* لندن كيت كيلاند رويترز:
بعد مقتل مصور هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) في المملكة العربية السعودية، اضطرت الهيئة إلى تغيير سياستها والسماح لحراس مسلحين بمصاحبة المراسلين في المناطق التي تتسم بالخطورة الشديدة، مشيرة إلى ان السعودية لا تعتبر منطقة حرب وليست مصنفة من بين الدول الخطيرة.
وجاء قرار هيئة الاذاعة البريطانية يوم الثلاثاء بعد مقتل مصورها الايرلندي وإصابة مراسل بجراح بالغة بينما كانا يستقلان سيارة في الرياض وهو الأمر الذي أثار جدلاً كبيراً بشأن المراسلين العاملين في مناطق تتسم بالخطورة.
وقال متحدث باسم الهيئة إنه سيتم نشر حراس مسلحين كاجراء استثنائي وأضاف (هذا هو الملاذ الأخير في الظروف الاستثنائية كمناطق الحرب ذات الخطورة العالية مثل العراق حيث لا يمكن التحرك إلا بصحبة حراسة مسلحة. هناك مناطق معينة في العراق تستشري فيها الوحشية وينعدم فيها القانون بحيث تحتاج بالفعل إلى حراسة مسلحة حتى تتمكن من تغطية الأحداث).
وتابع قائلاً إن السعودية حيث قُتل المصور سايمون كامبرز وأُصيب المراسل فرانك جاردنر بجروح خطيرة في حادث إطلاق الرصاص الذي وقع يوم الأحد ليست منطقة حرب ولن تعتبر من الخطورة بمكان بما يبرر استخدام الحراسة المسلحة.
وقالت منظمات إعلامية في شتى أنحاء العالم إن هجوم الرياض مثلٌ حيٌ على تزايد اضطرار الصحفيين إلى المخاطرة بحياتهم حتى يتسنى لهم ممارسة عملهم بشكل فعّال.
وطالب الاتحاد الدولي للصحفيين ومقره بروكسل الهيئات الإعلامية بتوفير مزيد من الحماية للعاملين بها.
وقال الأمين العام للاتحاد ايدن وايت في بيان (إن استهداف الإرهابيين عديمي الرحمة للصحفيين يمثل التحدي الأكبر للاعلام.. لا يمكن أن نخضع للرعب الذي ينشره القتلة عديمو الرحمة بدم بارد لذا لا بد أن نواجه الواقع المتمثل في أنه في ظل هذا المناخ الجديد من الإرهاب لا بد من اتخاذ مزيد من الإجراءات لحماية عاملينا لأن وقوع مزيد من الهجمات أمر مؤكد).
وأعلنت شبكة (سي.إن.إن) الاخبارية الامريكية أنها توفر حراسة مسلحة لمراسليها لبعض الوقت في المناطق ذات الخطورة العالية مثل العراق وأفغانستان.
وقال نيك ورين مدير تحرير سي.إن.إن لمنطقة اوروبا والشرق الأوسط وافريقيا (في العام المنصرم زادت الخطورة التي يتعرض لها الصحفيون إلى مستوى خطير للغاية... الوضع في العراق الآن في أخطر حالاته على الاطلاق)، وأضاف (الصحفيون مستهدفون في بعض المناطق مثل العراق.. بعض العناصر لم تعد تنظر إلى الصحفيين باعتبارهم غير منحازين ومراقبين محايدين وانما تعتبرهم جزءاً من المشكلة ومن ثم هدفاً مشروعاً).
وأبدت منظمات إعلامية أخرى حذراً بالغاً إزاء مطالبة مراسليها بممارسة عملهم بصحبة حراس مسلحين.
وقالت متحدثة باسم وكالة رويترز (لا يصاحب مراسلينا حراس مسلحون في أي مكان... في بعض المواقع كبغداد على سبيل المثال لدينا حراس مسلحون خارج مكاتبنا).
وذكرت رويترز أن إجراءات أخرى مثل تدريب الصحفيين على العمل في مناطق الصراع واستخدام مستشارين أمنيين أكثر فعالية من استخدام الحراس المسلحين.
وأضافت المتحدثة (الحراس المسلحون يمكن في بعض الأحيان أن يزيدوا من حجم الخطورة).
وحذر ديفيد دادج رئيس تحرير المعهد الدولي للصحافة ومقره فيينا من تعزيز شعور متنامٍ في بعض أجزاء الشرق الأوسط بأن الصحفيين منحازون.
وأضاف قائلاً (الأمر المثير للقلق هو أنه مع استخدام الحراس المسلحين ربما يُنظر إلى الصحفيين بوصفهم جزءاً من المشكلة وفي جوهر الأمر يمكن أن ينظر اليهم بوصفهم قوة ثالثة داخل البلاد).
ووفقاً لما ذكره الاتحاد الدولي للصحفيين فإن ما يصل إلى 60 صحفياً وعاملاً بمجال الإعلام لقوا حتفهم حتى الآن هذا العام، وأن كثيرا منهم قتلوا في العراق حيث يقول الاتحاد إن استهداف المراسلين يتزايد.
|