* صحيفة الجزيرة - الخليل - بلال أبو دقة:
هدمت قوات الاحتلال الصهيوني يوم الثلاثاء، الموافق 8 - 6 - 2004، ثلاثة منازل، تعود لفلسطينيين في منطقة عرب الرماضين، جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية..
مصادر فلسطينية من منطقة عرب الرماضين، قالت ل (مراسل الجزيرة) : إن قوات الارهاب الصهيوني ترافقها جرافات عسكرية، عزلت المنطقة عن محيطها، وفرضت حصاراً عسكرياً مشدداً عليها.. وأغلقت الطرق المؤدية إليها قبل أن تشرع في عمليات الهدم..
وأوضحت تلك المصادر: أن المنازل الثلاثة تعود لأشقاء من عائلة المسامرة، شيدت قبل عشر سنوات وتقطنها ثلاث عائلات، مكونة من ثلاثين فردا على الأقل، وأن السبب الحقيقي وراء عملية هدم المنازل الثلاثة هو نية سلطات الاحتلال مصادرة هذه المنطقة، بهدف بناء جدار الفصل العنصري..
وحسب مصادر فلسطينية عليمة في مدينة خليل الرحمن: هدمت قوات الاحتلال الصهيوني خلال الشهور الثلاثة الأخيرة عدداً من المنازل في منطقة عرب الرماضين، وأخطرت أهالي آخرين بهدم منازلهم، وذلك بالتزامن مع عمليات إحصاء صهيونية لسكان المنطقة، وعمليات مسح للأراضي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني..
وكان مكتب الجزيرة في فلسطين قد تسلم تقريرين الأول أعدته بلدية مدينة الخليل، والثاني صادر عن وزارة الأشغال العامة والإسكان في المدينة، جاء في التقرير الأول: أن حجم الخسائر الناجمة عن عمليات التدمير الاسرائيلية لمرافق البنية التحتية في المدينة خلال (44 شهرا) من عمر انتفاضة الأقصى ؛ بلغت أكثر من ( 14 مليون دولار) ..
وأوضح التقرير: أنه خلال رصد عمليات التدمير، الناجمة عن الاجتياحات الصهيونية المتكررة ل (المدينة) ، تبين أن قطاع الكهرباء هو الأكثر تضررا، تلاه قطاع المياه والصرف الصحي، والشوارع والأرصفة.. كما ولحقت بقطاع النفايات الصلبة خسائر جمة، وذلك جراء إطلاق الرصاص وإضرام النار من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين بسيارات جمع النفايات والحاويات، ما يشكل مخاطر جسيمة، تهدد بتفشي الأمراض والأوبئة، جراء تراكم النفايات والحيلولة دون جمعها والتخلص منها، بسبب تدابير الحصار والإغلاق المحكمة التي يطبقها جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين في مدينة خليل الرحمن ومحيطها..
أما التقرير الثاني الصادر عن وزارة الأشغال العامة والإسكان في مدينة الخليل، فقد كشف: أن المبلغ الإجمالي التقديري التراكمي للأضرار التي لحقت بقطاع الأبنية في المدينة، جراء ممارسات قوات الاحتلال التعسفية والانتقامية خلال انتفاضة الأقصى، بلغت (19.685.111 دولاراً) ..
وأشار التقرير الذي رصد عمليات الهدم والتدمير التي نفذتها قوات الاحتلال طوال ال (44) شهراً الماضية، إلى أن عمليات الهدم طالت (218 منزلاً بصورة كلية) ، إلى جانب عدد من المباني التي تضم عشرات الشقق السكنية مثل مبنى (القواسمي) في واد أبو كتيله بالمدينة، والذي كان يتألف من (28 شقة سكنية) جرى تدميرها بالكامل وتسويتها بالأرض، فيما لحقت أضرار متفاوتة وجزئية بأكثر من (50 منزلاً آخر) ..
وأظهر التقرير: أن عمليات التدمير الإسرائيلية لقطاع الأبنية في المحافظة، طالت ورشاً صناعية وحرفية ومصالح تجارية..
وعلى ذكر الانتهاكات الاسرائيلية بحق أهالي مدينة الخليل الفلسطينية، استنكر سماحة الشيخ تيسير التميمي، قاضي القضاة، رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، استمرار منع قوات الاحتلال الإسرائيلي رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل.
وأشار التميمي في بيان، وصل مكتب الجزيرة نسخة منه عبر الفاكس: أن قوات الاحتلال منعت رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي أكثر من ثلاثين مرة في أوقات مختلفة من صلوات: الفجر والظهر والعصر والعشاء.. وأضاف، قاضي القضاة، يقول: إن هذه الاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية، وخاصة المساجد التي تقع في البلدة القديمة، بالإضافة إلى الحملات العدوانية التي ينظمها عدد من المستوطنين اليهود، وقوات الاحتلال ضد المصلين المسلمين ومنازلهم، ومضايقة المتسوقين، أدت إلى امتناع الأهالي من التوجه إلى البلدة القديمة في المدينة..
ووجه التميمي نداءً عاجلا إلى الدول العربية والإسلامية للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف انتهاكاتها ضد الشعب الفلسطيني، والعمل على حماية المقدسات الإسلامية، التي يسعى الاحتلال إلى تدنيسها وتهويدها ؛ داعيا سكان مدينة خليل الرحمن إلى تكثيف التوجه إلى المسجد الإبراهيمي للصلاة فيه حفاظا على مكانته وقدسيته..
|