في مثل هذا اليوم من عام 1986 انتخب النمساويون الأمين العام السابق للأمم المتحدة كورت فالدهايم رئيسا لبلادهم بعد معركة انتخابية مثيرة للجدل. واجه فالدهايم اتهامات من جانب المنظمات اليهودية في أوروبا والولايات المتحدة باشتراكه في القوات النازية التي مارست التعذيب ضد اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية. كان فالدهايم قد انضم إلى الجيش الألماني بعد انضمام النمسا إلى ألمانيا النازية عام 1938 قبل اشتعال الحرب العالمية الثانية. شارك فالدهايم في المعارك التي جرت على الجبهة الروسية حتى عام 1941 حيث أصيب بجراح عاد على إثرها إلى النمسا. وقال فالدهايم إنه أمضى باقي سنوات الحرب في دراسة القانون بالعاصمة النمساوية فيينا. ولكن في عام 1986 تم الكشف عن وثائق تثبت وجود فالدهايم ضمن القوات الألمانية التي كانت متمركزة في منطقة البلقان في الفترة من 1942 وحتى عام 1945م.
بعد الحرب العالمية الثانية دخل كورت فالدهايم مجال العمل الدبلوماسي في الخارجية النمساوية. وعمل سفيرا لبلاده في فرنسا وكندا. وعندما انضمت النمسا إلى الأمم المتحدة عام 1958 كان فالدهايم عضوا في اول وفد نمساوي لدى المنظمة الدولية. وفي عام 1965 عيّن الرجل مندوبا دائما لبلاده لدى الأمم المتحدة ثم أصبح وزيرا للخارجية النمساوية في عام 1968م. وفي عام 1971 خاض انتخابات الرئاسة النمساوية ولكنه لم ينجح. وفي العام نفسه اختير أمينا عاما للأمم المتحدة. وفي عام 1979 أعيد انتخابه لفترة ثانية. ولكن استخدام الصين حق النقض (الفيتو) حال دون فوزه بفترة ثالثة على رأس المنظمة الدولية. حاول خلال وجوده كأمين عام للأمم المتحدة دون جدوى إنهاء الحرب العراقية الإيرانية والحرب الصينية الفيتنامية. ولكنه نجح في الإفراج عن الرهائن الأمريكيين في إيران في أعقاب قيام الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979م.
وفي الثامن من يونيو عام 1986 انتخب فالدهايم رئيسا للنمسا حيث كان من وجهة نظر أغلبية مواطنيه رجلا جيدا. ولكن الولايات المتحدة الأمريكية فرضت حظرا على دخوله أراضيها عام 1987م. اتسمت فترة رئاسته للنمسا بالعزلة الدولية لبلاده.
ورفض فالدهايم خوض الانتخابات مرة أخرى للفوز بفترة رئاسية ثانية عام 1992م.
|