* الرياض - عبدالكريم الدريبي:
أوصى الإعلامي تركي الدخيل كل متابع لم يعجبه أسلوبه في إدارة الحوار أن يقوم مشكوراً بتغيير القناة عند بدء أي برنامج له، مع التأكد من جاهزية وصلاحية بطارية الريموت إلا أنه استدرك.. (أصدقك القول إنني أتمنى له أن يكون ممتعاً عند الآخرين، مع أسفي لعدم متابعته).
واكتفى عند سؤاله ب(أسوأ) الحلقات حين قال: حوار فتح وحماس لوقف العمليات الفدائية كانت حلقة باردة، ربما لأن الموضوع لم (يستهوني) أما أكثر ضيوف (إضاءات) قبولاً فقال إن د. عائض القرني ود. تركي الحمد سحبا البساط واستأثرا الاهتمام!!
الدخيل اعتبر العمل في الإعلام المرئي أتاح له البروز كونه يتمتع ب(موهبة) صحفية، ظلت طوال السنوات الماضية منذ انطلاقته عام 89م مقتصرة على قارئ المطبوعة، فماذا قال ل(شواطئ)؟.
* برزت مؤخراً في الإعلام المرئي.. أين أنت قبل؟
- اشكرك على اعتباري بارزا، وآمل أن يكون هذا رأي المتلقي الكريم، فهو ذو الرأي الفاعل والمؤثر حقيقة، بالنسبة لي فأنا أعمل في المجال الإعلامي منذ عام 89م، واحترفت العمل في العام 94م، وقبل انتقالي للعمل في (العربية) و(إم بي سي)، كنت محررا سياسيا في جريدة (الحياة) الدولية في السعودية سبع سنوات، وقبلها عملت في (الشرق الأوسط) ومطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والنشر و(عكاظ)، وباختصار يمكنني القول إن بروز العمل في الإعلام المرئي والمسموع يبدو أكثر من الإعلام المقروء بالنسبة للمتلقي، وهذا ما حدث.
* في برنامج (إضاءات) استضفت من يدور حولهم جدل ولغط، ما الحلقة التي ترى أنها مميزة وما الأسخن والأسوأ..؟
- أحسب أن هناك تصاعدا في مستوى (إضاءات)، وأعتقد أن لقاءاتي مع الدكتور عائض القرني والدكتور تركي الحمد مميزين، على الأقل لجهة ردود الأفعال عليهما، إذا اعتبرنا أن الأسخن يكون باعتبار التفاعل السلبي فإن الحلقة التي استضفت فيها حسن فرحان المالكي كانت أكثر الحلقات استثارة لغضب البعض، وقال فيها البعض ما لم يقله مالك في (الخمر)..! كما أن الحلقة التي كانت عن رسالة المثقفين السعوديين إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش، قبل حرب العراق، واستضفت فيها حمد الباهلي، ونصر المجالي كانت ساخنة، إضافة إلى حلقة بيانات المثقفين السعوديين وكان ضيفاها الدميني والعميم، بالنسبة لي فقد كانت حلقة الحوار بين فتح وحماس فيما يتعلق بوقف العمليات الفدائية باردة، ربما لأن الموضوع لم يستهوني كثيراً.
* استضافتك للكاتب السوداني (الساخر) جعفر عباس.. هل ترتقي الحلقة لتذاع؟
- لو لم تكن كذلك لما أذيعت وبخاصة هي مسجلة وكانت من أخف الحلقات دماً، وتلقيت عليها ردود فعل واسعة، لجهة الإعجاب بها، والمشكلة أن الناس أحيانا يعتادون حوارات ساخنة جداً، وكانت فكرة الحوار مع جعفر عباس لكونه هادئا واستراحة من عناء الجدية المرهقة المتمثلة في حوارات أشبه ما تكون بالمتفجرات.
