أبحرت بسفينة الوجد شطآئاً
حلقتُ في مدن الشعر أبني قصائد وأوزانا
بنيت من أحلامي قصوراً مشيدة
وانتظرتُ من يضع لها أساساً وبنيانا
يا سيد البعد..
ماذا حدث؟ بالله افصح
وكفى بالصمت كتمانا
أما ترى بؤس حالتنا
وتفاقم الهم أشكالاً وألوانا
أما تشعر بما حدث في سالف العصر
وما بالأمس قد كانا!!
***
شربت كؤوس الألم شتى
وسقيتُ من وهم القرب اشتاتا
يا حالماً بالوصل!!
اما تروا مقدمنا قد وطأ الأرض
من اجلكم جذلانا وولهانا
اما علمت بطيب نبض وطهارة شوق
وحب ذاق من المعين الوانا
يا سيد الصمت...
لماذا تدفن اسماً؟
في قلبك الذي مُلأ بالحب ألوانا
هناك طفل بين يديك تحمله
وبنت تقبل اليد براً وتحنانا
وفي شرايين القلب طفق اسم
عاش منذ زمن ولا يزال ينبض
مع صغار يبغون منك أحضانا
يا سيد الأقلام..
أما سال الحبر على ورق
وباح بما في مكنون القلب وانداحا
أما أرقت زمام الحرف على عجل
وصُغت منه اشعاراً وأنفاسا
أم ليس لي ان أُطالب قلباً
قد اعلن الحب قولاً وجهارا؟؟؟
أما سمعت صدى قلب
ضاع في لُجج الحياة وقسوتها
اما دعتك الأوراق وبهجتها
لترسم صورة أراها قد طبعت
في مخيلة انسان وفنان
***
وهكذا مضت وتمضي الايام على عجل
ويبقى الهم في قلب من ألمه ينزف
قد نام بالأمس على امل وصحا اليوم على ألم
قد نادى في ظلام الليل
وعاد الصوت بلا صدى لفرح
او دعوة من قلبك الشادي..
ومضت بي سفينة الأيام
رجوت الشواطئ ان تقف
فألقتني على امواجها
أبحرت بأقلام وبعض ورق
لعلِّي اصل لمن ساد الصمت على أرضه
لمن أعرض ونأى بقلبه
لمن قال لي ان الحياة واسعة
وانا فيها ممن يصارع الوقت
انا فيها اكتب من اجل قرائي
ابحث عن ذائقة افكاري
انا استاذ الورق والاقلام
اتنفس الحبر واستنشقه
اقرأ لهذه ولتلك
ولم يصاغ لك بعد لحناً واشعارا؟!
***
فيا قلب لماذا اذاً اعود؟
وهناك جسر لايزال ممدود
لماذا اذاً اعود؟
وبيننا مسافات من صمت وذبول
لماذا اذاً اعود؟
وانا وردةً قد ذبلت
احلام بالامس قد وئدت
افراح لا تأتي بجديد
آمال مضت كليلة عيد
وضحكات تكتم الدمع وتسيل
على بسماتها سيل من كحيل ليل طويل
***
ضاع يا سيدي ما كان مني
اندثر على شفاهي ما كان بودي
ان أبوح به واقول
انني قطعت الفيافي والقفار
سهرت مع النجم ليلاً طويلا
دفنت على اهدابي دموعاً نازفة
طبعت في حينها قبلة على كف أمي
بحثت في احضانها عن معنى لاسمي
نقشت على جدران صمتي
بأنني لا ازال صغيرة منعمة
قد عصفت بي الرياح المكفهرة
ونال مني الألم ما نال
وضاع كل ما نقشته من حرف طروب
على راحة كفك الباحثة
بين أكوام الورق
وألوان متعددة من رائحة الحبر
|