رسوبي معناه حرماني من المتعة بكل شيء
الطالبة هيفاء أحمد.. طالبة في المرحلة المتوسطة تقول : إن الاختبارات هي مرحلة حاسمة في حياة كل طالب ونشعر بالخوف لأنها تحدد المصير للطالب أي أن ينجح وينتقل للصف الذي يليه أو يرسب ويعود للمذاكرة وكما تقول :إنه (بينضرب من أمه وأبوه) وما يخلونه يتمتع بالاجازة مثل إخوانه الناجحين و(أمكن يحبسونه بالبيت ويضربونه لما يرسب) وهذا اللي يخوفنا ويخلينا نواصل المذاكرة ليل مع نهار حتى نحقق النجاح وما نرسب حتى لو بمادة واحدة!! ، وبسؤال الطالبة عن عدم المذاكرة بشكل مستمر حتى تصبح عملية المذاكرة في فترة الاختبارات بسيطة ولا تحتاج لهذا الجهد الكبير؟ تقول الطالبة هيفاء إننا نحن الطالبات دائماً نؤجل المذاكرة لأننا لم نشعر بقيمة المذاكرة المتواصلة طوال العام التي لا نشعر بها سوى في فترة الاختبارات.
حرمان من الاختبار.. ودخول المستشفى
الطالبة فتون الخالدي.. المرحلة الثانوية تقول: تعرضت للإغماء أكثر من مرة وحُرِمت من دخول الاختبارات بسبب الإرهاق النفسي والجسدي اللي يتعرض له الجسم والعقل خلال فترة الاختبارات والاستعداد لها في فترة بسيطة لا تتعدى الأربعة أيام في بعض الأحيان قبل بدء الامتحانات وهذا له الأثر السيىء على الجسم والقدرة على الاستيعاب وعدم القدرة على الحفظ واسترجاع المعلومات أمام ورقة الاختبار ولم يأخذ قسطاً من النوم، هنا تأتي الكارثة فمن المستحيل أن يستطيع الطالب أن يشعر بالتركيز. وحدث لي موقف أنه في أحد المرات وكنت أستعد لدخول الاختبارات وأرهقت نفسي كثيراً بالمذاكرة والسهر وعدم الأكل المنظم وفوجئت بأني لم أشعر بنفسي إلا وأنا ارقد بالمستشفى ، ولم أستطع دخول الاختبار بسبب الإرهاق الذي تعرضت له.
وكان لأولياء الأمور وقفة في هذا الموضوع من خلال استطلاع آرائهم:
قضية الرأي العام
الأخت.. أم خالد.. ربة منزل:
كوني أماً لأربعة أبناء يدرسون في مختلف المراحل الدراسية وأشعر بأن مرحلة الاختبارات وفترة الاستعداد لها تعتبر من أصعب الفترات التي تمر بها الأسرة وخاصة الأم التي تشعر بعظم المسئولية بحكم قربها من أبنائها ورعايتها لهم التي تتطلب أن تصب تركيزها في هذه الفترة وأعتقد أن هذا الأسلوب خاطئ نوعا ما ؛ لأن الطلاب يشعرون بأهمية عظمى لهذه الاختبارات مما يجعلهم يحسون بالخوف والقلق من الرسوب وهذا يؤثر على مستوى تحصيلهم وقدرتهم على الاستيعاب، وتأتي هنا قدرة الأم على ضبط وقت أبنائها وعدم بث شعور الخوف، ولنا عتب بسيط على الوسائل الإعلامية التي تجعل من فترة الاختبارات خبطة صحفية يتسابق الجميع من خلالها على أن يأتي بالشيء المميز والأكثر إثارة وكل هذا على حساب أبنائنا الطلاب.
فمثلا نجد أن هناك برامج تعليمية لا نشاهدها على القنوات التلفزيونية سوى في فترة الاختبارات والتي يشعر الطالب من خلالها بأن مرحلة الاختبارات هي قضية عامة تشغل الرأي العام بأكمله.
