في مثل هذا اليوم من عام 1982 لقي أكثر من خمسين جنديا بريطانيا حتفهم في الهجوم الجوي الذي شنته الطائرات الأرجنتينية على سفينتي إمداد بريطانيتين في جزر الفوكلاند التي كانت بريطانيا والأرجنتين تتنازعان السيطرة عليها.
كانت السفينتان سير جالاهاد وسير تريتسرام راسيتين في ميناء بلوف كوف عندما ضربتا بالصواريخ جو أرض من خمس طائرات أرجنتينية طراز شينوك الروسية. تحولت السفينة سير جالاهاد إلى كتلة من اللهب على الفور مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة عدد كبير من طاقم السفينة.
كانت السفينتان البريطانيتان قد أتمتا تقريبا عملية نقل قوات الدعم للكتيبة الخامسة مشاة البريطانية من سان كارلوس للانضمام إلى القوات المتقدمة في عاصمة جزر فوكلاند بورت ستانلي عندما وقع الهجوم. وكان القرار الخطير بالقيام بهمة نقل قوات الإمداد البريطانية قد اتخذ بعد أن اتضح أن المستوطنين البريطانيين في جزر فيتزوري وبلوف كوف محاصرون بالقوات الأرجنتينية. وكان قرار نقل الجنود باستخدام سفن إنزال يهدف إلى توفير الوقت الطويل الذي كان يستغرقه استخدام طرق برية طويلة تخوض خلالها القوات الكثير من المستنقعات وتعبر العديد من الممرات الجبلية وصولا إلى غايتها وهو ما يؤخر وصولها بصورة كبيرة.
وقع الهجوم الأرجنتيني قبل أن تتمكن القوات البريطانية من إقامة قواعد الدفاع الجوي عن الميناء وكان أفراد السفينتين وأغلبهم من قوات حرس ويلز بلا حيلة عندما هاجمت الطائرات الأرجنتينية سفينتيهما بالصواريخ.
وقامت المروحيات البريطانية التي كانت تنقل المعدات من السفن إلى الجزر أثناء عملية إنزال القوات بإنقاذ عدد كبير من الأفراد الذين اضطروا إلى القفز في مياه البحر هربا من ألسنة النيران التي كانت تلتهم السفينتين بسرعة.
وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود في سماء ميناء بلوف كوف في الوقت الذي كانت ذخيرة حراس السفينة تشتعل. في الوقت نفسه أقام أفراد الخدمات الطبية نقطة إسعاف على الشاطئ لاستقبال الجرحى الذين تنقلهم المروحيات إلى الشاطئ.
كان الكثيرون من الجرحى يعانون من الحروق حيث ان سرعة الهجوم لم تترك وقتا لطاقم السفينة بارتداء الأقنعة الواقية.
والحقيقة أن تدمير السفينتين البريطانيتين كان ضربة مؤلمة لحكومة رئيس الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر في ذلك الوقت. فقد استمر القتال في سان كارلوس لمدة أسبوع لم تصب فيه أي سفينة بريطانية ثم خسرت القوات البريطانية سفينتين في ضربة واحدة.
|