* أبها - أمل القحطاني:
الاكتئاب وتغيُّر الفصول والطقس
ثبت علمياً أن اضطرابات الاكتئاب والأمراض النفسية تزداد في فترة الربيع وأوائل الصيف؛ لأن تغيير الفصول والطقس له علاقة مؤكدة وتأثير واضح على ما يسمى ب(الساعة البيلوجية) أو الحيوية الموجودة في مخ الإنسان.
كما ثبت أن التغييرات المناخية والطبييعية تلقي بتأثير واضح على نفسية المرأة، وعلى احتمال تعرضها للأمراض النفسية حسب استعداد الجهاز العصبي الخاص بها.
الاكتئاب والضوء
اكتشف العلماء أن كثرة التعرض للضوء -سواء الطبيعي أو الصناعي- يمكن أن يشفي من حالات الاكتئاب التي تصيب البعض في فصل الشتاء، حيث إن ردود الأفعال الناتجة عن الضوء تكون أكثر وضوحاً حينما يقترب الشتاء ويقصر النهار، وقد يجد المكتئب صعوبة في الاستيقاظ، ويكون نشاطه أقل. وأن هناك علاقة قوية بين الاكتئاب وعدم التعرض للشمس الذي ينشط هرموناً معيناً في المخ، وبالتالي يسبب الاكتئاب وأمراضاً أخرى؛ مثل فقدان الحيوية والخمول والرغبة في النوم.
الاكتئاب والأكل
أثبتت الدراسات أن هناك علاقة بين الحالة النفسية للإنسان وبين إقباله الشديد على تناول الطعام أو العزوف عنه كما في حالات الاكتئاب، وقد ظهرت علاقة الأكل بالاكتئاب واضحة، فهي نوع من العدوانية قد تتجه إلى الداخل أو الخارج.
فإذا كانت متجهة إلى الداخل جعلت صاحبها يمتنع عن الأكل؛ ليدمر المخزون الداخلي في خلايا جسمه من الغذاء، وإنه إذا أكل المكتئب رغماً عنه ومضطراً فقد يتعرض للتعب والقيء.
أما إذا اتجه الاكتئاب إلى الخارج فإنه يجعل صاحبه يقبل على الأكل بشراهة، ليس من جراء فتح شهيته، وإنما لإخراج العدوانية المشحونة بداخله، وكنوع من التعبير عن إحساسه بالضيق ورغبته في الالتهام والاستحواذ. وقد تبين أن أصحاب الأوزان الكبيرة قد تعودوا منذ الطفولة على تناول كميات كبيرة من الطعام، وأنه قد نشأت لديهم عادة الأكل كوسيلة للتعبير الوجداني.
الاكتئاب.. و(المكياج)
أثبتت الدراسات النفسية أن المبالغة في وضع (الميكاج) واستخدام مساحيق التجميل قد تكون أحد مظاهر التنفيس عن التوتر النفسي على اعتبار تصورات واهمة أن الظهور بمظهر جمالي يعوض إحساس الإنسان بالكآبة والضيق والشد العصبي، أو الاعتقاد بأن المبالغة في وضع (المكياج) نوع من أنواع التجديد والتغيير في الشكل، وبالتالي كسر حدة الرتابة والروتين الباعثين على الملل، الذي يعد من أهم أسباب الاكتئاب، وغالباً ما يكون ذلك في الشخصية الهستيرية التي تتميز بحب الظهور والتمركز حول الذات والنرجسية والسطحية في التعبير عن النفس أو في التعامل مع الناس، ويكون لديها الرغبة أيضاً في الاعتماد على الآخرين.. وهي شخصية فيها الكثير من الزيف والخداع وحب جذب الأنظار إليها. ولذا فإن الاهتمام بوضع (المكياج) أو المبالغة فيه هو نوع من أنواع التعويض وتغيير الملامح لتغطية حالة نفسية معينة أو للتأثير على الآخرين والظهور بمظهر آخر يخفي الواقع.
|