القبض على قاتل مارتن لوثر كنج

في مثل هذا اليوم من عام 1968 اعتقلت الشرطة البريطانية بلندن الأمريكي جيمس إيرلي راي الذي أدين باغتيال زعيم حركة الحقوق المدنية للزنوج الأمريكيين في الولايات المتحدة مارتن لوثر كنج.
كان كنج قد أصيب بجراح مميتة في مدينة ممفيس الأمريكية في الرابع من إبريل عام 1968 عندما أطلق عليه أحد القناصة رصاصة مميتة أثناء وقوفه في شرفة بالطابق الثاني في فندق موتيل لورين. وفي المساء عثرت الشرطة على بندقية قناصة طراز ريمنجتون 30-60 على الرصيف بجوار مبنى قريب من فندق موتيل لورين. وخلال الأسابيع التالية أشارت شهادات شهود العيان وبصمات الأصابع على البندقية المستخدمة في العملية إلى متهم واحد وهو الهارب جيمس إيرلي راي. وكان راي نزيلا في سجن ميسوري الأمريكي حتى هرب منه في إبريل عام 1967 أثناء قضائه عقوبة السرقة بالإكراه.
وفي مايو 1968 بدأت حملة أمنية موسعة لمطاردة راي. توصل مكتب التحقيقات الاتحادي فيما بعد إلى أن راي حصل على جواز سفر كندي بهوية مزورة وهو الأمر الذي كان ميسرا في ذلك الوقت.
في الثامن من يونيو 1968القت الشرطة البريطانية (سكوتلاند يارد) القبض على راي في أحد مطارات لندن. كان راي يحاول السفر من إنجلترا إلى بلجيكا حيث كان يريد، كما اعترف لاحقا، السفر إلى روديسيا والتي أصبحت بعد ذلك دولة زيمبابوي الإفريقية. وكانت روديسيا في ذلك الوقت خاضعة لحكم أقلية بيضاء وتعاني من عزلة دولية ويمكنه أن يعيش فيها بأمان. ووقف راي أمام محكمة ممفيس الأمريكية في مارس 1969 واعترف بجريمة قتل كنج مقابل عدم الحكم عليه بالإعدام بالكرسي الكهربائي. وبالفعل صدر ضده حكم بالسجن لمدة 99 عاما.
وبعد الحكم بثلاثة أيام حاول التراجع عن اعترافه حيث قال إنه بريء من قتل كنج وانه كان ضحية مؤامرة كبرى.
ولكن خلال تسعينيات القرن العشرين أعلنت أرملة وأولاد مارتن لوثر كنج تأييدهم لما يقوله راي وقالوا إنهم يؤمنون ببراءة راي وأن عملية الاغتيال متورطة فيها الحكومة الأمريكية والجيش الأمريكي أيضا في إطار مؤامرة كبرى تورطت فيها السلطات الأمريكية. وأشاروا إلى أن إدجار هوفر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي في ذلك الوقت كان ينظر إلى كنج باعتباره تهديدا للأمن الأمريكي لأنه خاضع لتأثير الشيوعية.