بين الأنين وبين الوجد تنتحب
وفي فؤادك نار الحزن تلتهب
ما عبرة الحزن تشفي قلب صاحبها
إلا الجهاد وإلا الجد والدأب
وأنت بين عدو الله مكتئب
ويسفرونك لما كنت تنتقب
ويحرثون جباه الناس في قلق
ويحفرون قلوباً كلها غضب
ويحرقون نفوساً طاف طائفها
تكبر الله يا الله ذا عجب
ليس الحريق أثاثاً رق ملمسه
بل الحريق قلوب مسها العطب
ناشد الله في يأس وفي أمل
لكنها لبشير الفجر ترتقب
بين الهوان وبين الظلم مطعمها
ومن صخور جيال القدس تكتسب
ومن دموع يتامى العرب مشربها
ومن نهود ثكالى العرب تحتلب
تستصرخ الله عند الفجر ضارعة
أين الكرامة والإسلام والعرب
هم لم يضيعوا ولكن تلك عادتهم
مثل الأسود وشر عندما تثب
كنا ضياعاً وهدي الله وحدنا
ونهج أحمد فيه العز والأدب
لطالما بسياج الله عزتنا
ففيم تنبح أصوات وتكتلب
أيطلبون مروقاً ليس ينفعنا
وقد تعددت الأهواء والشعب
كل يقوم بما يهوى ويعجبه
ويزعم الصدق لكن كله كذب
خلوا الأباطيل (ما لينين) ينفعكم
ولا (بأوف) لكم قربى ولا عصب
ما يطلبون سوى الإسلام إن ظفروا
ليهدموه إذا هم مرة غلبوا
وراية الله بالإيمان عامرة
مهما تكاثفت الأنواء والسحب
مسرى الرسول أما تنفك تنتحب
مسرى الرسول بك التاريخ والكتب
يا ليلة النوى والأفلاك خاشعة
للسيدين وظهر الأرض ينتهب
كبر محمد بالأقصى فذي بلد
مبارك ورخيص دونها الذهب
منها الصعود إلى المأوى وقد هلكت
على مرابعها الأبطال والنجب
فأشعلوها كنار الله صالية
تردى العدو وتغشاهم إذا هربوا
إيه خلائف سادات الألى ذهبوا
أنتم حماة الحمى والقدس مغتصب
أراه يصرخ مكلوماً وقد ذرفت
منه الدموع على الخدين تنسكب
فكفكفوها بأبطال لكم علموا
أن الشهادة غنم صالح كسبوا