حالات إغماء في قاعة الاختبار
الأستاذة نورة الزهراني: مديرة مدرسة 105
أولاً: أود أن أشكركم على هذه المجهودات الرائعة التي تبذلونها من خلال طرح مثل هذه المواضيع التربوية الهامة التي تعالج قضية مهمة نعاني منها في كل مرحلة اختبارات، فنجد أن الطالبات يمررن بفترة حرجة ومشاعر يغلب عليها الخوف والرهبة والقلق من الامتحانات، ومما ساهم في خلق هذه الأجواء المتوترة هي الطالبة نفسها فنجد أن بعض الطالبات لا تفكر في استذكار دروسها إلا في فترة الامتحانات حتما سنجدها تشعر بالخوف من الإخفاق في أداء الاختبار لأنها على يقين بأنها من المستحيل أن تستوعب منهجاً كاملاً طويلاً استغرق وقتاً طويلاً في دراسته في فترة وجيزة، وأنا أنصح الجميع بأهمية المذاكرة أولا بأول حتى لا تصعب عليها المذاكرة فيما بعد، أما من خلال الطرح الإعلامي وكيفية تناوله لهذه القضية فغالبا ما نجده سلاحاً ذا حدَّين فهو يساهم في الفائدة ويساهم نوعا ما في خلق أجواء الخوف والترقب من الطلاب وكل ما نوده أيضا من إعلامنا العزيز هو وضع منهجية أساسية للطرح التعليمي الذي يتطلب ركائز وأسساَ علمية بأن يكون إعلاماً هادفاً ومباشراً ومتصلاً طوال العام، أي بمعنى أننا نرغب من الإعلام بتخصيص جزء بسيط من صفحات الجرائد ووقت مقتطع من البرامج التلفزيونية التي تناقش بعض المواد الدراسية حتى لا يشعر الطالب وقت الامتحانات بأن قضية الاختبارات هي قضية أشغلت الإعلام وأشغلت الأسر، وانها تسببت في تعطل عدد من الأمور الحياتية. مثلا عندما تنشر بعض الصحف بأن الأسعار في موسم الاختبارات تنخفض وأن هناك على سبيل المثال عدداً من الطلاب تعرضوا لحالات إغماء أو انهيار عصبي من صعوبة الأسئلة أو من الخوف من الاختبارات.
< حث الطالبة على المذاكرة المتصلة:
الأستاذه منى التركي. معلمة:
تحدثت ومن خلال تجربتها كمعلمة، تقول: إنني ومن خلال تجربتي للتدريس فإني أجد الكثير من الطالبات تجعل من المذاكرة موضوعاً مؤجلاً حتى موعد الاختبارات وهذا مما يزيد الأمر سوءاً وتعقيداً ونحن كمعلمات دائماً نسعى لجعل المذاكرة عملية متصلة طوال العام الدراسي، من خلال حث الطالبات على المذاكرة المتصلة واستذكار المعلومات أولا بأول حتى لا تتراكم كمية المعلومت التي يحصلون عليها طوال العام الدراسي ويحاولون استرجاعها في وقت قياسي لا يتعدى البضعة أيام. وأتمنى من الإعلام بأن يكون في حياد تام مع العملية التعليمية وأن يحاول تحجيم هذه الفترة ونزع روح الخوف منها.
توجهنا بهذه الرؤى والمخاوف التي بثتها الطالبات وأولياء أمورهن ونقلناها لميدان التربويين لنسمع رأي أصحاب الاختصاص من التربويين.
مرحلة مصيرية
وقد استضفنا سعادة الدكتورة موضي النعيم.. الوكيل المساعد للإشراف التربوي التي تفضلت بالإجابة مشكورة حول نسبة 30% وهل يستحق هذا الحشد والاحتقان من الطلاب، وتفضلت قائلة: بأن تعليمات الاختبارات تتم بناء على ما ورد في اللائحة الخاصة بالاختبارات والتي خضعت للتجربة لمدة سنتين في الميدان وتقسيم الدرجات للطالبات يتم وفق الآتي: (20) درجة أعمال السنة + (30) درجة الاختبار التحريري الفصل الدراسي الأول ومثلها في الفصل الدراسي الثاني ولا تعتبر (30%) هي سبب الحشد والاحتقان.
