Friday 11th June,200411579العددالجمعة 23 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الاولــى"

الخطة تتلخص في مهاجمة موكب سموه بصواريخ خارقة للدروع أو قاذفات قنابل الخطة تتلخص في مهاجمة موكب سموه بصواريخ خارقة للدروع أو قاذفات قنابل
القذافي يقود عملية سرية لاغتيال سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز
المشاركان بالمؤامرة يدليان من سجنهما في أمريكا والمملكة بتفاصيل مهمة عن المؤامرة
مليون دولار هبة من القذافي لأربعة من المتطرفين لمهاجمة موكب سمو ولي العهد وتجنيدهم تم في لندن

  * نيويورك باتريك تيالور.. صحيفة نيويورك تايمز
في الوقت الذي كان فيه الزعيم الليبي معمر القذافي يدين الإرهاب ويفاوض من أجل رفع إجراءات الحظر المفروضة على ليبيا العام الماضي رتب أعضاء بارزون بجهاز الاستخبارات الليبية عملية سرية لاغتيال ولي عهد المملكة العربية السعودية وزعزعة أمن واستقرار المملكة الغنية بالنفط طبقاً لتصرحيات أدلى بها اثنان ممن شاركوا في هذه المؤامرة.
والمشاركان هما: عبدالرحمن العمودي وهو قيادي إسلامي في أمريكا مودع الآن في السجن بمدينة الإسكندرية بفرجينيا بالولايات المتحدة. والشخص الثاني هو العقيد محمد إسماعيل وهو ضابط في الاستخبارات الليبية مودع الآن في السجن السعودي, ولقد أدليا بتصريحين منفصلين للمسؤولين الأمريكيين والسعوديين حددوا فيهما تفاصيل المؤامرة, ولقد أخبر السيد العمودي مسؤولي أف.بي.آي ومحققون فيدراليون أن العقيد القذافي قد وافق على خطة الاغتيال.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن التفاصيل التي أدلى بها كل من السيد العمودي والعقيد إسماعيل بشأن مؤامرة ليبية لاغتيال ولي العهد السعودي الأمير عبدالله تبدو قابلة للتصديق مما حدا بالمسؤولين الأمريكيين إجراء تحريات خاصة بهذا الموضوع ولكن المسؤولين الأمريكيون قد ذكروا بأنهم مازالوا يتفحصون تفاصيل هذه المؤامرة والخطوات التي خطتها في ذلك الاتجاه وهل العقيد معمر القذافي كان طرفاً فيها وقالوا إن هذه الاتهامات هي من الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة تبقي على اسم ليبيا ضمن قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للدول التي تدعم الإرهاب.
وقال مسؤول كبير بإدارة الرئيس بوش يوم الأربعاء إننا على دراية كاملة بتورط ليبيا سابقا في دعم الإرهاب وكان الزعيم الليبي قد تعهد بإنهاء روابط ليبيا بالإرهاب وبالتعاون مع الولايات المتحدة وحلفائها في الحرب ضد الإرهاب, وقال هذا المسؤول إننا نراقب عن كثب مدى التزام ليبيا بمثل هذا التعهد.
ولقد ظل العقيد القذافي الذي قام بقلب النظام الملكي في ليبيا ينظر إلى الأسرة السعودية الحاكمة نظرة عدم ارتياح وغالباً ما كان الإحساس متبادلاً نظراً لانتهاجه مسلكاً خاطئاً في الشرق الأوسط, ولقد سعى دبلوماسيون بريطانيون وسعوديون في السنوات القليلة الماضية من وراء الكواليس لمساعدة ليبيا في التفاوض من أجل رفع إجراءات الحظر المفروضة ضدها نتيجة لاتهام ليبيا بالمشاركة في عملية إرهابية أدت إلى تفجير طائرة بان أم 103 في عام 1988م.
