في مثل هذا اليوم من عام 1986 دانت هيئة المحلفين في إحدى المحاكم البريطانية باتريك جوزيف ماجي البالغ من العمر 35 عاما بتهمة زراعة عبوة ناسفة في مدينة برايتون جنوب إنجلترا أثناء مؤتمر حزب المحافظين الحاكم بزعامة رئيسة الوزراء البريطانية في ذلك الوقت مارجريت تاتشر. اسفر انفجار العبوة الناسفة عام 1984 عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة عدد من كبار المسئولين في حكومة تاتشر بينهم وزيران. وفي الوقت الذي أعلن فيه القاضي اتفاق هيئة المحلفين بالإجماع على إدانة ماجي ظل الرجل دون اكتراث بالحكم.
كان باتريك ماجي عضوا في الجيش الجمهوري الأيرلندي الذي كان يشن في تلك السنوات حملة تفجيرات مستمرة ضد أهداف بريطانية للمطالبة باستقلال أيرلندا الشمالية عن التاج البريطاني.
وقال الادعاء أثناء المحاكمة إن المتهم زرع القنبلة التي كانت تزن ثلاثين رطلا في حمام إحدى الغرف في الطابق السادس للمبنى الذي كان يستضيف مؤتمر الحزب.
وكانت القنبلة مزروعة قبل انفجارها بثلاثة أسابيع مع ضبط ميقاتها لتنفجر في اليوم الأخير من المؤتمر حتى يضمن مدبرو العملية الإيقاع بأكبر عدد من القتلى في صفوف حكومة مارجريت تاتشر. والحقيقة أن الحكومة البريطانية هي التي طالبت تقليص الإجراءات الأمنية إلى أدنى مستوى ممكن بحيث لم يجر تفتيش غرف الفندق الذي أقيم فيه المؤتمر بحثا عن أي متفجرات سوى الجناح الذي نزلت فيه تاتشر في الطابق الأول. أدى الانفجار إلى حدوث فتحة في واجهة الفندق وأسفر عن مقتل خمسة من أعضاء حزب المحافظين البارزين بينهم عضو مجلس العموم سير أنتوني بيري وإصابة 34 آخرين.
كما أصيب وزير التجارة نورمان تيبيت بعد سقوط كميات كبيرة من الانقاض عليه. كما نجت رئيسة الوزراء بأعجوبة حيث دمر الانفجار الحمام الذي كانت قد خرجت منه قبل دقائق قليلة من الانفجار. كما تعرضت غرفة النوم التي كانت تستريح فيها أثناء جلسات المؤتمر لدمار شديد.
توصلت الشرطة إلى ماجي المولود في عاصمة أيرلندا الشمالية بلفاست عندما اكتشف ضباط الطب الشرعي إلى وجود بصمات يديه على بطاقة التسجيل في الفندق بعد الانفجار. وكان صاحب البصمة قد سجل نفسه لدى الفندق باسم مستعار هو روي والش وقدم عنوانا مختلقا.
|