بالنسبة للثانوية العامة فقد اصبحت هذه المرحلة مرحلة مصيرية لدى طالباتها يترتب على نتائجها مستقبل الطالبة ونحن نرى أن لا يعول على نتائج اختبارات الثانوية العامة في دخول الكليات والجامعات وإنما تتاح الفرصة للجميع للدراسة حسب المستويات اللاتي حصلن عليها ولا مانع من تعميم اختبار القدرات على الجميع.
<أما..ماذا بخصوص جعل التعليم عملية لإفراغ المعلومات على ورقة الاختبار؟
- أوضحت الدكتورة موضي بأنه ليس الهدف من التعليم هو إفراغ المعلومات على ورقة الاختبارات فقط وإنما هو أسمى من ذلك وأبعد بكثير.
< وبسؤالها عن كيفية جعل العملية التعليمية متصلة طوال العام الدراسي؟ وليس حشداً نفسياً وإرهاقاً جسدياً في ليالي الاختبارات للطالبات يعود لمفاهيم وأساليب تربوية خاطئة اكتسبتها الطالبة من البيئة المحيطة بها، وتضيف الدكتورة موضي عن أهم الوسائل التي تلزم الأسرة والمدرسة والمجتمع والإعلام وكل من يحيط بالطالبة ومن له في التعليم أن يعمل على صنع تربية تعليمية لدى الطالبة تجعلها تتعايش مع فترة الاختبارات كفترة تقويم معتادة لا توتر فيها ولا خوف.
وتستطرد الدكتورة موضي قائلة: إن للإعلام بكل وسائله دوراً كبيراً في التوعية وتقويم المفهوم الخاطئ للاختبارات من خلال برامج مدروسة بالتعاون مع التربويين ومن له علاقة بالتربية والتعليم في المجتمع وذلك لخلق روح الأمان وعدم الخوف من الاختبارات.
بنك الاختبارات !!
وقد تحدثت لنا سعادة الأستاذة الجوهرة السليم.. مديرة عام إدارة البحوث التربوية:
أصبحت الاختبارات الآن تشكل شبحاً يخيم على الطلاب والأسر، وما يصاحبها من قلق وخوف في انخفاض نسبة قياس التحصيل الدراسي لديهم سواء للمتعلمين في مراحل التعليم العام أو الجامعي،ونحن الآن نسلط الضوءعلى هذا الموضوع من خلال إبداء المرئيات والمقترحات للقضاء على رعب الاختبارات.
وتستطرد سعادة الدكتورة الجوهرة حديثها حول نسبة (30%) وهل تستحق كل هذا التوتر والخوف وأجابت بأنها تستحق بالفعل أن يحرص الطالب على تحصيلها فهذه النسبة لها دلالات على التفوق، لذا لابد أن نعود أبناءنا على الجد والاجتهاد وعدم التهاون في حالة لو تم تحصيل نسبة (70%) قبل اختبار العام الدراسي.
وتضيف قائلة: إن التعليم ليس مجرد إفراغ للمعلومات على الورق نهاية كل عام دراسي، بل هو قياس مدى تحصيل التعليم بهدف علاج جوانب القصور ودعم جوانب القوة، وهذا ما تسعى إليه وزارة التربية والتعليم لتحققه.
وتستطرد قائلة: إن هناك عدداً من الطرق التي تعود أبناءنا على الجد والاجتهاد طوال فترة العام الدراسي وعدم التهاون، ولهذا آن الأوان لاستخدام مقاييس أخرى لقياس التحصيل بحيث يتحقق التقييم التكويني البنائي والتقويم المبدئي والتقويم النهائي.
أما فيما يختص بالوسيلة المثلى لكسر الطوق الذي يطوق هذا الموسم على المستوى الإعلامي والتعليمي والتربوي فهو يأتي عن طريق التوعية في وسائل الإعلام المختلفة سواء على مستوى المدارس من خلال وزارة التربية والتعليم، وتطوير الاختبارات كمقاييس واحدة للتحصيل من خلال عمل الآتي:
1 - التطوير من خلال إدارات التقويم الشامل.
2 - التطوير من خلال إدارات المقاييس والاختبارات المقننه.
