أراد أن يقفز على الحقائق، ويتجاهل الواقع، ويتغافل الصراع العربي الإسرائيلي في المنطقة من أجل أن يمرر مشروعه الاصلاحي لدول (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا) في اجتماع مجموعة الثماني في مدينة سي أيلاند بالولايات المتحدة على الرغم من اعتراض دول المنطقة بتبني أية مشروع إصلاحي يأتيها من الخارج.
السعودية ومصر والمغرب رفض قادتها الحضور إلى القمة بعد اعتراضهم على المشروع من أساسه, خاصة بعد أن طرحه العرب في قمتهم بتونس.
آثر بوش أن يقفز على تحفظات الدول المؤثرة بالمنطقة وتجاهل مطالبهم بضرورة إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي بإيجاد تسوية عادلة للقضية أولاً قبل أي شيء.. فبوش يرغب في تحقيق أي انتصار في السياسة الخارجية لإدارته بعد أن مني بفشل ذريع في تحقيق استقرار العراق أو تحقيق الديمقراطية والعدالة في بلاد الرافدين، وبعد أن أخفق في القبض على أسامة بن لادن وتحقيق الأمن في أفغانستان.. وزاد من موقفه الحرج كشف صور التعذيب للعراقيين بسجن أبو غريب على أيدي القوات الأمريكية.. وأخيراً استقالة (تينت) مدير وكالة المخابرات الأمريكية بعد فضيحة أسلحة الدمار الشامل.
بوش أراد أن يجد مخرجاً من أزمته فحاول أن يصدر لنا مشكلة مشروع الإصلاح.. لكن مصر والسعودية والمغرب أفسدت عليه هذا الرهان ومعهم تحفظات دول الاتحاد الأوروبي على هذا المشروع.
|