Wednesday 9th June,200411577العددالاربعاء 21 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

كل يوم كلمة كل يوم كلمة
في وداع إدارة واعية
عبدالعزيز الهدلق

عاش نادي الهلال هذا العام واحداً من أكثر مواسمه الرياضية إثارة تحت رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد الذي اتسم عمله خلال هذه الفترة بالأداء الإداري المنظم والوضوح والإخلاص والرغبة الجادة في تحقيق النجاح والسعي نحو ذلك بكل الطاقات الإنسانية والمادية.
ولكن بقيت النتائج في النهاية مرتهنة بعوامل أخرى كثيرة، وللأسف أنها جاءت في غير صالح هذه الإدارة ومتعاكسة مع آمال وطموحات الجماهير.
وكثير ما تواجهت (هذه الزاوية) مع الإدارة الهلالية إلى حد الصدام حول أسلوب العمل الذي تتبعه، ولم يكن أبداً تصادماً شخصياً بل كان فكرياً يهدف إلى تحقيق المصلحة العامة لواحد من أكبر الأندية السعودية والعربية والآسيوية. وقد أخذ سمو الأمير عبدالله بن مساعد على خاطره كثير من هذه الزاوية وما يكتب فيها. واتخذ منها موقفاً، ويحسب لسموه كثيرا انه كان راقياً في تعامله حتى مع من يختلفون معه، فلم يبدر من سموه أي موقف أو كلمة أو حتى إشارة أو إيماءة مسيئة ضد من اختلفوا معه، وذلك يعكس ولا شك حسن خلقه وأدبه الجم، فضلا عن وعيه وسعة أفقه، وإيمانه بأن الاختلاف في الرأي ركن أصيل وهام في الحوار العقلاني والبناء، وأنه لا يفسد للود قضية.
وقد كانت هذه الزاوية مناكفة ومشاكسة ومتتبعة لكل عمل الإدارة الهلالية وتفاصيلها الدقيقة وناقدة لها (كما هو حالها مع كل الإدارات السابقة، أو حتى الأوضاع الرياضية بشكل عام)، ولكنها أبداً لم تسئ الحوار أو تتطرق لما يمس العاملين في الإدارة وعلى رأسهم سمو الرئيس بما هو ذاتي أو شخصي. فقد كان النقد موجهاً للعمل فقط، وهذا هو نهج العمل في صفحات (الجزيرة) الرياضية عامة وليس في هذه الزاوية وحسب. وإذا كان هناك أخطاء أو قصور أو إخفاق فذلك طبيعة العمل الإنساني (سواء كان من جانب الناقد أو المنقود).
أما على المستوى الشخصي فأشهد بأنني تعاملت مع مجموعة من أفضل وخير الناس في الوسط الرياضي علما وخلقاً وسلوكاً سواء سمو الأمير عبدالله بن مساعد أو نائبه أسامة السليم أو المستشار صالح الهدلق أو الأستاذ يوسف القبلان فهؤلاء هم من تعاملت معهم من الإدارة الهلالية، وكانت معرفتهم والتعامل معهم رأسمال كبير بل ومكسب لي لا أقدره بثمن.
ولكن تبقى الاختلافات في وجهات النظر شيء، والعلاقات الإنسانية والشخصية شيء آخر. لأن هناك حداً فاصلاً بين الاختلاف في الرأي، والخلاف الشخصي لا يراه أو يدركه إلا من أوتي نصيباً من العلم والوعي والفهم، وأحمد الله ان نصيب الإدارة الهلالية من ذلك وفير.
والآن وقد حددت الإدارة الحالية موعد مغادرتها وتم اختيار الرئيس القادم فلا يسعني هنا إلا الدعاء للإدارتين القادمة والمغادرة بالتوفيق كل في عمله المستقبلي، مع تشديدي وتأكيدي بأن نتائج عمل الإدارة الهلالية الحالية لم تكن أبداً منصفة لها أو لعملها وجهدها المضني والمخلص الذي قامت به طوال الفترة الماضية، وليست الأخطاء هي ما حال دون تحقيق إنجاز يتناسب مع حجم العمل والجهد المبذول ولكنه التوفيق من الله سبحانه وتعالى وهذا هو قدر هذه الإدارة والمكتوب لها. وإلا فكثير من الإدارات سواء كانت هلالية أو غيرها قامت بحجم عمل أقل مما قدمته وبذلته الإدارة الهلالية الحالية ووقعت في أخطاء أكثر، ولكنها حققت نجاحات أكثر والسبب في ذلك التوفيق فقط.
وما يحسب للإدارة الهلالية الحالية أنها لم تكابر أو تأخذها العزة بالإثم وتستمر في موقعها رغم كل ما حدث، بل قامت بما يجب على كل إنسان واعٍ ومتحضر ان يقوم به وهو التنحي وإعطاء الآخرين الفرصة للعمل لعلهم يكونون أكثر توفيقاً.
وستبقى الإدارة الهلالية وسمو الرئيس بالذات في قلب وذاكرة كل هلالي حتى وهم يتركون مواقع العمل التنفيذي ويعودون لمواقعهم كأعضاء شرف داعمين للإدارة القادمة وفاعلين في مسيرة ناديهم الذي أحبهم وأحبوه.
وبالنسبة لي شخصياً فسأبقى كثير الاعتزاز بالتعرف عن قرب على سمو الأمير عبدالله بن مساعد والنخبة من أعضاء إدارته رغم حدة المواقف والمنعطفات التي تواجهنا فيها، لأن من يعرف سموه ويقترب منه يحق له ان يفخر به ويعتز.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved