباً ان يسره ما يضره) قال صلى الله عليه وسلم (من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته) رواه أبو داود.
وإنني أوجه نداء إلى العقلاء من المؤمنين والمؤمنات، أقول لهن احذرن الحفلات والزواجات التي يسمح فيها باستخدام كاميرات الجوالات.. فربما كانت إحداهن ضحية للمفسدات، وقد قيل (درهم وقاية خير من دينار علاج) ومن تساهلت بالعري أو لبس العاري من الأزياء بحجة أنها أمام نساء سواء في الزواجات أو المشاغل والكوافيرات توشك ان تكون ممن قال عنهن صلى الله عليه وسلم (أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله عز وجل عنها ستره) رواه أحمد.
فرع هيئة منطقة المدينة المنورة |