3 - التطوير من خلال البناء الجيد للسؤال بعمل وتهيئة (بنك الاختبارات).
وتستطرد سعادة الدكتورة قائلة كيف نجعل من الإعلام أداة توعوية هادفة تسهم في خلق روح الأمان وعدم الخوف من الاختبارات من خلال الآتي:
1 - تدريب الطلبة على مهارات القياس للتحصيل بطرق مختلفة مثل اختبارات (openbook ).
2 - الاختبارات المنزلية أو عمل أبحاث ودراسات لتنمية مهارات التفكير العليا واستخدام أساليب تعلم وتعليم مختلفة متنوعة تساعد المتعلم على النحو باستدعاء الطاقات الكامنة لديه من خلال المشاريع والمنجزات التي يكلف بها الطالب كتقييم للمهارة ومن ثم تقدير الدرجات المستحقة.
وقد كان لنا وقفة مع سعادة الدكتور خالد السالم.. عضو الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية:وقد تحدث لنا بإسهاب حول هذا الموضوع من خلال طرح رؤاه التربوية والنفسية.
< تعتبر الدراسة طول العام الدراسي تحصيلاً لما نسبته (70%) من الدرجات وتبقى نسبة (30%) التي يحصل عليها الطالب في ورقة الاختبار هل نسبة (30%) تستحق هذا الحشد والاحتقان؟
ينبغي أن نقف عند نسبة (30%) التي يحصل عليها الطالب في ورقة الاختبار وعن استحقاق هذه الكمية من الدرجات لكل ذلك الشحن المعنوي والاستنفار المادي فعملية الشحن ما هي إلا سلوك ناتج عن الخوف من الاختبارات والخوف له أنواعه: فهناك خوف من الموت وهناك خوف من المرتفعات وهناك خوف من الطائرة.. وهكذا ، فالخوف أنواعه كثيرة وكثرته ترجع لاختلاف أسبابه أما الخوف الذي يسبب الشحن عند قرب الاختبارات فهذا يطلق عليه فوبيا الاختبارات، وهذا الشحن يمكن تصنيفه إلى نوعين رئيسيين هما: شحن إيجابي وهو الشحن الذي تكون نسبته ضمن المعدلات المقبولة سيكولوجيا ويكون بإعطاء الاختبارات أهمية طبيعية أو عادية فعن طريق الاختبار ينتقل الطالب من مرحلة إلى مرحلة وعن طريق الاختبارات يطمح الطالب الحصول على معدلات أعلى لتؤهله إلى الالتحاق بالجامعة التي يريدها بحيث لا يتجاوز هذا الشحن النسبة التي قد تؤدي إلى نتائج عكسية غير تلك النتائج المتوقعة وهناك شحن سلبي وهو الذي يؤدي إلى استنفار تتجاوز معدلاته النسب الطبيعية ويمتد أثرها على عطاء الطالب وهذا ينبغي استبعاده كلياً من العملية التعليمية بما فيها الاختبارات وكان وضع نسبة (30%) كدرجة الاختبار النهائي هو توزيع باقي درجات المادة الدراسية الكلية على فترات من العام الدراسي كمحاولة لربط الطالب بالمادة العلمية طيلة العام الدراسي وبذلك يخف الشحن الذي يحصل آخر العام الدراسي إلا انه ومع ذلك يحاول الطلاب ان يحققوا نسبة (30%) ليعوضوا ما قد يحصل لهم من إخفاق أو تدني ما حصلوا عليه من درجات من نسبة (70%) ومن هذا الجانب يظل الشحن ملازماً لبعض الطلاب وهم غالباً الذين يهملون المذاكرة طيلة العام ولا يعطون أول العام الدراسي أهمية ولديهم قناعة بأن نهاية العام الدراسي بما فيها الاختبارات هو المهم في العملية التعليمية وهذا راجع لبعض العوامل الاجتماعية والثقافية لدى هذا النوع من الطلاب.