* هناك من أبدل مسمى برنامج (إضاءات) ب(ظلمات).. ما رأيك؟
- لا أعتقد أن هذا السؤال يوجه إلي لأني لم أطلق عليه اسم (ظلمات)، وقلت في حوار سابق بأني لا أتحفظ على إطلاقات من هذا القبيل، وأعتقد أن البرنامج لو لم يلق حجرا في ماء راكد، لما تجشم أحد عناء البحث عن اسم بديل لاسم البرنامج الأصلي، وعندما يفكر فيك شخص ما وفي برنامج، فهذا يعني أنه يتابعك ويسمعك، إذ الحكم بالشيء فرع نابع عن تصوره، وإذا سمعك وتابعك، ثم فكر في اسم آخر لبرنامجك، فهذا يعني أنك استقطعت من وقته وفكره الكثير، لذلك أجدني مدينا لهؤلاء بالشكر الجزيل على منحي وبرنامجي شيئا من وقتهم، بالنسبة لي أفضل أن يغضب البعض من برنامجي على أن لا يحرك فيهم ساكنا، طالما أنهم لن يعجبوا فيه أصلاً.
* وكيف ترى واقع الإعلام السعودي الحالي.. الصحافة تحديداً؟
- هناك عبارات تستخدم لكل الموضوعات التي تخطر ببال على أنها أشبه ما تكون بكليشهات الرسائل القديمة وهي في الغالب معربة عن الإنجليزية، ومع ذلك سأجيب سؤالك: أنا في وسط المعمعة والاقتراب من الأشياء لا يريكها بوضوح، إعلامنا يتطور، لكن ببطء، أحسب أن طموحاتنا أكبر من حجم التحولات.
* لك موقف مع هيئة الصحفيين.. ما هو؟
- هذه دعوى، والبينة على المدعي، ليس لي موقف ضد الهيئة، بل أنا من المؤيدين لها، لكن ما حصل من تجاذب وتراشق، وشد وجذب، كشف (سوءاتنا) كصحفيين أمام الآخرين، في وقت كنا نرجو من الهيئة أن تكون عاملا رئيسيا لتطوير المهنة وضمان حياة آمنة ورغيدة للصحفيين، وبناء على ما كنت أرجوه رشحت نفسي لمجلس الإدارة في المرة الأولى، وبناء على ما صدمت به من واقع انسحبت من الترشح، حدث هذا بصورة فردية، دون أن ألزم أحدا برأيي، ولازالت أماني تعانق السماء للمجلس المقبل، تظللها دعوات مخلصة لهم بالتوفيق في أعمالهم، ولكني لازلت عضوا في الجمعية العمومية، وعضويتي بالمناسبة لعامين وليست لعام واحد، ومن يتصدر لعضوية عامين في الجمعية العمومية قبل قيام الهيئة لا موقف له ضدها.
* تواجد الإعلاميين السعوديين في الفضائيات.. ماذا يعني؟
- نحن أمة بتنا نحرك العالم سلبا وإيجابا، ونحن نرقد على أكبر احتياطي نفطي في العالم، وبلادنا هي مصدر الطاقة الأول بين الدول قاطبة، قبل ذلك كله يتوجه المسلمون إلى بلادنا بالصلاة خمس مرات في اليوم، وفي بلادنا إصلاح وإرهاب ونمو وبطالة وعمالة وكل شيء.. أبعد ذلك نستكثر على الإعلاميين السعوديين ظهورهم في الفضائيات..؟ هل نستقدم متحدثين من دول عربية شقيقة ليفتوا في شؤوننا؟ ثم نقول بعدها إن أحدا لم يتح لنا الفرصة!
* البعض لم يعجبه أسلوبك في المحاربة واستنطاق الضيف.. هل يعني أن زمن المجاملة ولى..؟
- رضا الناس غاية لا تدرك، ولولا اختلاف الآراء لبارت السلع، صحيح أن هناك من يتضايق من أسلوبي في المحاورة، كما أن هناك من يعجبه، وأجمل ما في الموضوع أنني لا أظهر من خلال وسيلة إعلامية مفروضة على الناس، وبالتالي فوصيتي لمن لا يعجبه أسلوبي بأن يحتفظ بالريموت كنترول في يده، على أن يتأكد من صلاحية البطاريات، حتى يقوم بتغيير القناة إذا جاء وقت برنامجي.. وأصدقك إنني أتمنى له متعة عند الآخرين، مع أسفي لعدم متابعته.
|