Thursday 10th June,200411578العددالخميس 22 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

بين الشبهة والحقيقة بين الشبهة والحقيقة
علي عبد الرحمن المسلّم

لقد كثرت الكتابات عن موضوع الإرهاب الحاصل في بلادنا في هذه الأيام، ومع أن تلك الكتابات قد تناولته من الجوانب الدينية والاجتماعية والسياسية والإنسانية فإنني أعتقد أن الموضوع يحتاج إلى تركيز أكثر على وجود جهات أجنبية تقف خلف ما يحدث لدينا ولدى غيرنا من الدول بما في ذلك تلك الدول الصديقة لهذه الجهات الأجنبية المخربة، فهي تهدف إلى زعزعة الأمن في بعض الدول كما تهدف إلى إلصاق ما يحدث بجهات أجنبية ليست على وفاق معها ومن هذه الجهات الدول الإسلامية التي تريد تلك الجهات أن تفتن بينها وبين غيرها من الدول، كما تريد - وهذا مهم لديهم - إعطاء صورة سيئة عن الإسلام والعرب خاصة، ولأنهم - في الواقع - قد أعلنوها حرباً صليبية - صهيونية ضدنا ويريدون أيضاً إخضاعنا وإخضاع غيرنا للإملاءات التي يرغبونها.
وينبغي - في هذا المجال - العودة إلى ما سبق في صحافتنا العربية لأن ذلك سيعطينا فكرة عن هذه الأيدي الأجنبية القذرة التي عمت قذارتها العالم كله، حيث إنها وراء كل ما يجري لدينا ولدى غيرنا.
فمثلاً سبق أن نشرت صحيفة الوطن الكويتية بتاريخ 17 - 4 - 1424هـ مقالة للدكتور إسماعيل الشطي بعنوان (الجهاد المشبوه) افتتحها بقوله: (من الضروري التعامل بريبة مع أولئك الذين يزجون الدعوة الإسلامية في أعمال العنف والإرهاب بدعوى أنها أعمال جهادية ومن الضروري أن يحذر الإسلاميون من أولئك الذين تفسح لهم وسائل الإعلام منابرها ليستخدموا نصوص القرآن الكريم والسنة في مزايدات متطرفة فحواها مزيد من العنف، فأكبر مؤامرة تحاك ضد الدعوة الإسلامية قد تم زجها في مسار الإرهاب).
ثم قال: (وقد كانت مجلة المجتمع قد حذرت في منتصف الثمانينات من خطة أعدتها مخابرات غربية هدفها تشويه الدعوة الإسلامية، وقد تطرقت آنذاك لبنود هذه الخطة المتضمنة زرع عملاء لها داخل الجماعات الإسلامية أو تشكيل تنظيمات ينطوي تحتها كثير من المتحمسين ويقودها عملاؤها المزروعون أو القيام بعمليات إرهابية وبث المنشورات المتطرفة باسم الدعوة الإسلامية).
ونظراً لطول مقالة الدكتور الشطي فإنه يصعب نقلها كلها، ولكن أود أن أشير إلى بعض النقاط التي أشار إليها كأمثلة على ما يراه في هذه المقالة من ذلك: (أن معظم أعمال العنف تزامنت مع الحاجة الخارجية للضغط على دول المنطقة في خلاف ما... ولقد استفادت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من غيرها من هذه الحروب في الضغط على أوروبا وروسيا لمصلحة رؤيتها الإستراتيجية وأصبح هؤلاء الإرهابيون المندسون أو المغرر بهم أداة للتدخل العسكري أو الأمني الخارجي في أي منطقة بالعالم).
ثم ذكر بعض الأمثلة التي منها: اندساس بعض (الغربيين الذين يزعمون أنهم تحولوا إلى الإسلام ويرغبون في العمل الجهادي) ثم تختفي آثارهم بعد القبض عليهم.
وختم المقالة بقوله: (إن العمليات الانتحارية التي تمت بالشيشان والسعودية والمغرب لها سمة واحدة وتقف وراءها جهة واحدة تضمر سوءاً للإسلام حتى وإن استخدمت شباباً متحمسين للإسلام وزرعت في نفوسهم وهم الشهادة) إلخ.
إن هذا الختام يعطي صورة واضحة على أن هؤلاء الشباب قد غررت بهم جهات خارجية وغسلت مخهم بواسطة بعض المشايخ الذين قد يكونون من المغرر بهم أيضاً أو أنهم يظنون أنهم سيتحولون إلى رموز ذات سلطات في بلاد الإسلام المستهدفة. ويكفي أن يعلم المرء أن بعض الشباب المغرر بهم في سن مبكرة جداً وهؤلاء يمكن غسل مخهم واستعمالهم كأدوات لتنفيذ الأعمال القذرة، وأما الجهة الموجهة فهي لن تموت في انفجارات ولا في إطلاق الرصاص وإنما ستتفرج على ما يحدث بنفس راضية والضحية هو الشاب المغرر به ومواطنوه وسمعة بلده وضيوفه وأهله.
إن شباب الإسلام مستهدفون كأدوات للتخريب والإساءة إلى الإسلام وتشويه سمعته من الداخل.
منذ أكثر من عامين كثرت التفجيرات التي استهدفت مرافق متعددة وربما أشخاصاً معينين في أمكنة كثيرة من العالم وقد تمت نسبة بعض تلك التفجيرات إلى جهات معارضة لحكومات البلدان التي جرت فيها ثم - بقدرة قادر - تنتقل المسؤولية إلى جهات إسلامية.
ومن السهل العثور على أشرطة تنسب ذلك إلى أشخاص من المنتسبين إلى الدين الإسلامي. وربما يرسل شريط مدبلج إلى القنوات الفضائية من أجل تكريس ذلك.
وقد سمعنا أن تفجيرات قطار مدريد قد قامت بها جهة داخلية معارضة ثم بعد يوم أو يومين وجد شريط بسيارة مسروقة ينسب ذلك إلى المسلمين من القاعدة وهي المعروفة لدى شياطين الإنس (الكاهده).
ربما يوجد بعض الشباب المغرر بهم من جهات أجنبية بحيث يزودون بكافة الوسائل للإساءة لدينهم وإلى أمتهم وإلى الآخرين، وهم أشخاص غفل تم غسل مخهم بواسطة بعض المدعوين (بمشايخ الصحوة أو الإصلاحيين) والذين يظهرون على إحدى القنوات الفضائية المعروفة إما من مقرها الرئيسي أو من استوديوهاتها بالخارج بكامل الزي السعودي المحترم مع أنهم يلبسون خارج تلك الاستوديوهات كما يلبس أي غربي بكامل (شخلعاته).