هل التعليم فقط لإفراغ المعلومات على ورقة الاختبار؟
ينبغي أن تكون طريقة التعليم مصممة بطريقة تعمل على إعطاء الطالب مفاتيح العلم والمعرفة واكتشاف المهارات وتنميتها وأن لا ينظر للعملية التعليمية على أنها كمية من المعلومات يجب أن تصب في عقول الطلاب وتودع كأمانه ثم يأتي يوم الاختبار ويطلب من الطلاب رد هذه الوديعة واستلابها منهم وهذا ما يطلق عليه التعليم البنكي، وهو واقع التعليم لدينا وهذا له جوانبه السلبية في تحجيم عقول الطلاب وعدم السماح لها بزيادة مساحة الإبداع والتفكير أثناء مراحل تعليمهم وينتج عن هذا جوانب سلبية تؤثر على نوع المخرجات التعليمية إذ إن بنية التعليم لابد أن تكون مؤسسة تأسيساً شاملاً لتتضمن الجوانب المهارية والمعرفية مدعومة بطرق قياس مناسبة لتحديد مستوى الطالب من حيث استفادته من عام دراسي بشكل خاص وكذلك مستوى الطالب الفكري بشكل عام.
< كيف نجعل من العملية التعليمية عملية متصلة طول العام الدراسي؟
وليس حشداً نفسياً وإرهاقاً جسدياً في ليالي الاختبار؟
إن ما يحصل في أسبوع ما قبل الاختبارات وكذلك أيام الاختبارات من استنفار غير طبيعي من جانب الطالب وأسرته يرجع إلى عدم التعامل السليم أثناء العام الدراسي، فالأسرة تريد نجاح أبنائها والبعض لا يريد النجاح فقط وإنما يطمح في الحصول على أكبر نسبة في النجاح وذلك مراعاة للقبول في مراحل تعليمية أخرى والكل يشترك في الخوف من الرسوب، ومن هنا فإن الأسرة التي لا تعطي الأبناء الرعاية التامة اثناء العام الدراسي وتقصر تفعيل دورها مع قرب موعد الاختبارات حيث تكتشف اخيراً أنها أخطأت وأن الاختبارات وصل موعدها فمحاولة للتعويض وإرضاء للنفس،و يحصل ارتباك على مستوى الأسرة ما يؤدي بالبعض إلى الاستعانة بالدروس الخصوصية لأبنائهم ومنعهم من وسائل الترفيه البسيطة عن أبنائهم أيام الاختبارات ويكون هناك تغيير مفاجئ وحاد لبرنامج الأسرة وذلك طلباً للتعويض عن الوقت المهدر طيلة العام وكان الأولى على الأسرة نشر ثقافة داخل محيطها تتعلق بإيجاد الطرق المناسبة للتعامل مع العام الدراسي من أول يوم فيه حتى نهايته، وتقسيم الطريقة بعملية متوازنة بين جميع المتطلبات الحياتية ومن ضمنها الاهتمام بالناحية التعليمية وربطها بالجانب الأخروي وترسيخ مفهوم أن التعليم ليس الهدف منه تأدية اختبار ونجاح فقط وإنما هو مرحلة مهمة من حياة الطالب في جمع رصيد معرفي مبني على الفهم والاستيعاب وتكوين منهجية جيدة في طرائق التفكير تخدم دينه ووطنه.
