إن جزيئات العمل مهما كانت صغيرة أو كبيرة فهي تبعث الشعور بالرضا.. شرط أن تؤديها بإخلاص وإقبال صادق واقعي مرن.. وكذلك نرى أن الأشياء المحيطة بنا في المكان تطبع كل إنسان بطابعها.. فإذا كان المكان مرتباً (ومنظماً) فهي تعني أصحاب هذا المكان وتعرِّف بشخصيتهم.. والعكس صحيح.
فالنفس تجد نفسها في البساطة وفي تفاصيل المهام اليومية والتركيز على العمل والوعي الشديد فيه والتمكُّن من تطويره منذ البكور وحتى الغسق.
فالراحة هي بحث عن جزء من السعادة.. وإشباع للرغبات.. لذا لا بد من تقدير قيمتها ونرى ان الأغلبية تحاول إيجاد طرق متعددة للراحة خلال ساعات العمل لان الشكوى عن عدم وجود وقت كاف ٍللراحة بدت واضحة.. ولكن سر الشكوى هو الفهم الخاطىء لمعنى الراحة.. فلا وجود لراحة إلا بعد عمل.. حتى نحس بها ونقدِّر قيمتها فالطالب المجد يستعذب ليالي السهر والمذاكرة والتعب حين يحصل على النجاح، فإذا كانت الراحة هدفاً فلن نحس بالرضا أبداً.. بل سيصاحبنا الشعور والتذمر والظلم دوماً. فالعمل الصعب الذي يتحمّله الكثيرون يبدو مجزياً لهم في النهاية.. وهذا للذين يحبون عملهم فقط.. فمثلاً نجد المنقبين عن المناجم لا يهمهم ما يصاحب هذا العمل من تحمُّل للبيئة الجبلية والتراب في سبيل الحصول على شيء ثمين.
إن الإنسان المفعم بالإخلاص يعمل في الساعات الأولى بنفس الحماس والصبر في الساعة الأخيرة سواء كان العمل كبيراً أم صغيراً لأنه يؤديه بكامل تفكيره مجرداً من أي عوامل مؤثرة خارج أسوار مبنى العمل.
ولا ننسى ان توزيع أعباء السلطة مهم جدا لا سيما إذا كان الشخص المناسب في المكان المناسب وله أيضا عدة فوائد.
1- سير العمل بشكل مرتب ومنظم.
2- الحفاظ على إنهاء الأعمال بوقتها.
3- الحفاظ على طاقة الإنسان الكفء وراحته.
4- تنمية كفاءات الآخرين.. بالتالي تحقيق المصلحة العامة.
وحتى نصل إلى وعي كامل لمفهوم الراحة خلال ساعات العمل، علينا أن نفصِّل بين علاقات الزملاء في العمل والعلاقات الخارجية حتى تتم عملية كمال المصلحة للجميع.
|