ما فائدة محلات البقالة في الشوارع الرئيسية والفرعية؟ هل يمكن أن نستغني عنها؟ تخيلوا لو أن أحدنا أراد أن يشتري علبة عصير أو ماء فإنه لا يستطيع شراءها إلا من المصنع الرئيسي ، ولو أراد أن يشتري كيلو فاكهة فلا يمكن أن يجده سوى في سوق الفاكهة المركزية ، ولو طلب طفلك بسكويت فإن عليك أن تذهب للمصنع لشرائه له ، وإن لم يعجبه فيجب أن تذهب إلى مصنع آخر. إن الفائدة الرئيسية لتلك المحلات أن تجمع مختلف الأغذية والاحتياجات العامة من مستودعات المصانع وتوفرها لتكون قريبة من بيتك ومكان عملك.
إن ما يحدث داخل أجسامنا مشابه لذلك ، فلو أردت ان أحرك يدي ، فإن المخ سيطلب طاقة لتحريكها يتم الحصول عليها من كربوهيدرات مركز اسمه الجليكوجين (وقود حركة الأعضاء وإنتاج الطاقة) ، فكم سأحتاج من الوقت لكي يحضر من مخزنه ويحلل لتعمل به عضلات اليد للحركة، كيف سأكتب وأستخدم لوحة مفاتيح الحاسب وأنا أكتب لكم هذه الكلمات ، وفي كل مرة أرغب بالضغط على حرف كم أحتاج من الوقت لتنفيذ كل تلك الأوامر المعقدة لكي يتحرك إصبعي؟، وكيف سأمشي ، وكيف سيمكنني أن أتفادى سيارة مسرعة أثناء عبوري للشارع ؟ الحمد لله أن الأمر ليس كذلك وسبحان الذي جعل هناك مخازن صغيرة في كل عضلة من الجليكوجين لتستخدمه في إنتاج الطاقة بسرعة ومن ثم توفير بديل عنه كلما قل بنقل كمية أخرى من الكبد التي تصنعه، فإذا جاء الأمر بالحركة فبسرعة لا يمكن تخيلها تستخدم تلك المادة لإنتاج الطاقة وتتحرك عضلاتنا صغيرها وكبيرها ماكان إرادياً أو غير إرادي بكل سهولة ويسر.
|