ولقد تقدم السيد العمودي بهذه الرواية غير المكتملة مصحوبة بالتماس للتفاوض مع محققين فيدراليين حيث تمت إدانته في أكتوبر الماضي من قبل محكمة بمدينة الإسكندرية بالولايات المتحدة بتهمة تجاوزه إجراءات الحظر الأمريكية بسفره إلى ليبيا وتلقيه مبالغ مالية من مسؤولين ليبيين. وقال محامون إنه استناداً إلى قوانين فيدرالية فباستطاعة المحققين أن يحثوا القاضي على تخفيض فترة سجنه مقابل إدلائه بمعلومات حول هذه المؤامرة. ولقد قام ثلاثة أشخاص لديهم معرفة شاملة بالقضية أصروا على عدم ذكر هوياتهم بتحليل تصرحيات هذين الشخصين المتآمرين لأن المعلومات بشأن هذا الموضوع مازالت ضمن نطاق السرية لدى الاستخبارات ودوائر فرض القانون الأمريكية, ولقد كان مسؤولون أمريكيون وبريطانيون وسعوديون كبار على دراية بالتحريات الخاصة بمؤامرة الاغتيال لعدة أشهر ماضية.
وكان كل من العقيد معمر القذافي وولي العهد السعودي الأمير عبدالله قد تصادما في مؤتمر القمة العربي الذي انعقد بشرم الشيخ الذي سبق حرب العراق وقام ولي العهد بالتحديق تجاه العقيد القذافي قائلاً: (الكذب أمامك والقبر من قدامك) والحقيقة أنه إذا ما ثبت للحكومة الأمريكية والبريطانية والسعودية التي تعمل بتعاون وثيق للتحقيق في هذه المسألة أن هذه المؤامرة حقيقية فلربما يقوض ذلك تعهدات العقيد القذافي التي قطعها على نفسه بأن حكومته قد تخلت عن الإرهاب كما ربما يعيد ذلك فرض إجراءات الحظر الدولية مرة أخرى ضد ليبيا التي تم رفعها من قبل مجلس الأمن الدولي في سبتمبر الماضي بعد أن نبذت حكومة القذافي الإرهاب وأقرت بمسؤوليتها عن تفجير طائرة بان ام 103 في عام 1988م وقبلت بدفع تعويضات مقدارها 10 ملايين دولار لكل أسرة من أسر الضحايا. وقال مسؤول كبير بإدارة الرئيس بوش إن ظهور دليل مقنع على أن العقيد القذافي قد أمر أو أقر بخطة الاغتيال وحملة للإرهاب فإن ذلك قد يؤدي إلى تحول بمقدار 180 درجة في السياسة الأمريكية تجاه ليبيا.
ولقد نقل الرئيس بوش للمملكة العربية السعودية متابعته للأمر وقال إنه سيتقصى ما جرى حول هذه المؤامرة طبقاً لما قاله دبلوماسي.
ولقد أخبر السيد العمودي المحققين بأنه تقابل مع العقيد القذافي مرتين إحداهما في يونيو والأخرى في أغسطس عام 2003م لمناقشة تفاصيل خطة الاغتيال طبقاً لما قال أشخاص لديهم معرفة رسمية بالتصريحات وقال السيد العمودي بأن العقيد القذافي قال له أريد مقتل ولي العهد السعودي إما من خلال عملية اغتيال أو من خلال عملية انقلاب. وطبقاً لرواية السيد العمودي فإن العقيد القذافي قد سأله في أغسطس لماذا لايرى تطاير الرؤوس في الأسرة السعودية الحاكمة.
وتحتل رواية السيد العمودي لدى المحققين الفيدراليين أهمية خاصة لأنها ترتبط بخطة إرهابية ضد قائد دولة ولهذا السبب فلقد تم استجواب السيد العمودي باستفاضة حول مقابلته للعقيد القذافي في مزرعته بسدرة في شهر يونيو وفي مكتب العقيد القذافي في طرابلس في شهر أغسطس.
هذا ويحاول محققو (اف.بي.آي) بمكتبهم بواشنطن أن يرتبوا لقاءات بين اثنين من زملاء السيد العمودي الذي أفضى إليهم بتفاصيل المؤامرة لزيادة التثبت من صدق الرواية.
