* سي آيلاند (اف ب):
تبنى رؤساء دول وحكومات مجموعة الثماني أمس الاربعاء (شراكة للتقدم ولمستقبل مشترك) تهدف الى تسريع الاصلاحات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وجاء في نص هذه الشراكة (نحن قادة مجموعة الثماني ندرك ان السلام والتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والرخاء والاستقرار في دول الشرق الاوسط الكبير تشكل تحدياً لنا وللمجتمع الدولي كله، ومن ثم نعلن دعمنا لاصلاحات ديموقراطية واجتماعية واقتصادية نابعة من هذه المنطقة). يشار الى ان هذه الشراكة التي طرح فكرتها الرئيس الاميركي جورج بوش، مضيف قمة الثماني، قوبلت بتحفظ شديد من قبل العديد من دول المنطقة ومنها مصر والمملكة العربية السعودية وتونس وسوريا.
وقد افتتحت قمة مجموعة الثماني الثلاثاء في سي آيلاند في الولايات المتحدة في جو من الانفراج بعد تبني الأمم المتحدة لقرار حول نقل السيادة إلى العراق وعلى الرغم من التحفظات الاوروبية على المشروع الأمريكي للاصلاحات في الشرق الأوسط.
وقد تجلى هذا التفاهم بوضوح منذ العشاء الذي افتتح الثلاثاء هذه القمة للقوى العظمى في العالم.
وتضم مجموعة الثماني الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا والمانيا وايطاليا وفرنسا وكندا وروسيا, وبدأ قادة هذه الدول في الفندق الفاخر في سي آيلاند الجزيرة الصغيرة على شاطىء جورجيا، امس الاربعاء باستعراض وضع الاقتصاد العالمي, وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش عبر عن ارتياحه للاجماع الذي تم التوصل اليه بشأن القرار الأمريكي البريطاني في مجلس الامن الدولي، معتبرا انه (انتصار كبير للعراقيين).
وقال بوش في هذه الجزيرة الواقعة جنوب شرق الولايات المتحدة ان مجلس الأمن (يؤيد الحكومة المؤقتة وانتخابات حرة وقوة متعددة الجنسيات). ويفترض ان يؤدي هذا القرار إلى تنظيم انتخابات عامة في كانون الثاني - يناير 2005 على ابعد حد ويحدد الشروط التي ستسمح للقوات المتعددة الجنسيات بقيادة واشنطن، بالبقاء في العراق بعد 30 حزيران - يونيو,
ويأمل الرئيس الأمريكي في الحصول على دعم قادة دول المجموعة لمشروعه الذي يسمى (مبادرة الشرق الأوسط الكبير وشمال افريقيا) وينص على تشجيع اصلاحات سياسية واقتصادية في هذه المنطقة, وقال بوش ان (عراقا حرا سيشجع على تغييرات في الشرق الأوسط الكبير وهذا يشكل عاملا مهماً للانتصار في الحرب على الارهاب).
لكن رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي عبر عن رأي تتقاسمه الدول الاوروبية، مؤكدا ضرورة تسوية النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين قبل كل شيء, وقال برودي امام الصحافيين ان (النزاع الاسرائيلي الفلسطيني هو اكبر النزاعات كلها وهذا النزاع الكبير ما زال يدور هناك).
ولمناقشة الاصلاحات التقى قادة الدول الثماني قادة عدد من الدول الاسلامية (افغانستان والجزائر والبحرين والاردن وتركيا واليمن)
وبحثت القمة الوضع الاقتصاد العالمي في ظل الانتعاش على الرغم من ارتفاع اسعار النفط وزيادة شبه اكيدة في معدلات الفائدة في الولايات المتحدة. الا ان المستشار الالماني غيرهارد شرودر دعا منظمة الدول المنتجة للنفط (اوبك) إلى اتخاذ مزيد من الاجراءات لزيادة العرض (بعد القرارات الاخيرة) التي اتخذتها اوبك.
|