* القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد العجمي:
أشادت ندوة عقدت بالقاهرة عن المياه في الوطن العربي بتجربة المملكة العربية السعودية في تحلية المياه حيث اكد الخبراء ان السعودية حققت تقدما ملموسا في مجال تحلية المياه ليصل انتاجها الى 903 مليون متر مكعب من خلال 12 محطة للتحلية وقال حسين الرفاعي الباحث بمعهد الدراسات والبحوث الافريقية في الندوة التي نظمتها منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية ان عمليات تحلية مياه البحر تتركز في دول مجلس التعاون الخليجي بشبه الجزيرة العربية حيث تطل على بحار مفتوحة وذلك عن طريق اقامة محطات تنتج الكهرباء وتقوم بعمليات التحلية منذ ثلاثين عاما في كل من الكويت وقطر ومع تزايد الاحتياج الشديد للمياه ونقص المياه الجوفيه وتطور نظم الحياة الحضرية وقيام المدن الصناعية وتدهور نوعية المياه الجوفية كناتج للاستنزاف الزائد لجأت دول التعاون الخليجي الى اقامة محطات ذات احجام مختلفة لتحلية مياة البحر ولسد العجز في المياه لتصبح هذه المياه المصدر الوحيد او الرئيسي المستخدم في بعض المدن، ويضيف ان تقنيات تحلية مياه البحر تطورت بصورة سريعة خلال العقد الاخير لتعتمد على طريقتين الاولى عكس الاسموزية التي تعتمد على انتشار الماء خلال الاغشية تاركا الاملاح والطريقة الثانية التحليل الكهربائي تعتمد على التخلص من الاملاح بالمحاليل المحلية من خلال حركة الأملاح خلال الأغشية والقوة الرافعة المؤثرة وهذه التقنيات جعلت من الممكن استخدام أنواع حديثة من الاغشية تعمل على ضغوط تصل الى 400 و 500 رطل للبورصة بدلا من الطريقة التقليدية والتي تتطلب ضغوطا تصل الى 800 رطل للبورصة مربع والطاقة اللازمة لتحويل مياه ملوحتها 3100 جزء في المليون من مياه تحتوي على 240 جزءا في المليون على مستوى كفاءة 70% تحتاج الى 8-10 كيلووات لكل 1000 جالون ماء ناتج ويشير الى ان المشكلة الرئيسية في عملية تحلية المياه هي ارتفاع التكلفة المرتفعة لانتاج الوحدة من الماء والتي تعادل في دولة الامارات 0.25 دولار للجالون الواحد على الرغم من استخدام الغاز الطبيعي كمصدر رخيص نسبيا لانتاج الطاقة.
ويوضح حسين الرفاعي ان المملكة العربية السعودية تنتج 903 مليون متر مكعب من المياه المحلاة من 12 قطعة في حين تنتج الامارات 232 مليون متر مكعب من المياه من 23 محطة والكويت 357 مليون متر مكعب من خمس محطات وقطر 67 مليون متر مكعب من ثلاث محطات والبحرين 16 مليون متر مكعب من محطتين وعمان 15 مليون متر مكعب.
