جميعنا نطالب بالسعودة وإعطاء الفرص للشباب السعودي للعمل في الشركات والمؤسسات ، وقد استجابت العديد من هذه الشركات الوطنية لهذه الدعوات وبعضها حقق نسباً عالية جداً تكاد تكون مئة بالمئة ، إلا أن بعضاً من هذه الشركات تشغل هؤلاء الشباب حسب شروط ، اقل ما يقال عنها إنها (مجحفة) .. ولأن هؤلاء الشباب يريدون العمل ؛ فإنهم مضطرون للقبول بهذه الشروط ، التي لا يمكن أن يقبل بها حتى غير السعوديين .
ففي شركة الاتصالات السعودية إحدى أهم الشركات الوطنية يعمل حوالي الفي شاب سعودي بنظام الساعات ، وهؤلاء الشباب لا تُحتسب لهم الإجازات الأسبوعية وليس لهم إجازات سنوية ، بل ولا تحتسب لهم مكافأة نهاية الخدمة التي يقرها نظام العمل والعمال حيث إن عقودهم تتم كل ستة اشهر . أكثر من ذلك لا يحصلون على تغطية طبية أسوة بموظفي الشركات والمؤسسات الأخرى بما فيهم غير السعوديين.
هؤلاء الشباب الذين بعثوا لي برسالة عبر صديق فاضل مؤتمن رواتبهم بين الـ 2800 إلى 3600 ريال شهرياً ، ولكنهم كما ذكرنا محرومون من سنوات الخدمة وبدون إجازات ولا مكافأة نهاية خدمة ، ولا تأمين طبي ولا علاوات سنوية ، رغم انهم يقومون بأعمال أساسية وجوهرية في شركة تحقق أرباحا كبيرة والحمد لله ، كما أن هؤلاء الشباب لهم حقوق على المجتمع وعلى شركاته الوطنية ، خاصة وان ما يطالبون به من الحقوق مفترض ان تؤمن لأي مواطن سعودي مثلما هي مؤمنة فعلاً للمتعاقدين من غير السعوديين.
والسؤال الذي يطرحه هؤلاء المتعاقَد معهم وفق نظام الساعات في شركة الاتصالات السعودية ، هل جرى توظيفهم لانهم يوفرون على شركة ما هو مخصص للتأمين الطبي ، والإجازات ومكافآت نهاية الخدمة التي كانت تدفع للمتعاقدين من غير السعوديين ، وبالتالي فإنهم - المتعاقدون السعوديون - على بند الساعات (أرخص) من غير السعوديين ؛ لتكون السعودة فائدة للشركة ووبالاً على السعوديين من الشباب ، الذين يأملون في تأمين مستوى معيشي مناسب ، وينتظرون إكمال نصف دينهم ، وهم والحمد لله مؤهلون تأهيلاً جيداً ومدربون على أعمالهم .
شركة الاتصالات السعودية كانت لها مبادرة إيجابية طيبة بـ(إرضاء) الموظفين السابقين في الهاتف السعودي .. فهل نأمل أن تضيف الشركة مبادرة إيجابية أخرى وتنصف موظفيها الشباب المعينين على بند الساعات ؟!!
|