وسيكون الشخص الأول الذي سيدلي للسلطات السعودية والبريطانية والأمريكية بتفاصيل المؤامرة العقيد محمد إسماعيل البالغ من العمر 36 عاماً الذي تم إلقاء القبض عليه من قبل الشرطة المصرية بعد فراره من المملكة العربية السعودية في نوفمبر الماضي في محاولة فاشلة لإعطاء مبلغ مليون دولار أمريكي لفريق مكون من أربعة متطرفين سعوديين كانوا على استعداد لمهاجمة موكب الأمير عبدالله بصواريخ تطلق من الكتف وقاذفات قنابل طبقاً لتصريحات العقيد إسماعيل وقال بأن الأوامر بأن يكون هو قائد ميداني لتنفيذ المؤامرة قد جاءت من أعضاء كبار في الاستخبارات الليبية هما عبدالله السنوسي وموسى كوسا اللذان يرفعان تقاريرهما مباشرة للعقيد القذافي. ولقد سافر مسؤولون بدائرة (اف.بي.آي) ووكالة الاستخبارات الأمريكية مرتين للمملكة العربية السعودية لمقابلة العقيد إسماعيل وقال المحققون بأن روايته تتطابق مع ما قاله السيد العمودي وإذا ما ضُمت الروايتان لبعضهما البعض فإن التفاصيل ربما تُتَخذ كأساس لتوجيه تهمة بعمل إجرامي ضد العقيد القذافي بضلوعه في مؤامرة تضم مواطناً أمريكياً هو السيد العمودي.
وكان السيد كوسا قد أدى في الخريف الماضي دوراً ريادياً في التعاون مع فريق الاستخبارات الأمريكي والبريطاني لتسليم برامج لأسلحة دمار ليبية.
وسوف يقوم مسؤولون بدائرة (اف.بي.آي) بمقابلة الأربعة سعوديين الذين كان من المزمع أن يشاركوا في محاولة الاغتيال وقال مسؤولون سعوديون بأنهم سيسمحون باستجوابهم عند تلقي طلب بذلك.
وتم إلقاء القبض على السعوديين الأربعة في 27 نوفمبر وهم يستعدون لتلقي مبلغ مليون دولار نقداً من العقيد إسماعيل ومن فريق من ضباط استخبارات ليبي بفندق هيلتون بمكة الذي يطل على بيت الله الحرام إلا أن شخصين لديهما إلمام بتصريحات العمودي والعقيد إسماعيل قد قالا بأن خطة مهاجمة ولي العهد كانت تتلخص في مهاجمة موكبه بصواريخ خارقة للدروع أو قاذفات قنابل وقال شخص ثالث بأنه كان هناك شك أن الأربعة سعوديين الذين تم إلقاء القبض عليهم في مكة كانوا سيهاجمون شقة الأمير عبدالله التي تشرف على بيت الله الحرام أيضاً.
واستناداً إلى تفاصيل المؤامرة فإن كل من السيد العمودي والعقيد إسماعيل قد سافرا إلى لندن ليجربا اتصالات مع سعوديين منشقين بغرض تجنيد مقاتلين من خلالهم للعمل داخل المملكة العربية السعودية لديهم الرغبة في المشاركة في هذه المؤامرة وقاموا بتوزيع 2 مليون دولار نقداً في جهودهم المبذولة لتجنيد عناصر مشاركة في المؤامرة من هناك طبقاً لرواية كل من العمودي والعقيد إسماعيل.
والسيد العمودي هو مواطن أمريكي يعيش في فالس تشيرش في فريجينيا بالولايات المتحدة وظل لوقت طويل يعمل كمتحدث للمجلس الإسلامي الأمريكي. ولقد قدمت له وزارة الخارجية الأمريكية مبالغ مالية كمستشار لها وليسافر للخارج لكي يدعو للتسامح والمصالحة بين المسلمين والمسيحيين واليهود ولكنه اُتهم لاحقاً بالإدلاء بتصريحات تدعم الإرهاب.
وقال شخص مقرب من السيد العمودي انه يعتقد بأن السيد العمودي قد دخل طرفاً في المؤامرة لحاجته للنقود ولأنه يعتقد بأن القذافي لن يقدم على تنفيذ الخطة لقتل ولي العهد السعودي.
