مع دخول فصل الصيف بطبيعته الخاصة بالنسبة للمملكة العربية السعودية ، تزداد المشاكل التي قد تتعرض لها العيون ، وتزداد معها أهمية العناية بالمحافظة على سلامة العين ، وتثور الكثير من الأسئلة حول كيفية الاهتمام والمحافظة على سلامة العينين وحدة الإبصار ؛ لنتمكن من الحفاظ على واحدة من أهم النعم التي أنعم الله بها علينا ..
ومن هنا توجهنا بهذه الأسئلة إلى الدكتورمحمد فوزي أبو الدهب استشاري طب وجراحة العيون بمستشفى المركز التخصصي الطبي وزميل كلية الجراحين الملكية بإنجلترا .
* متى يجب علي أن اذهب للطبيب لفحص النظر والكشف على حدة الابصار؟
- الإجابة عن هذا السؤال تعتمد حتماً على سن الشخص ، فالأطفال يجب أن يخضعوا للفحص الدوري قبل عمر 4سنوات وقبل الدخول للدراسة ، مالم تكن هناك أعراض في العينين مثل وجود إحمرار أو إفرازات بالعين أو انحراف العين أو أي اختلاف في حجم العين أو وجود حكة أو اتخاذ أي وضعية ثابتة للنظر ، كأن يفضل الطفل دائما أن يتوجه برأسه الى ناحية ما للنظر بدلاً من أن ينظر بشكل طبيعي للأشياء.
* بماذا تنصح الشخص الذي يستخدم عدسات لاصقة طبية أو تجميلية ؟
- أنصح هؤلاء الأشخاص بأن يستمتعوا بحياتهم الطبيعية بصورة عادية جداً ، والاستفادة من التقنية المتقدمة التي توفرها الأنواع الحديثة من العدسات اللاصقة ، شرط الاهتمام والعناية الدائمة بالعينين والعدسات اللاصقة وذلك بعدم ارتدائها في حالة وجود أي مشاكل بالعينين.
وكذلك عدم ارتدائها لفترات طويلة أكثر من 12ساعة يومياً ، وممنوع النوم بها في أي وقت مهما كانت نوعية العدسة وذلك لأن قرنية العين هي الجزء الأمامي الشفاف من العين لا يوجد بها شعيرات دموية لتغذيتها وتعتمد في جزء كبير على إمداد الأوكسجين من الهواء من خلال طبقة الدموع التي أمامها .. وفي حالة وجود العدسة اللاصقة فإن كمية الأوكسجين تقل عن المعدل الطبيعي . وعند النوم ومع إغلاق الجفون تقل هذه النسبة أيضاً ، وهذا القول ينطبق على جميع أنواع العدسات اليومية منها والممتدة ولكن بنسبة مختلفة ، والأفضل دائماً هو خلع العدسة قبل النوم وحفظها في محلول الحفظ الخاص بها .
* ماذا إذا أراد المريض التخلص من العدسات اللاصقة ، ماهي البدائل الجراحية مثل الليزر والليزك ، ومانسبة نجاحها والمشاكل التي قد تنجم عنها ؟
- تجدر الإشارة الى أن عملية تصحيح الإبصار بالليزر قد أحرزت تقدماً هائلاً ، واصبحت الأجهزة الآن أكثر تطوراً ودقة مما يوفر السلامة والأمان والدقة ويحد من أي مضاعفات قد تنتج أثناء أو بعد الجراحة ، وأن هذه العمليات الآن مع وجود الأجهزة الحديثة أصبحت آمنة تماماً ، ولكن يجب التأكد من سلامة العين قبل العملية واستعدادها قبل إجراء الليزر ، وذلك بالفحص الشامل للعين وتحديد أفضل طريقة للعلاج بإذن الله تعالى.
* ما هي المياه البيضاء والزرقاء ، وماذا على المريض أن يفعله في هذه الحالات ؟
- المياه البيضاء أو ما يعرف بالساد أو الكتاركتا هو في الواقع مصطلح طبي أغريقي قديم ويعني حرفياً (المياه الجارية) ، وحيث إننا عندما نشاهد المياه الجارية بسرعة مندفعة مثلاً من شلال أو نحوه فإن لون الماء يرى أبيض ومن هنا جاء الاسم ، حيث إن المرض عبارة عن أن عدسة العين تفقد الشفافية لسبب أو لآخر ، وتكتسب اللون الأبيض بدلاً من أصلها الطبيعي وهو أنها شفافة عديمة اللون . والعلاج في هذه الحالة يكون بإزالة هذه العدسة مع استبدالها بعدسة صناعية خاصة داخل العين ؛ لتعود إليها القدرة على الإبصار بإذن الله . وقد شهدت هذه الجراحة تطوراً مذهلاً في الأعوام الأخيرة واصبحت تجرى عن طريق تفتيت العدسة بالموجات الفوق صوتية ، وتحت مخدر موضعي أو سطحي بدون الحاجة إلى خيوط جراحية ؛ مما يساعد على عودة المريض إلى ممارسة حياته الطبية بشكل أسرع بإذن الله.
أما المياه الزرقاء فهي عبارة عن مرض يصيب عصب العين ، ومن ثم يفقده وظيفته الطبيعية وهي نقل الصورة حتى يتم الإبصار ، وهو المرض الأكثر خطورة من الماء الأبيض ، وذلك لأن كثيراً من الحالات لاتكتشف لأن ليس لها أعراض مبدئية ، ومن هنا تكمن أهمية الكشف الدوري للعين في حالة وجود تاريخ مرضي بإصابة احد الوالدين أو الأقارب بهذا المرض .
وفي كل الأحوال يجب على كل شخص بلغ الأربعين من العمر أن يذهب إلى الطبيب ؛ للتأكد من ضغط العين وحالة العصب البصري وذلك للاطمئنان ودائما الوقاية خير من العلاج .
* مريض السكري وما الذي يجب عليه للمحافظة على عينيه ؟
- على مريض السكر أن يهتم بصحته عموماً والمحافظة على مستوى السكر ، وعليه التوجه للطبيب لاجراء فحص على العينين وخاصة قاع العين ومن ثم يتم تحديد المراجعة الدورية على حسب كل حالة . ونبشر مرضى السكر بأنهم بالكشف الدوري والعلاج اللازم إذا اقتضى الأمر يمكن أن نضمن له - بإذن الله - عيوناً سليمة وأبصار دائم ، حيث إنه يمكن العلاج بالليزر لمعظم مضاعفات السكر بالشبكية بأمان ونجاح بإذن الله تعالى .
مع تمنياتنا القلبية بدوام جميع حواسكم بالصحة والسلامة بإذن الله.
د. محمد فوزي ابو الدهب
استشاري طب وجراحة العيون |