*فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
في وقت أعلن فيه مدير عام منظمة العمل الدولية، (خوان سومافيا) أن العمال الفلسطينيين يعيشون في ظل نمط مستمر من العقاب الجماعي، قرر وزير الصناعة والتجارة والعمل الإسرائيلي، إيهود أولمِرت، ظهر يوم (الثلاثاء، الموافق 8-6-2004)، إغلاق المنطقة الصناعية إيرز، شمالي قطاع غزة، فورًا، ونقل المصانع الموجودة فيها إلى مناطق صناعية أخرى جنوبي اسرائيل، ليحرم أكثر من (4000 عامل فلسطيني) كانوا يعملون في تلك المنطقة من مصادر الرزق.
وكان مدير عام منظمة العمل الدولية، (خوان سومافيا) قال في مؤتمر العمل الدولي، المنعقد في جنيف: إن لجنتي التقصي اللتين توجهتا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، تطرقت إلى نقص الموارد وحرمان العمال الفلسطينيين من فرص العمل نتيجة الإغلاق والحصار والتدمير الذي تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي..
وفي تصريحات فجة لوزير الصناعة والتجارة والعمل الإسرائيلي، إيهود أولمِرت، قال متجاهلا العمال الفلسطينيين: قررت إغلاق منطقة إيرز الصناعية، وسأقوم بمنح مساعدات حكومية للمصانع الاسرائيلية التي تريد أن تنتقل إلى مناطق صناعية أخرى في منطقة الجنوب.. ما من شك أن هذه الخطوة ستؤدي إلى توفير أماكن عمل كثيرة للعمال الإسرائيليين في المنطقة..
وقال الوزير الإسرائيلي: إن قرار إغلاق المنطقة الصناعية في ايريز جاء عقب موافقة الحكومة الاسرائيلية من حيث المبدأ على خطة الانسحاب من قطاع غزة بحلول نهاية عام 2005، مضيفا: قررت إخلاء المصانع الإسرائيلية من المنطقة الصناعية إيرز، في أعقاب عدم الوضوح الأمني المتواصل منذ عدة أشهر، وعدم انتظام مرور العمال الفلسطينيين، مما أدى إلى إلحاق خسائر مالية كبيرة للمبادرين الإسرائيليين..
وأضاف أولمرت، يقول: تبذل وزارتي جهودًُا حثيثة لنقل المصانع إلى مناطق صناعية إسرائيلية قريبة، مثل (أشكلون، نتيفوت وسديروت).. سأتعاون مع وزير المالية بشأن ذلك.. كما سيقوم طاقم خاص من وزارتي بمعالجة تقديم المساعدات المالية للمصانع وبتغطية نفقات نقلها والمساعدة في دفع الرواتب..
وكان الجيش الإسرائيلي قد أغلق المنطقة الصناعية قبل نحو ثلاثة أشهر، أمام العمال الفلسطينيين في أعقاب تدهور الوضع الأمني.. وفتحت المنطقة الصناعية مجددًا لوقت قصير في بداية شهر أيار-مايو الفائت، إلا أنها أغلقت مرة أخرى.. ويتم إغلاق المنطقة الصناعية لأوقات متقاربة بناءً على تعليمات الجيش الإسرائيلي.. كما يمنع دخول العمال الإسرائيليين إلى المنطقة أحيانًا لأسباب أمنية.
وتشير معطيات اتحاد أرباب الصناعة في إسرائيل إلى أن حجم الأضرار التي لحقت بالمصانع في المنطقة الصناعية إيرز، وصل إلى نحو 80 مليون شيقل، حوالي (20 مليون دولار).. كما يتضح أن نصف المصانع العاملة في المنطقة الصناعية هي بملكية إسرائيلية، وعمل في منطقة إيريز في السابق، حوالي 4000 عامل فلسطيني، كانوا يحصلون على أجور متدنية كثيرا عن مستوى الأجور في اسرائيل، وقد استغلت اسرائيل العمال الفلسطينيين على مدار سنوات الاحتلال ؛ ويعمل في تلك المنطقة (ايريز) نحو 350 عامل إسرائيلي..
وقد اتهم، وزير العمل الفلسطيني، د. غسان الخطيب رئيس الحكومة الإسرائيلي، أريئيل شارون، عزمه مضاعفة معاناة العمال الفلسطينيين في قطاع غزة من خلال إغلاق المنطقة الصناعية.
وقال الخطيب: انه من غير المقبول أن تقوم اسرائيل بتنفيذ إجراءات أحادية الجانب دون التشاور مع الجانب الفلسطيني فذلك يزيد من معاناة العمال الفلسطينيين..
وفي تعقيبه على قرار إغلاق المنطقة الصناعية، قال، د. يوسي بيلين، وزير القضاء الإسرائيلي السابق، والذي يرأس الآن (حركة ياحد اليسارية): إن هذا القرار يشكل عقابا للتعاون الإسرائيلي - الفلسطيني المشترك،
|