تسعير المياه
ومن ناحية اخرى حذر الكاتب محمد سيد احمد من المخاطر التي تواجهها المنطقة العربية في المستقبل خاصة المياه فهناك خطر يواجه المنطقة العربية من ندرة المياه مع التغييرات الديمجرافية وارتفاع مستويات المعيشة وان هناك برنامجا اسرائيليا امريكيا لاعادة تشغيل منطقة الشرق الاوسط بما فيها موارد المياه وهناك مؤتمر امريكي دولي عن المياه في منطقة الشرق الاوسط سيعقد قريبا هدفه الضغط على مصر لتغيير موقعها من مصادرها المائية من حوض النيل وخصخصة مياه النيل لتحويله الى مؤسسة الخبرة العالمية وتسعير المياه وهو ما يتطلب تحركا عربيا لمواجهة مثل هذه المخاطر وتحقيق الامن المائي العربي فالمنطقة معرضة للدخول في صراعات بسبب ندرة المياه ومن يسبق محاولة التخطيط للمستقبل سيكفل لنفسه عوائد المستقبل ويضيف ان اسرائيل تسابق الزمن في تحلية المياه باقل تكلفة فقد توصلت قريبا الى اكتشاف جديد يعمل على تحلية المياه بالطريقة الكهربائية مما يعمل على تخفيض التكلفة بنحو 50% عن التكلفة الحالية وهو اقل من السعر العالمي ورغم ان منطقة الخليج احرزت تقدما في هذا المجال يما يتوافر لها من امكانيات مادية الا ان المؤشرات تشير الى انفراد اسرائيل بهذه القدرة بعد الاختراع الجديد التي توصلت اليه وبدعم من الاتحاد الاوروبي وامريكا واليابان موضحا ان ندرة المياه في المنطقة سيغير الاستراتيجية ويجعل السلام مقابل المياه في المنطقة فإسرائيل تسعى الى تحقيق الامن المائي كما حققت الامن النووي، وقد اشار قادة اسرائيل ان جنودهم على استعداد للذهاب في أي مكان من اجل المياه وهو ما جعلها تتدخل مع بعض الدول في دول حوض النيل من اجل مساومة مصر على حصتها في النيل وتخلق حالة من الصراع والحروب الاهلية داخل الدول من اجل تهديد مصر وتحقيق مطالب اسرائيل في توصيل مياه النيل اليها عبر سيناء لهذا تمارس ضغوطا متعددة من اجل ذلك.
خصائص متميزة
ويرى الدكتور عبد الوهاب عامر استاذ ورئيس قسم الري والهيدروليكا بكلية الهندسة جامعة القاهرة ان المشاكل بدأت في دول حوض النيل منذ استقلال الدول الافريقية حيث استقلت اثيوبيا عام 1941 وتليها السودان وتنزانيا واوغندا ورواندا وبروندي وكينيا وزائير والكونغو وبارتفاع مستوى المعيشة والسكان بدأ الحديث ان مصر تحتكر وتسيطر على مياه النيل وذلك في وسائل الاعلام غير الرسمية في بعض هذه الدول التي تعاني من ارتفاع معدلات فقر والامية ويجب ان يكون رد الفعل بعيدا عن الانفعال فلا يمكن لاي دولة منع مياه النيل وانما يجب التوجه الى الاستغلال الامثل للموارد المائية فهناك 1600 مليار متر مكعب من المياه الذي يصل الى مصر 83 مليار متر بنسبة 7% ومعظم الكمية تذهب في البحر لعدم استغلالها.. ويضيف الدكتور عبد الوهاب عامر ان لحوض النيل خصائص تختلف عن انهار العالم فهو يشكل ثلاثة انهار متصلة وعلى خط طول واحد ويتجه من الجنوب الى الشمال مما يجعل منع المياه عن مصر امر خطير على الدول واذا حدث ذلك سيؤدي الى فيضان يدمر السدود والمناطق الواقعة في هذه الدول
تنسيق عربي
وفيما يؤكد الدكتور مراد غالب رئيس منظمة تضامن الشعوب الافريقية الاسيوية ان المياه ستكون نقطة صراع في المراحل القادمة وهناك ضغوط على مصر بشأن حصتها في نهر النيل وان هناك اتفاقيات لا تقبل التسويف على حصة مصر وان هذه الاتفاقيات تنظم الحصة بين مصر والسودان واتفاقيات أخرى تمنع إقامة أي مشروعات على نهر النيل من شأنها تهديد موارد مصر المائية. يوضح الدكتور عادل الحسيني خبير المياه ان اجمالي الموارد المائية السطحية لدول الوطن العربي تبلغ نحو 387 مليار متر مكعب ويصل اجمالي الفواقد من هذه المياه السطحية العربية نتيجة للتبخر وخلافه ما بين 70 الى 100 مليار متر مكعب فصافي الايراد السنوي من الموارد المائية لا تتجاوز 280 مليار متر مكعب نصيب الدول العربية الواقعة في قارة اسيا نحو 40% من المياه السطحية ونصيب قارة إفريقيا 60% وتأتي السودان في مقدمة الدول بنحو 122.80 مليار متر مكعب والعراق 104 متر مكعب ومصر 59.50 من المياه الجوفية ويطالب بضرورة وضع استراتيجية عربية للاستفادة من الفاقد من المياه والاستغلال الامثل للموارد المائية وتحقيق الامن المائي العربي.
|