< ما الوسيلة المثلى لكسر الطوق الذي يطوق هذا الموسم على المستوى الإعلامي والتعليمي والتربوي؟
إن إيجاد وسيلة لكسر طوق رهبة الاختبارات وجعلها كأي يوم من أيام العام الدراسي ليس أمراً سهلاً ولعل صعوبة ذلك تكمن في أن المسئولية لا تقتصر على الطالب وأسرته فقط بل تتعدى إلى أكثر من ذلك فهي مسؤولية جماعية تشترك فيها الأسرة والمدرسة وباقي المؤسسات التي لها علاقة بالتنشئة الاجتماعية والتربية كالإعلام والنوادي والمساجد ولابد أن تكتمل هذه المؤسسات في أداء أدوارها لتأصيل ثقافة مهمة ترتبط بالتعامل الأسري مع الأبناء أثناء دورة حياتهم الدراسية هذا وهناك محاولات تربوية لكسر الأطواق التي تحيط بالاختبارات وهذه المحاولات تعد أحد التجديدات التربوية في النظام التعليمي فمثلاً نجد أن الصفوف المبكرة في المرحلة الابتدائية طبق فيها نظام التقويم المستمر بحيث ينتقل الطالب إلى الصف التالي بدون تأدية اختبارات تحريرية وإنما بناء على مرئيات الهيئة التعليمية المختصة في المدرسة وقد يمتد تطبيق هذا النظام للصفوف التي تليها بعد عمليات تقييم لمدى نجاحه إلا أن من الأفضل تجزئة الاختبار حسب عدد شهور العام الدراسي بحيث يختبر الطالب في الجزء الذي درسه خلال شهر معين وهكذا كل شهر ثم يحسب معدل الطالب دون الحاجة إلى الاختبار النهائي الذي يولد الرهبة والخوف لدى الطلاب وهذا نظام تعمل به بعض الدول المتقدمة في مجال التعليم ويجب أن لا نغفل دور المعلمين في هذا.. فله أهمية كبيرة من جعل الدراسة مشوقة وكذلك غرس الدوافع لدى الطلاب لحب العلم والتعلم بصفة مستمرة ولا ينحصر في شهر دراسي أو عام دراسي كما أن دور التربية مهم أيضاً سواء أكانت تربية منزلية أم مدرسية ولابد من التكامل فيما بينها في تأدية هذا الدور وكسر هذه الأطواق التي تشكل عقبات لدى الطالب في كل عام وبهذا تمر الدراسة بسهولة وبدون عناء نفسي قد يؤدي إلى اضرار كبيرة على تحصيل الطلاب العلمي وخير من يعزز دور التربية والتعليم هو الإعلام التربوي الهادف بجميع قنواته.
فجوة كبيرة بين الإعلاميين والتربويين!!!
وكان للإعلام رأي آخر حول هذا الموضوع من خلال رأي سعادة الأستاذة فاطمة باسماعيل، صحفية بجريدة عكاظ:
التي تحدثت حول نسبة (30%) التي يتحصل عليها الطالب على ورقة الاختبار وهل تستحق من الطلاب كل مشاعر الخوف والتوتر.
أجابت بأنه ربما يكون هناك مبالغة في طرح بعض الصحف والتي أجد لها العذر، فبعض ما يقع أثناء الاختبارات من أخطاء تسترعي اهتمام المجتمع جميعه وخصوصا فيما يتعلق بأبنائه ولكني معك في التقصير خلال العام الدراسي. ولذلك لعلي أشيد بصفحة جريدة (الجزيرة) التي تعنى بالهموم التربوية وكذلك صفحة عكاظ هموم تربوية والتي أرى أن لها دوراً في توعية الطلاب طوال العام.
من جهة أخرى أرى أن للمدارس دوراً في هذا الحشد وهي تساهم فيه بطريقة أو أخرى، فالطلاب طوال العام الدراسي يحشون بالمعلومات والمطلوب نهاية العام إفراغها كيفما أتفق وهذه المعضلة يشارك فيها المعلم والمرشد الطلابي والمدير وكل المسؤولين عن العملية التعليمية،وتضيف قائلة: إن الاختبارات ليست مجرد إفراغ للمعلومات بل هي تفيد في اكتساب خبرة،لذلك فأنامن مؤيدي التقويم الشامل لكل مراحل التعليم من رياض الأطفال إلى الجامعة وبهذا ينتهي هاجس الاختبارات أولاً.
ولكن هل مناهجنا تساعد في ذلك مع هذا الكم الهائل من الحشو والجانب النظري وندرة الجانب التطبيقي، كذلك هل المعلمون والمعلمات مهيؤون لهذه الخطوة؟
المسألة تحتاج منا الكثير لنصل إلى أن التعليم ليس حشوا وإفراغاً وشهادة بلا ملامح.أما عن دورالإعلام البارزفي هذا الموضوع وكيف نجعل منه أداةتوعوية هادفة فهوأعتقد من خلال التخطيط السليم وتعاون الإعلاميين والتربويين ووضع خطة طوال العام لما يمكن وضعه من موضوعات،ولكن الفجوة بين التربويين والإعلاميين كبيرة وهذا أحد أسباب المعضلة التي نعاني منها.
|