يا ويلتا من أناس
يبدو الوقار عليهم
كالمتقين ولكن
لو اطلعت عليهم

إنني مع الاعتقاد بأن كل ما يجري من تخريب وتدمير لدينا إنما يتم بتخطيط من جهات أجنبية وأعتقد أيضاً أن الاستخبارات الغربية والصهيونية هي التي تغذي هذه الروح الشريرة إما بغسل مخ الشباب وإما بالعمل المباشر أو بهما معاً. وإن كلمة سمو ولي العهد يوم 12 - 3 - 1425هـ بأن الصهيونية لها دخل في كل ما يجري هو ما أعتقده وهذا لن يبعد الاستخبارات الغربية الأخرى عن ذلك، حيث إنه من المعروف أن هناك تعاوناً لا يحد بين الموساد وكافة الاستخبارات الغربية وهم كلهم ضد أي شيء له صلة بالإسلام والمسلمين حتى أنهم الآن وبعد (حكاية) 11 سبتمبر حولوها إلى ما يشبه الحرب الصليبية. وأعتقد أيضاً أن المستفيد الوحيد من كل ما يجري للإسلام والمسلمين في هذه الأيام هم الصهاينة وحكومات - وليس أفراد - الرجل الأبيض.
وختاماً أستميح القارئ الكريم عذراً عن كثرة ما تم نقله من مقالة الدكتور الشطي ولكن لأنها - حسب رأيي - قد أصابت عين الحقيقة وأنها تشير إلى أن هذا الموضوع قد تم النشر عنه منذ ما يقارب العشرين عاماً فإنها تستحق الإعادة والإشادة.
والله أسأل أن يحمي بلادنا وبلاد العرب والمسلمين من شر الأشرار إنه سميع مجيب.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved