أطرف وصف لأعضاء مجلس الحكم العراقي المنحل الذين لم يجدوا مكاناً لهم في الحكومة العراقية، تسميتهم بأيتام مجلس الحكم..!
هؤلاء الأيتام أصبحوا في وضع تعيس، أكثر من وضع الأيتام الحقيقيين، فاليتيم يجد عطف الناس جميعاً ويسارع الكثيرون لمساعدته، أما أيتام مجلس الحكم العراقي فالجميع يبتعد عنهم وكأنهم يحملون فيروسات معدية، وحتى (أعمامهم السابقون) الأمريكيون أخذوا يتخلون عنهم، بل يواجه بعض من هؤلاء الأيتام مشاكل مع الأمريكيين قد تصل في وقت من الأوقات إلى حد الاعتقال والرمي بهم في سجن أبوغريب، وأكثر هؤلاء عرضة للاعتقال (اليتيم الأكبر أحمد الجلبي) الذي حاول أن (يلعب على الحبلين) حبل أمريكا الذي كان ممسكاً به بقوة إلى أن شعر بأن واشنطن ضحت به في مقايضة سياسية ستظهر للعلن بعد وقت ليس بالطويل، فأمريكا التي تفننت في كره العراقيين والعرب وخاصة الدول المجاورة للعراق لعميلهم أحمد الجلبي الذي لم يكن يخجل هو وضربه من (القبض المكشوف) على ما يقدمه من معلومات تجسسية على بلده ومواطني بلده، وهو عمل لم يسبقه أي آخر، فبالرغم من أن كثيراً من (الساسة العراقيين) الذين عادوا للعراق على ظهور الدبابات الأمريكية، كانوا ولا يزالون عملاء وجواسيس للأمريكيين، إلا أنهم لم يجرؤوا على قبض رواتبهم علناً من المخابرات أو وزارة الدفاع الأمريكية، كما فعل أحمد الجلبي الذي كان يقبض 340 ألف دولار شهرياً من وزارة الدفاع الأمريكية لقاء ما يقدمه من معلومات..!!
هذا الجاسوس العلني الذي يقبض ثمن تجسسه علناً، لفظته أمريكا، ليصبح (يتيماً) وبلا غطاء.. بل تشير كل الدلائل أن الأمريكيين يجمعون الوثائق والمستندات التي تتيح لهم القبض عليه والزج به في السجن لمحاكمته على تزويد واشنطن بمعلومات غير واقعية ولاستعادة ما دفع له من الأموال.
وعندما شعر الجلبي بما يدبر له الأمريكيون حاول اللعب مع الإيرانيين.. إلا أن الأمريكيين اكتشفوا الحبل الإيراني ولهذا فقد هرب الجلبي إلى النجف متذرعاً بالاعتصام في المدينة لحقن الدماء والتوسط لحل مشكلة مقتدى الصدر.
الجلبي قضى 12 يوماً في النجف وبعد التوصل إلى صيغة استوعبت الصدر ومليشياته يحاول الجلبي الاحتماء بمحاولة التقرب من أياد علاوي رئيس الحكومة الذي رغم مصاهرة الجلبي مع أسرة علاوي، إلا أن الاخير يمقته ولا يطيق التعامل معه وأفكارهما تتناقض كلياً.
أما الأيتام الآخرون فقد بدأوا في حزم أمتعتهم للرحيل من العراق والعودة إلى البلدان التي جاءوا منها بعد احتلال العراق.
فهؤلاء الأيتام وبعد أن جُرِدوا من الكثير مما كانوا يتمتعون به من امتيازات حيث خُفضت رواتبهم إلى أقل من النصف ورُفعت عنهم الحصانة وسحبت منهم السيارات الرئاسية وطواقم الحراسات والسكرتارية، مما يجعلهم عرضة للتصفية من قبل رجال المقاومة العراقية، ويتداول العراقيون أن محمد بحر العلوم وابنه إبراهيم بحر العلوم وزير النفط السابق سيكونان أول المغادرين بعد أن كان عدنان الباجة جي قد فتح باب الهروب.
|