في بداية كل عام دراسي جديد تتجه كل أم وكل أب إلى المستقبل وقلبهم مشحون بالآمال من أجل أبنائهم وبناتهم والآمال أشياء جميلة نحب أن نقضي معها أسعد الأوقات.. ولكن أجمل من الآمال تحقيق الآمال.. وهذه بعض علامات الطريق لتحقيق آمالك في أولادك وبناتك آمالك في أن ينجحوا ويتقدموا.
لم يعد الآن من الممكن ان ينفصل دور البيت عن المدرسة ولا المدرسة عن البيت في تربية الاجيال الجديدة من أبنائنا وبناتنا.. فلكي تكون التربية متكاملة وناجحة لا بد من التقائهما.. ولا بد من تذليل كل العقبات التي يمكن أن تقف عقبة في هذا السبيل.
لم يعد مقبولا من الاب أو الام أن يصرا على أنهما أدرى الناس بأولادهم وأنهما أكثر حرصا على نجاحهم.
ولم يعد مقبولاً من المدرس أو المدرسة أن يدعيا لنفسهما كل العلم والخبرة بتربية التلاميذ والقدرة على توجيههم.
والحقيقة أن البيت والمدرسة شيئان متكاملان.. وهما جناحا التربية السليمة القويمة التي لا يمكنها أن تنهض أو تطير بجناح واحد وعزلة البيت عن المدرسة من الممكن أن تحدث أفدح الأضرار بحياة الفتى والفتاة.
ان كل الاب والام هما بالفعل أكثر الناس مخالطة لأولادهما والمدرسة تستطيع أن تحصل منهما على كثير من المعلومات التي تستطيع أن تستخدمها لصالح التلميذ أو التلميذة.
وكذلك تستطيع المدرسة بما لها من خبرة واسعة تربوية ونفسية وتعليمية أن تحسن توجيه الآباء إلى ما فيه خير أبنائهم، والحقيقة أن مسؤولية المدرسة في مجتمع ناهض كمجتمعنا هي مسؤولية كبيرة ولا ننكر أن كثيراً من الآباء والامهات عندنا ما زالوا في حاجة إلى كثير من الوعي كما يفتقدون العلم بوسائل التربية السليمة ولذلك فإننا نحمل المدرسة كثيرا من التبعات في هذه المرحلة من مراحل حياتنا فيجب على المدرسة أن تسعى إلى الآباء والامهات بكل الوسائل لكي تجذبهم إلى المشاركة الجادة فيما يعترضها من مشاكل.
وعلى المسؤولين في بلادنا الحبيبة أن يدرسوا أسباب هذا الالتحام بين البيت والمدرسة حتى يستطيعوا أن يتخذوه قدوة لهم.
ولقد قرأت في أحد الكتب عن بداية العام الدراسي في بعض المدن الأمريكية والأوروبية ومن مدى الاهمية التي يعلقها المسؤولون عن مدى تعاون البيت مع المدرسة - حتى انه في بعض المدن شكل عندهم ما يسمى باتحاد الآباء والمدرسين تناقش فيه المشاكل وتتخذ فيه القرارات والتوصيات.
صحيح أن المستوى العام للامهات والآباء في بلادنا يعجز دون هذه المشاركة الفعالة ولكنا ينبغي أن نبدأ بالخطوة الاولى، ولا أشك أبداً أن من بين الآباء والامهات عندنا من يملك العلم والخبرة ليكون نواة صالحة وبداية طيبة لوجود التعاون الفعال بين البيت والمدرسة.
|