ولقد قال مسؤولان سعوديان بأن الأمير عبدالله مقتنع بأن العقيد القذافي دبر المؤامرة لقتله لشل الحكومة السعودية وقال مسؤولون سعوديون لكنه قلق أيضاً من الوقوع في أيدي المتطرفين الأمريكيين الذين ربما يستخدمون هذه المسألة لإجراء تغيير في القياة الليبية وهي خطوة سوف تعارضها المملكة العربية السعودية. وقال مسؤول سعودي إننا سوف نجعل القذافي يدفع ثمناً لذلك ولكن يجب ألا يؤخذ ذلك كمبرر لتغيير النظام.
وقال هذا المسؤول السعودي إن ما يخدم مصلحتنا هو أن يظل الحيوان المحبوس في القفص في قفصه.
وقال السيد العمودي والعقيد إسماعيل بأنه بعد أسابيع من وقوع المواجهة بين ولي العهد السعودي والعقيد القذافي في مؤتمر القمة الذي انعقد بشرم الشيخ في مارس الماضي عقد السيد السنوسي وهو أحد أعضاء جهاز الاستخبارات الليبي لقاءً ليخطط لحملة ضد السعوديين وكان أحد الحاضرين لهذا اللقاء السيد العمودي الذي اُستدعي من الولايات المتحدة من قبل السيد السنوسي وتم ربط السيد العمودي بالعقيد إسماعيل لتوزيع مبالغ مالية في لندن كجزء مما وصف بأنه حملة لزعزعة النظام السعودي استناداً إلى ما ذكره أشخاص لهم علم باعترافات السيد العمودي وقال هؤلاء الاشخاص إن توجيهات السيد السنوسي ظلت غامضة في المرحلة الأولى ولكن عندما وصل السيد العمودي إلى مزرعة العقيد القذافي في سدرة في يونيو تم تصعيد إبعاد المؤامرة بشكل كبير. وذكرت تلك المصادر بأن العقيد القذافي قد سأل السيد السنوسي والسفير الليبي بأن يتركا الغرفة حتى يتكلم على انفراد مع السيد العمودي وسأل العقيد القذافي السيد العمودي لماذا تتعاون معنا ضد ولي العهد السعودي استناداً إلى ما ذكره مصدر قريب من السيد العمودي وأجاب السيد العمودي لأنني لا أوافق على ما قاله ولي العهد لك. وبعد تلقي السيد العمودي عدداً من التحويلات المالية النقدية الكبيرة سافر إلى طرابلس في أغسطس وقال إنه تقابل وهو في طرابلس مرة ثانية مع العقيد القذافي الذي سأل العمودي : لماذا لم أرَ حتى الآن أي شيء؟ لماذا لم أرَ رؤوساً تتطاير وقدم له السيد العمودي إفادة حول سير المخطط ما أحرزه من تقدم.
وتم إلقاء القبض على السيد العمودي في مطلع شهر أغسطس في مطار هيثرو في بريطانيا وهو يحمل مبلغ 340.000 دولار أمريكي نقداً وقال لاحقاً بأنه تلقاها من ضابط استخبارات ليبي.
قام المسؤولون البريطانيون بمصادرة هذا المبلغ واستجوبوا السيد العمودي الذي قال إنه تلقى هذا المبلغ من مجتمع الدعوة للعالم الإسلامي وهي مؤسسة خيرية تدعمها ليبيا.
واستقل السيد العمودي طائرة من لندن إلى واشنطن وتم القاء القبض عليه بمجرد نزوله الى مطار دالاس في واشنطن في نهاية شهر سبتمبر.. وتم توجيه التهمة إليه بأنه قد تجاوز قانون الحظر المفروض ضد ليبيا من قبل الولايات المتحدة بسفره إليها وتلقيه مبالغ مالية من مسؤولين ليبيين. وذكر أشخاص ملمون بتفاصيل المؤامرة بأن العقيد إسماعيل قد تحدث بحرية وصراحة عن المؤامرة وعندما سأله أحد مسؤولي (اف.بي.آي) إذا ما تم تعذيبه أو إساءة معاملته أثناء سجنه بالسعودية أجاب بأنه عومل بشكل حسن وأنه يريد أن يتقدم بطلب للجوء السياسي لأنه إذا ما عاد إلى ليبيا فسوف يتم قتله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved