الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
ليس هناك من أحد ينكر ما للتفوق من أثر كبير في رفع مكانة الأمم والشعوب في هذا العالم الواسع الذي لا تحدد مكانة الأمم فيه إلا بتقدمها وقوتها ورفعة مكانتها وذلك كله لا يتحقق إلا بتفوق شبابها في جميع مجالات العلم والمعرفة.
ومن هذا المنطلق لابد أن تعلم أن هذا العصر ليس عصر النجاح فقط.. لكنه عصر التفوق لأن الله عز وجل علم الإنسان فيه ما لم يعلم من قبل وفتح للبشر أبواباً جديدة للمعرفة وآفاقاً فسيحة للتطور العلمي المذهل في كل المجالات العلمية والنظرية ونحن المسلمين أولى الناس بالإبداع لأن ديننا أصلاً يحثنا على المعرفة والقراءة والاطلاع لأن شعارنا «اقرأ باسم ربك الذي خلق» وإن أمة هذا شعارها لجديرة بأن ترتاد ميادين العلم والمعرفة بتفوق وامتياز ولكن للأسف نجد أن أمتنا في عصرنا الحاضر قد تخلفت عن مراكب العلم التي قطع العالم الغربي أشواطاً كبيرة في ارتياد تلك الآفات الفسيحة وحتى نحن نتكلم عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم فإننا ما زلنا نعتمد على ما يصل إليه الغرب من حقائق علمية مذهلة وردت الإشارة إليها في القرآن الكريم.
إذاً لماذا نصل متأخرين في مجالات التفوق العلمي؟ ولماذا نصل متأخرين في رعاية المواهب رعاية علمية صحيحة بعيدة عن الضجيج الإعلامي الذي يجنح إلى الخيالات؟ ولما نبقى فى حالة المتلقي المنبهر ولا نتحول إلى حالة المبادرة؟ إذاً نحن بحاجة إلى تدريب أبنائنا على استخدام المعلومة بعد حفظها واستظهارها فليس العلم محصوراً في معلومات تشحن بها الأذهان وتملأ بها العقول كيف لا والتفوق في متناول أيدينا - والحمد لله فلدينا من مستويات الذكاء والقدرات العقلية والعبقريات ما يؤهلنا للإسهام إسهاماً كبيراً في مسيرة التطور العلمي.. إذاً لابد من الانتقال من مرحلة إهدار الطاقات والقدرات بإهمالنا وتسويفنا إلى مرحلة استثمار هذه الطاقات عملياً كما علينا أن نرفع من مستوى همة طموحات أبنائنا وبناتنا لأن ذلك سيرقى بنفوسهم ويدفعهم إلى التفوق والإبداع وتأتي هذه الجائزة «الجميح للتفوق العلمي والدراسي» بمثابة الدافع القوي إلى الرقي بمستوى التحصيل لدى أبنائنا وبناتنا كي يتحقق لهم ولنا ما نصبو إليه من مجد وعز ورفعة لهذه الأمة كي تستعيد مجدها وعزها ورفعتها فبارك الله فيمن ساهم ويساهم في سبيل رفعة العلم والمعرفة في وطننا العزيز.
لا يهطل الغيث من صحو السماء ولا
تستكمل الشمس معناها من السحب |
اللجنة الإعلامية للجائزة |