في مثل هذا اليوم من عام 1940، وبعد شهور من رفض إعلان الانحياز إلى أي من جانبي الحرب العالمية الثانية التي كانت قد بدأت عام 1939 بين ألمانيا من جهة وقوات الحلفاء من جهة أخرى أعلن ديكتاتور إيطاليا بينتو موسوليني الحرب على فرنسا وبريطانيا العظمى منضما إلى دول المحور. فما الذي غير موقف الدوتشي موسوليني؟ ربما نجاح ألمانيا في احتلال فرنسا ودخول عاصمتها برلين. قال الزعيم الألماني هتلر في البداية كان الدوتشي مترددا في الاشتراك في الحرب ولكنه بعد ذلك سارع من أجل الاشتراك في اقتسام الغنيمة. ولكن موسوليني قال إنه كان يريد الانضمام إلى ألمانيا قبل السقوط الكامل لفرنسا لأن الفكر الفاشي لا يؤمن بالاشتراك في ضرب الرجل عندما يسقط بالفعل. والحقيقة أن افتقاد إيطاليا للكثير من المواد الخام التي تعتمد عليها مصانعها جعل موسوليني مترددا في دخول الحرب من قبل. في الوقت نفسه كانت فرنسا وبريطانيا قد وعدتاه بمستعمرات جديدة في إفريقيا مقابل التزامه الحياد في الحرب ضد ألمانيا. ولكنه اعتقد أن الانضمام إلى المحور يمكن أن يضمن له غنائم أكبر. وفي حين كانت ألمانيا تلح على إيطاليا من أجل الاشتراك إلى جانبها في الحرب منذ سبتمبر عام 1939 فإن انضمام إيطاليا إلى المحور في هذا التوقيت المبكر كان سيصبح عائقا أكثر من مساعد لألمانيا. فعلى سبيل المثال، أعلنت إيطاليا الحرب على فرنسا في العاشر من يونيو عام 1940 ولكن القوات الإيطالية لم تحشد في فرنسا إلا في العشرين من يونيو وذلك في جنوب غرب فرنسا وفي الخليج الذي كانت تسيطر عليه القوات الفرنسية. وكان رد فعل الحلفاء على إعلان إيطاليا الحرب سريعا. ففي بريطانيا تم اعتقال أي إيطالي يتراوح عمره بين 16 و60 عاما و. وفي أمريكا أعلن الرئيس الأمريكي روزفلت في خطاب إذاعي مساندة فرنسا وبريطانيا بكل الموارد الطبيعية للدولة الأمريكية.
|