* الرياض - محمد العيدروس:
يتوجه معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ إلى العاصمة البريطانية لندن للمشاركة في حفل افتتاح توسعة مركز لندن الإسلامي الذي سيرعاه الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا.
ويتكون المشروع - الذي وضع حجر أساسه في شهر نوفمبر من عام 2001م- من أربعة طوابق: الأرضي منها يضم قاعة كبيرة للصلاة، وأخرى للنساء، أما الطابق الأول، فخصص مصلى للنساء، والطابق الثاني خصص مدرسة ثانوية خاصة للبنات، والطابق الثالث به مكتبة كبيرة، وقاعة للكمبيوتر.
ويعد المركز الذي يضم جامعاً يستوعب عشرة آلاف مصل، ويخدم سبعين ألف مسلم في منطقته- ثاني أكبر وأقدم مسجد في لندن إذ أسس في عام 1941م، وقد أسهمت حكومة المملكة العربية السعودية بدعم مالي سخي لاستكمال بنائه، إضافة إلى ما وصل الجامع من دعم من الحكومة البريطانية، وصندوق التنمية الإقليمي الأوروبي.
من جهة أخرى، عبر معالي الشيخ صالح آل الشيخ عن سعادته بالمشاركة في حفل افتتاح توسعة مركز لندن الإسلامي، واصفاً هذا المشروع بأنه أحد المراكز الإسلامية المهمة في غرب أوروبا، وسيسهم - بإذن الله- في استيعاب أعداد كبيرة في أبناء الجاليات المسلمة في بريطانيا بوجه عام، وفي العاصمة لندن بوجه خاص.
وأعرب معالي الوزير آل الشيخ - في تصريحه بهذه المناسبة- عن شكره للقائمين على هذا الصرح الإسلامي على الدعوة التي تلقاها منهم لحضور حفل الافتتاح، ومشاركة إخوانه المسلمين في بريطانيا في هذه المناسبة الإسلامية، متمنياً أن تتكرر مثل هذه المناسبات التي تخدم المسلمين.
ولفت معاليه النظر إلى أن الإسهام المالي السخي الذي قدمته المملكة العربية السعودية لدعم توسعة وإعادة بناء المسجد تأتي انطلاقاً من رسالتها الإسلامية في دعم المسلمين، ومساعدتهم في شتى أرجاء المعمورة، وتهيئة الأجواء المناسبة لهم؛ لكي يتمكنوا من أداء شعائرهم الدينية، وفي مقدمتها الصلوات الخمس في جو من الطمأنينة والسكينة والخشوع، مؤكداً أن دعم المملكة للجاليات المسلمة في بلد الأقليات يحكمه احترام المملكة لسيادة تلك البلدان وأنظمتها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها، وأن مثل هذه المساعدات تتم بالتنسيق الكامل مع سلطاتها وفقاً للأنظمة والقوانين التي تتبعها تلك البلدان، وفي ذات الوقت وفقاً لماتتحقق به المصلحة للمسلمين.
وفي سياق آخر، أبرز معاليه أن الإسلام ليس ديناً للتعبد بين الإنسان وبين ربه في المساجد فقط، بل الإسلام دين الفرد والجماعة، والإسلام نظام للإنسان في نفسه وفي مجتمعه، وفي تعامله مع الآخرين، حيث رعى الإسلام أولاً الحرية الحقة بأنواعها، منها الحرية الدينية، والحرية الاقتصادية، والحرية الشخصية، وحرية الإنسان في نفسه وفي بيته.
وأكد معالي وزير الشؤون الإسلامية أن العمل للإسلام، وحمل هَمِّ الإصلاح، ودعم الأمة الإسلامية في جميع أمصارها وأقطارها، وحمل هم الإسلام وقضايا المسلمين أمور تعد من صميم رسالة هذه البلاد التي حملها قادتها المخلصون منذ تأسيس هذه الدولة الكريمة، وهذا الكيان الكبير إلى عهد خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني- حفظهم الله- على الخير والبر والمعروف.
وقال: إن المملكة العربية السعودية تحمل هم الدعوة والدعاة، وتحاول إيصال هذا النور إلى كل قلب، بل إلى كل بيت وأمة، وهذا ما جعل هذه البلاد وقادتها محل إعجاب وتقدير كل المنصفين، بل محل آمال وتطلعات كل المسلمين في جميع الأقطار والأمصار.
وأبان معالي الوزير آل الشيخ أنه - بفضل الله، ثم بفضل هذا التوجه الفريد والسديد من ولاة الأمر حفظهم الله - تفوقت هذه البلاد في أخلاقها الفريدة والاجتماعية، بعد تفوقها في سلامة معتقدها، حيث أقامها الله في مهبط الوحي، ومتنزل الخيرات والرحمات والبركات، حارسة لدينه، وحامية لشرعه، ومطبقة لأحكامه، وسائرة على منهجه، وأمينة مخلصة وصادقة على دعوة البشرية وإرشادها، وساعية إلى نشر دين الله وتطبيقه وتعميقه، فكان حملها لرسالة الإسلام أمراً طبيعياً وفطرياً وقائماً على أسسه الصحيحة، مؤكداً معاليه على أن الاهتمام بنشر المعتقد الصحيح (معتقد أهل السنة والجماعة) وغرسه في نفوس المسلمين من الأهداف الجليلة التي تسعى إليه المملكة بقيادة ولاة الأمر فيها.
|