*ما هي البواسير؟
نحن نعلم أن هذا الموضوع غير مناسب للمناقشة، ولكنه مع ذلك مشكلة يعاني منها كثير من الناس، فلقد قدر أن 50-80 % من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يعانون منها مع العلم أن هذا المرض من النادر أن يكون خطيراً.
إن المريض يعاني كثيرا من الألم، وهي من أهم أسباب النزف الهضمي السفلي.
أما الأعراض الأخرى التي يعاني منها المريض فهي الحكة والهبوط الشرج و التجلط وحس الامتلاء.
أكثر الناس لا يعلمون أن البواسير عبارة عن أوردة متوسعة مثل التي تحدث في الأطراف السفلية، أما هذه فتحدث في المستقيم وتدعى البواسير، ومن أهم أسباب حصولها إلى جانب الأسباب الوراثية، الإمساك المزمن.
من أجل شفاء هذه الحالة نحتاج أن نعلم سبب الإمساك المزمن، وخاصة الحساسية من بعض الأطعمة.
وضعف تقلص الأمعاء الغليظة، والاضطرابات الهرمونية، وخاصة نقص هرمون الغدة الدرقية أو نقص الفيتامينات والأملاح.
المعالجة المعتادة هي نصح المريض أن يأخذ حمية غنية بالألياف، و كذلك بعض الملينات والمغاطس، وبعض مضادات الالتهاب.
وإذا لم ينفع كل ذلك، فهناك المعالجة التخثير بواسطة الأشعة تحت الحمراء، أو ربط البواسير وتصليبها أو قد نلجأ للجراحة.
نحن ننصح باستعمال التخثير بالأشعة تحت الحمراء للمرضى الذين يريدون معالجة فورية للبواسير.
وهذه تطبق بتعريض أشعة تحت الحمراء على قاعدة البواسير مما يؤدي إلى تخثرها وبالتالي ضمورها.
يفضل أن يعالج باسور واحد في كل جلسة مع أن المريض قد يشعر ببعض الحرارة والألم على تطبيقها، ولكنها محمولة عند أكثر المرضى.
حيث يمكن للمريض العودة للعمل في نفس اليوم، أو اليوم الذي يليه، وقد يحدث قليل من النزيف في اليوم العاشر من المعالجة، أما بالنسبة للجلسة الثانية فتكون بعد حوالي أسبوعين من الجلسة الأولى.
فكما نرى أن الطريقة آمنة وسريعة لعلاج حالة مزعجة، وخاصة إن استطعنا بعدها أن نبقي على حمية كثيرة الألياف لمنع تكرار حدوث البواسير.
* ماذا نتوقع أن يحدث بعد المعالجة ؟
- قد يحدث نزف بسيط من الشرج بعد 7-10 أيام عند تساقط الباسور، وهذا النزف يكون بسيطا، ويتوقف بنفسه، لذلك ننصح بأخذ مسكن ألم بسيط مع جراء مغاطس ماء دافئ لمدة 10 دقائق.
وكذلك ننصح بأخذ ملين بسيط وغذاء غني بالألياف حتى يكون التبرز سهلاً.
* لمن ينصح بالإجراء التخثير الضوئي بالأشعة تحت الحمراء؟
- ننصح عادة المرضى المصابين بالبواسير من الدرجة الأولى والثانية، ولم يستفيدوا من العلاج الدوائي، كذلك ننصح بإجرائهما للمرضى الذين يزيد عمرهم عن 70 سنة، أو المرضى الذين يشكل التخدير خطرا عليهم.
* ماذا علي أن أعلم قبل إجراء هذه المعالجة ؟
عليك أن تعلم أن نجاح هذه المعالجة يعتمد على خبرة الطبيب على إجراء التخثير بالأشعة تحت الحمراء، كذلك على المريض باستمراره تناول الحمية زائدة الألياف.
إن التخثير الضوئي قد يكون مكلفا قليلاً، إلا أنه أرخص بكثير من إجراء العمل الجراحي، وأقل ألما وأسرع في العودة إلى العمل.
ليس كل الأطباء لديهم الخبرة الكافية على هذا النوع من العلاج أو لديهم الجهاز الخاص به.
لذلك على المريض أن يسأل طبيبه إذا كان لديه خبرة عن هذا النوع من العلاج وكذلك سمعته في هذا المجال.
إن العلاج بالليزر لم يثبت أنه أفضل علمياً من التخثير بالأشعة تحت الحمراء حيث إن استعمال جهاز الليزر يكون مكلفاً أكثر، ويأخذ وقتا أطول، كما أنه قد يخرب الأنسجة المحيطة مما يؤدي إلى ندبات أكبر.
وفي النهاية يظل العلاج المثالي بالمحافظة على الحمية زائدة الألياف والملينات البسيطة والبحث إذا كان وراء الإمساك أسباب أخرى غير الحمية.
أما في حال فشل كل ذلك فلا داعي للانتظار حتى تصبح الحالة بحاجة إلى عمل جراحي، وإنما باللجوء إلى طرق أخرى مثل التخثير بالأشعة تحت الحمراء.
د. نبيل عجمي
استشاري الجراحة العامة وجراحة الشرج | 
"الطبية"